الخلافات حول الحفلات تضر ريال مدريد!

شكّلت أعمال تجديد ملعب سانتياجو برنابيو مشروعًا استثنائيًا لنادي ريال مدريد، ليس فقط من أجل تحديث بنيته التحتية الرياضية، بل لتحويله إلى معلم ترفيهي متكامل يستقطب أبرز نجوم العالم، سواء في كرة القدم أو في عالم الموسيقى. غير أن هذا الطموح اصطدم بعقبة غير متوقعة: غضب السكان المجاورين، والذين رأوا في الحفلات الموسيقية مصدرًا غير مقبول للإزعاج والضوضاء في قلب حيّهم السكني. الضغوط القانونية التي مارسها هؤلاء السكان دفعت النادي إلى تعليق الحفلات، الأمر الذي حوّل ملعب "ميتروبوليتانو" الخاص بجاره وغريمه أتلتيكو مدريد إلى المستفيد الأكبر من هذا الوضع. فبينما يواجه ريال مدريد تحديات قضائية وتعليقًا لنشاطه الترفيهي، فتح أتلتيكو أبواب ملعبه ليحتضن حفلات نجوم كبار في صيف 2025، وضمن جدول حفلات مميز للعام المقبل، أبرزها 10 حفلات للنجم العالمي باد باني. هذا التحول يمثل صفعة رمزية ورياضية للريال، الذي كان يروّج لملعبه كوجهة أولى للفنانين العالميين، وهو ما أكده عمدة مدريد نفسه، حين صرّح بأن "البرنابيو" هو الوحيد القادر على استقطاب أسماء ضخمة مثل تايلور سويفت، التي أحيت حفلًا ناجحًا هناك في مايو 2024. ومع ذلك، فإن الواقع الحالي يفرض تساؤلات جديّة حول مدى قدرة النادي على التوفيق بين طموحاته التجارية وحق الجوار في الهدوء، وهي معادلة لم تُحل بعد. في المجمل، ما كان يُفترض أن يكون نقطة قوة لريال مدريد — موقعه المركزي في العاصمة — تحوّل إلى نقطة ضعف، بينما استثمر أتلتيكو بذكاء في موقع ملعبه الأبعد عن الأحياء السكنية، ليصبح الوجهة المفضلة للحفلات في مدريد، ولو مؤقتًا.


  أخبار ذات صلة