بارما وكالياري يقودان ثورة الشباب بالكالتشيو
تشهد الأندية الإيطالية حالة من التباين الواضح فيما يتعلق بالتركيبة العمرية لفرقها، وهو ما يسلط الضوء على الاختلاف بين اللاعبين الخبرة والشباب في استراتيجية البناء الفني للمستقبل. ورغم أن الاعتقاد السائد في كرة القدم الإيطالية يؤكد على أن تقدم عمر اللاعبين وضمان الخبرة داخل الفريق عامل أساسي لتحقيق النجاح، إلا أن بعض الأندية بدأت تحرك استراتيجياتها تدريجيًا نحو الاعتماد على المواهب الشابة. الأندية التقليدية مثل الإنتر وميلان، التي كانت تاريخيًا تعتمد على اللاعبين المخضرمين، تسعى الآن إلى بناء قاعدة قوية من اللاعبين الشباب المحليين. هذه الخطوة تعكس رغبة الأندية في الموازنة بين الخبرة والحيوية التي يمكن أن يمنحها اللاعبون الشباب على أرض الملعب، لضمان استمرار المنافسة وتحقيق نتائج قوية على المدى الطويل. وفي موسم الدوري الإيطالي 2025/2026، برز ناديي بارما وكالياري كأصغر الفرق من حيث متوسط عمر التشكيلة الأساسية، حيث أنهما الفريقان الوحيدان اللذان خاضا مباراة في الكالتشيو هذا الموسم بمتوسط أعمار لاعبين أقل من 24 عامًا، ما يعكس توجههما الواضح نحو الاستثمار في المستقبل وبناء فريق شبابي قادر على المنافسة بقوة على المدى الطويل. على الجانب الآخر، تجاوزت فرق مثل إنتر ونابولي وبولونيا غالبًا متوسط عمر 30 عامًا، بينما اقترب فريق كريمونيزي بقيادة اللاعب المخضرم فاردى، البالغ 38 عامًا، من هذا الرقم، مما يؤكد استمرار الفجوة بين الأندية التي تعتمد على الخبرة وبين تلك التي تستثمر في الشباب. ويظهر هذا التباين بين الفرق الإيطالية كعامل رئيسي يحدد شكل المنافسة في الموسم الجديد، ويطرح تساؤلات حول أي الاستراتيجيتين ستثمر عن أفضل النتائج على أرض الملعب، الخبرة أم الشباب، وكيف ستتمكن الأندية من الموازنة بينهما للحفاظ على مكانتها ومنافساتها داخل الدوري الإيطالي.