FIFA ينفق الملايين لإنقاذ مونديال الأندية

أنفق الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) أكثر من 50 مليون دولار على الحملات التسويقية لبطولة كأس العالم للأندية المقامة هذا الصيف في الولايات المتحدة، ضمن مساعيه لإطلاق النسخة الأولى من البطولة الموسعة بمشاركة 32 فريقًا، التي تُعد المشروع الأبرز لرئيس الاتحاد جياني إنفانتينو. وركزت الحملات التسويقية بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استعان FIFA بمؤثرين على "إنستجرام" من خلفيات غير كروية – من بينهم صحفيون في البيسبول وطهاة ومخترعون – بهدف الوصول إلى جمهور أمريكي جديد وغير تقليدي. كما لجأ إلى الإعلانات الطرقية في عدة مدن رئيسية، بالتوازي مع عروض ترويجية داخل الملاعب شملت خصومات على التذاكر المستقبلية. في ظل تراجع الإقبال الجماهيري، اضطر FIFA إلى خفض أسعار التذاكر بشكل تدريجي، إذ تراجعت أرخص تذكرة من 349 دولارًا في ديسمبر إلى 55 دولارًا في يونيو، مع توفير عروض خاصة للطلاب والمحاربين القدامى، وصلت في بعض الحالات إلى تذاكر مجانية. المباراة الافتتاحية التي شارك فيها النجم ليونيل ميسي جذبت أكثر من 60 ألف مشجع، إلا أن بقية المباريات شهدت تفاوتًا كبيرًا في نسب الحضور. فبينما امتلأ ملعب "روز بول" في مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد بأكثر من 80 ألف مشجع، اقتصرت الحضور في مواجهة بايرن ميونيخ وأوكلاند سيتي على نحو 21 ألف فقط، في ملعب يتسع لأكثر من 60 ألف. أثار توزيع الملاعب جدلاً داخل أروقة FIFA، حيث فضّل بعض المسؤولين اعتماد الملاعب الكبرى، بينما رأى آخرون أن الملاعب الأصغر كانت ستوفر مشهدًا جماهيريًا أكثر كثافة. وزاد من التحديات تقارير عن وجود عناصر من إدارة الهجرة الأمريكية في بعض المباريات، ما أثار مخاوف بين الجماهير من أصول مهاجرة، خاصة في ولايات الجنوب. رغم هذه العقبات، شهدت البطولة إقبالًا لافتًا من جماهير أمريكا الجنوبية وشمال أفريقيا، خصوصًا من الجاليات البرازيلية، الأرجنتينية، المصرية والتونسية، التي ساهمت في إنعاش بعض المباريات جماهيريًا. من ناحية حقوق البث، وقّع FIFA صفقة عالمية بقيمة مليار دولار مع منصة "دازون"، ما ساعد على تهدئة مخاوف الأندية الأوروبية من ضعف العائدات. كما خصص جوائز مالية كبيرة، وصلت إلى 125 مليون دولار للفريق الفائز. رغم غياب جماهيرية البطولة في أسواق كروية رئيسية مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، لا يزال FIFA يراهن على نجاح الأدوار الإقصائية التي ستشهد مشاركة الأندية الأوروبية الكبرى، في محاولة لترسيخ البطولة كأهم مسابقة عالمية على مستوى الأندية.


  أخبار ذات صلة