سالم الدوسري يتصدر هدافي العرب بمونديال الأندية

دوّن النجم السعودي سالم الدوسري اسمه بحروف من ذهب في سجلات كأس العالم للأندية، بعدما أصبح الهداف العربي التاريخي للبطولة، متفوقًا على عمالقة اللعبة في المنطقة، وعلى رأسهم أسطورة الأهلي المصري محمد أبوتريكة. وفي ثالث جولات المجموعة الثامنة للنسخة الجارية من البطولة المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاع قائد الهلال أن يهز شباك باتشوكا المكسيكي بهدف مميز في الدقيقة 22، بعد تمريرة متقنة من زميله ناصر الدوسري. تحكم سالم بالكرة بهدوء، ورفعها بمهارة فوق الحارس المتقدم، مسجلاً أول أهدافه في النسخة الحالية، وخامس أهدافه في مجمل مشاركاته بالبطولة. الهدف لم يكن عاديًا. لم يكن مجرد تقدم للهلال في لقاء قوي، بل كان لحظة مفصلية في مسيرة أحد أبرز نجوم الكرة السعودية، حيث وضع سالم نفسه في صدارة قائمة هدافي العرب في تاريخ البطولة العالمية، متجاوزًا محمد أبوتريكة، الذي لطالما ظل الرقم الصعب على مدار سنوات، بعدما سجل 4 أهداف في نسختي 2006 و2008، وارتبط اسمه بإنجاز الأهلي الشهير باحتلال المركز الثالث عالميًا. حسين الشحات، جناح الأهلي المصري الحالي، الذي كان أيضًا شريكًا في هذا الرقم، تراجع بدوره للوصافة، ليبقى سالم الدوسري منفردًا بالقمة.  لكن طريق الدوسري نحو المجد لم يُشق في ليلة. فقد بدأ رحلة التهديف في البطولة العالمية عام 2019 عندما سجل أول أهدافه في شباك فلامنجو البرازيلي. ثم واصل حضوره اللافت بهدف في مرمى الجزيرة الإماراتي في نسخة 2022، قبل أن يعود ويسجل ثنائية مذهلة ضد فلامنجو من جديد في نسخة 2023. ومع هدفه الجديد هذا العام، يكتمل العقد الذهبي بخمسة أهداف رسمت ملامح مسيرة لاعب لا يتوقف عن التطور، ولا يعرف إلا لغة الإنجاز. هذا الرقم يكرّس الدوسري كرمز عربي في البطولات العالمية، ويعكس مكانته المتصاعدة كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ الهلال، بل وفي تاريخ الكرة الآسيوية الحديثة ولا ينسى الجمهور هدفه الخالد في مرمى الأرجنتين بكأس العالم 2022، حين دوّى اسمه في كل مكان، ورفع راية بلاده في لحظة لن تُنسى.  ورغم أن المقارنة مع أبوتريكة تبدو ثقيلة، فإنها ليست صدامية، بل امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التألق العربي في الساحة الدولية. أبوتريكة كان قدوة، والدوسري أصبح النموذج الجديد. وإن كان الماضي مجيدًا، فإن الحاضر لا يقل بريقًا، بل يحمل بوادر مستقبل واعد لجيل جديد يطرق أبواب المجد من أوسعها. وبينما تغادر بعض الأسماء المشهد وتبقى في ذاكرة الجماهير، يظهر سالم الدوسري كلاعب صنع الحاضر، وبات جزءًا من التاريخ، وأيقونة لا تقل قيمة عن أساطير من سبقوه.


  أخبار ذات صلة