رافينيا القطعة المفقودة في منظومة فليك

يضع نادي برشلونة الإسباني آمالًا كبيرة على استعادة نجمه البرازيلي رافينيا لمستواه المعهود، باعتباره أحد أهم مفاتيح الفريق في المرحلة الحاسمة من الموسم، ليس فقط بفضل أرقامه الهجومية المميزة، بل لما يقدمه من تأثير فني وذهني وشخصي داخل غرفة الملابس. فبعد أن جدد عقده حتى عام 2028، ينتظر مسؤولو برشلونة عودة اللاعب ليضطلع بدور قيادي جديد، مستندًا إلى روح الالتزام التي تميّزه وقدرته على ضبط الأجواء في فريق يضم نخبة من النجوم، في وقت تحتاج فيه منظومة المدرب الألماني هانزي فليك إلى التوازن والانسجام أكثر من أي وقت مضى. رافينيا يُعد أحد أعمدة برشلونة في عصر فليك الذي تألق الموسم الماضي واقترب من حصد جميع الألقاب. فالفريق الكاتالوني، الذي اعتمد على قيادة إنييجو مارتينيز الدفاعية، وعقل بيدري في الوسط، وغزارة أهداف ليفاندوفسكي (42 هدفًا)، وإبداع لامين يامال، لم يكن ليحقق ذلك دون الأداء المذهل للجناح البرازيلي. وقدّم رافينيا موسمًا استثنائيًا العام الماضي، حيث سجل 34 هدفًا وصنع 23 تمريرة حاسمة، ليصبح ثاني هدافي الفريق بعد ليفاندوفسكي وأفضل صانع ألعاب في التشكيلة. كما شارك في 57 مباراة رسمية منها 53 أساسيًا، وخاض 4,661 دقيقة، ليكون من أكثر اللاعبين حضورًا وتأثيرًا. وتوّج تألقه بحصوله على لقب هداف دوري أبطال أوروبا برصيد 13 هدفًا، مناصفة مع سيرهو جيراسي مهاجم بوروسيا دورتموند، وهو إنجاز ساعده على احتلال المركز الخامس في ترتيب جائزة الكرة الذهبية متفوقًا على النجم الفرنسي كيليان مبابي. في المقابل، عانى برشلونة مؤخرًا من تراجع الأداء، خاصة بعد الهزيمتين أمام باريس سان جيرمان (1-2) وإشبيلية (1-4)، وهو ما جعل عودة رافينيا مطلبًا جماهيريًا وفنيًا لإعادة الحيوية والحدة إلى الخط الأمامي. فالمدرب فليك يعتمد بشكل كبير على الضغط العالي والطاقة الجماعية في الهجوم، وهي عناصر يجسّدها النجم البرازيلي بامتياز. ويؤكد فليك أن "الفرص تبدأ من الضغط في الأمام"، وهو ما افتقده الفريق في الفترة الماضية، في ظل غياب الجاهزية البدنية والتضحية الجماعية لدى بعض النجوم. كما غاب الحماس الذي يميّز لاعبين مثل جافي (المصاب حتى مارس المقبل)، ورافينيا، وفيرمين، المنتظر عودتهما بعد فترة التوقف الدولي. رهان برشلونة على رافينيا واضح؛ فالنادي جدد عقده في مايو الماضي حتى 2028، ليؤكد أنه أحد ركائز المشروع الرياضي الجديد. وسيبلغ اللاعب التاسعة والعشرين من عمره في ديسمبر المقبل، ما يعني أنه في قمة نضجه الفني، وقادر على قيادة الجيل الجديد داخل الفريق وفي المنتخب البرازيلي أيضًا، مع اقتراب مونديال 2026.


  أخبار ذات صلة