الاتحاد الإيراني يشكو FIFA رسميًا!

تبدو الأجواء المحيطة بكأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مرشحة لمزيد من التوتر بعد أن أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم تقديم احتجاج رسمي إلى الجهات المختصة في الاتحاد الدولي “الفيفا”، اعتراضًا على ما وصفه بـ"الطابع غير الرياضي" الذي يُراد فرضه على مباراة إيران ومصر في دور المجموعات.  وكانت القرعة التي جرت مؤخرًا قد وضعت المنتخب الإيراني إلى جانب مصر وبلجيكا ونيوزيلندا في المجموعة السابعة، مع تحديد مدينة سياتل الأمريكية لاستضافة المواجهة المرتقبة بين إيران ومصر. غير أن القرار المحلي للمدينة بإقامة فعاليات مرتبطة بدعم مجتمع المثليين تزامنًا مع المباراة، أثار اعتراضًا واسعًا لدى الطرفين الإيراني والمصري، الأمر الذي دفع الاتحاد الإيراني للتحرك رسميًا. وفي بيان بثته وسائل الإعلام الإيرانية، عبّر الاتحاد المحلي عن رفضه القاطع لربط المباراة بأي طابع ذي دلالة سياسية أو اجتماعية، معتبرًا ذلك خروجًا عن إطار كرة القدم. وجاء في البيان: «لا يمكن للمنتخب الإيراني أن يخوض مباراة ضمن بطولة رسمية كبرى تحت مظلة فعالية تحمل رسائل لا تتوافق مع ثقافتنا وقيمنا لقد قدّمنا احتجاجًا واضحًا للفيفا، وطالبنا بإلغاء هذا التوجه فورًا». كما أشار الاتحاد إلى أنّه لن يشارك في المباراة إذا أصرّ المنظمون على الإبقاء على الفعاليات المصاحبة، في تصعيد غير مسبوق يهدد بتوتر جديد قبل أشهر من انطلاق البطولة. الاتحاد المصري من جانبه بدا أكثر هدوءًا، لكنه لم يُخفِ استغرابه من انتشار خبر تصنيف المباراة كفعالية داعمة للمثليين، مؤكداً أنه لم يتلقّ أي إخطار رسمي من الفيفا أو اللجنة المنظمة. وقال مسؤول في الاتحاد المصري: «تفاجأنا بما يتم تداوله. لم يصلنا أي خطاب أو إشعار رسمي يشير إلى أن المباراة ستكون مرتبطة بأي فعاليات من هذا النوع. جميع التحضيرات بالنسبة لنا تمر بصورة طبيعية، ولا نملك أي معلومة تؤكد ما يتم تداوله». وتأتي هذه التطورات لتضيف مزيدًا من التعقيد إلى استعدادات كأس العالم 2026، التي تشهد بالفعل جملة من التحديات التنظيمية. فقد سبق أن واجهت إيران أزمة الحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة خلال مراسم قرعة المونديال، بسبب الخلافات السياسية مع الإدارة الأمريكية. كما تتصاعد مخاوف أخرى تتعلق بقدرة الدول الثلاث المضيفة على تجاوز التحديات السياسية والأمنية، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لوّح بإمكانية سحب بعض المباريات من مدن يديرها الديمقراطيون بدعوى “ضعف الإجراءات الأمنية”. الاحتجاج الإيراني ووضع مصر في موقف غامض يفتح باب التساؤلات حول قدرة الفيفا على احتواء الأزمة سريعًا، خصوصًا أن البطولة هي الأولى بمشاركة 48 منتخبًا، وتحتاج إلى أعلى درجات الاستقرار التنظيمي. ومع غياب توضيح رسمي حتى اللحظة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت مباراة إيران ومصر ستشهد تعديلًا في مكانها، أو إلغاء الفعاليات المثيرة للجدل، أو أن الأزمة قد تتفاقم لتشكل إحدى أبرز قصص مونديال 2026 قبل انطلاقه.


  أخبار ذات صلة