إنجاز لامس الإعجاز

missing
علي حسين عبدالله

** في قلب مدينة لوسيل ومن الملعب الذي سوف يحتضن نهائي كأس العالم قطر 2022 كتبت السعودية تاريخا جديدا للكرة العربية ورفعت رأس الجميع عندما أطاح رجال سلمان بميسي ورفاقه وقلبوا الطاولة على الأرجنتين المرشح الأول للقب في مشهد كروي بل ملحمة جماهيرية كانت فيها قلوب العرب كل العرب تنبض بالدعاء الصادق أن يواصل أبطال السعودية الصمود حتى النهاية.. ومن المدينة التعليمية كانت تونس في الموعد وعلى الوعد وقدمت مستوى بطوليا مشرفا بتعادلها مع الدنمارك القوية في مباراة تفاعل معها كل العرب وهم يرددون إن شاء الله «مربوحة» يا تونس العرب.
** وحدهم السعوديون كانوا واثقين كل الثقة بأن فريقهم لن يخذلهم وأنهم يمتلكون مدربا داهية قادرا على قلب الطاولة على الأرجنتين بكل محترفيها في الدوريات الأوروبية وبقيمة لاعبيه المليارية في بورصة اللاعبين، لكن كل ذلك لم يكن كافيا أمام عزيمة السعوديين فحققوا ما يشبه المعجزة في زمن قلنا إنه سيكون خاليا من المعجزات لكنه انتصار يلامس حافة الإعجاز في كرة القدم.
** الأخضر السعودي ظهر أمس كان يلعب على أرضه وبين جماهيره فالوطن واحد والمصير واحد والحب واحد ولذلك لم يكن مستغربا أن تسمع الصرخات والآهات والهتافات في كل مكان في قطر، منازل ومقار عمل وميادين ومقاهي، شباب وصغار وكبار السن كلهم كانوا خلف المنتخب السعودي لتحقيق الحلم التاريخي بالفوز على الأرجنتين بلاد مارادونا وميسي وباتستوتا وكبار أساطير اللعبة.
** بعد هدف الأرجنتين بدأ الإشفاق يسري في العروق مبكرا بأن تكون السعودية هي الضحية الجديدة في البطولة بعد العنابي وإيران والسنغال، لكن المنتخب السعودي استلهم روح الصبر وعدم الاستسلام «مطانيخ» وكان لهم ما أرادوا حتى شعرنا بأن نجوم المنتخب السعودي في نزهة في شوارع بيونس آيرس ينفذون خطة الخبير الكبير هيرفي رينارد الذي طبق فلسفة مصيدة التسلل التي ذكرتنا بطيب الذكر البرازيلي ايفريستو فيما كان عملاق السعودية ورجل المباراة محمد العويس «سوبر مان» حقيقيا تصدى لكل محاولات ميسي ورفاقه بروح الفدائي الانتحاري.
* آخر نقطة..
ما حدث ظُهر أمس في وطن المونديال لن يكون المشهد الأخير في سلسلة الانتصارات العربية في مونديال العرب لكن علينا أن نعرف أن حسابات المنتخبات العالمية اختلفت الآن وسوف تكون القوة والجدية والندية شعار هذه الفرق وهي تواجه الكرة العربية، لكن علينا أن نضع انتصار الأخضر ركيزة لما هو أهم وأصعب في قادم المباريات فالمهمة لم تنتهِ والمواجهات تكاد تكون أصعب من محطة الأرجنتين التي أقلع منها النسر السعودي بنجاح.

[email protected]

 @QA_alihussain


  أخبار ذات صلة