انطلاقة قوية للعرب في كأس آسيا

تشكل استضافة قطر لكأس آسيا 2023 فرصة أمام المنتخبات العربية للمنافسة على اللقب، والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، فمختلف المنتخبات العربية تحظى بدعم جماهيري كبير خلال هذه النسخة مما يعزز من تطلعاتهم نحو الوصول لمنصة التتويج.  ويعد المنتخب القطري على رأس المنتخبات العربية المرشحة للقب، فهو المستضيف، كما أنه حامل لقب النسخة السابقة التي توج بها في الإمارات 2019 للمرة الأولى في تاريخه ويتطلع للحفاظ على البطولة وتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في تاريخ كرة القدم القطرية من خلال حصد اللقب للمرة الثانية على التوالي.  وقد بدأ المنتخب القطري في البطولة بصورة قوية من خلال تحقيق الفوز على منتخب لبنان بثلاثية نظيفة في المباراة الافتتاحية، وقد شكل هذا الانتصار دافع نحو التأكيد على تمسك المنتخب القطري بطموحه في المنافسة ، كما أنه نجح في فك عقدة المباريات الافتتاحية التي عانى منها في النسختين السابقتين اللتين استضافهما في 1988 و2011 عندما غاب عنه الفوز في تلك المباريات الافتتاحية لكنه في نسخة 2023 نجح في تحقيق الفوز للمرة الأولى في البطولة القارية عندما يستضيفها، وأكد أنه يتطلع للدفاع عن اللقب وتقديم كل ما لديه من أجل تحقيق ذلك.  أما المنتخب الأردني فقد حقق الفوز على ماليزيا برباعية نظيفة وقدم عرض مميز للغاية أكد من خلاله أنه يتطلع للوصول لأبعد ما يمكن في هذه البطولة، وقد برز الدعم الجماهيري للمنتخب الأردني في ذلك اللقاء من خلال تواجد أكثر من عشرين ألف متفرج في مدرجات ملعب الجنوب، قدموا الدعم والمساندة للمنتخب الأردني ودفعهم لتقديم أداء مميز في المباراة الأولى وينتظر منهم المزيد في المباريات القادمة.  وبدوره المنتخب العراقي نجح في تقديم عرض قوي أمام إندونيسيا في مباراة تميزت بالندية بين المنتخبين، لكن خبرة لاعبي منتخب العراق وتمسكهم بالفوز دفعهم نحو حصد الثلاث نقاط الأولى التي أكدوا من خلالها تطلعهم نحو المنافسة على اللقب أملا في تحقيق إنجاز غائب منذ التتويج بنسخة 2007، ويعتبر الدعم الجماهيري من العوامل الإيجابية التي يستند عليها المنتخب العراقي خلال هذه النسخة، وقد تحدث أمير العماري لاعب منتخب العراق الذي اختير أفضل لاعب في تلك المباراة عن أهمية الدعم والمساندة الجماهيرية لتحفيز المنتخب العراقي للوصول بعيداً في البطولة. كذلك نجح المنتخب الإماراتي في تحقيق الفوز على منتخب هونغ كونغ بثلاثة أهداف مقابل هدف، وقدم أداء أكد من خلاله تطلعه للتأهل للدور الثاني ومن ثم التقدم للأمام في البطولة، وينتظره لقاء عربي في الجولة المقبلة أمام فلسطين في ثاني جولات المجموعة الثالثة بالبطولة.  وكان المنتخب الفلسطيني قد خسر أمام منتخب إيران في الجولة الأولى بأربعة أهداف مقابل هدف، ولكن الفرصة ما تزال قائمة من أجل التمسك بما تبقى من حظوظ التأهل للدور الثاني خاصة أن هناك دعم جماهيري كبير يحظى به منتخب فلسطين في هذه البطولة.  أيضا خسر المنتخب البحريني مباراته الأولى في البطولة أمام كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدف، ولكن ماتزال أمامه فرصة للمنافسة على أحد بطاقات التأهل للدور الثاني، حيث ينتظره لقاء في الجولة القادمة أمام ماليزيا ضمن منافسات المجموعة الخامسة، وكذلك سيلتقي مع المنتخب الأردني في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات وبالتالي ماتزال حظوظه قائمة في التأهل اذا تجاوز تأثير خسارته الأولى وحقق الفوز في المباريات المقبلة.  المنتخب السوري تعادل دون أهداف مع منتخب أوزبكستان واكتفى بنقطة واحدة في بداية المشوار، لكنه يعلم تماما أن التأهل عبر المجموعة الثانية التي تضم أيضا منتخبي استراليا والهند يتطلب التركيز الكامل في كل لقاء والظهور بأفضل صورة لتجنب أي خسارة تعقد حسابات التأهل، لذا يعد التعادل مقبولاً أمام منتخب أوزبكستان الذي يدخل ضمن المنتخبات المرشحة للتأهل عبر هذه المجموعة، ومن هنا تبدو حالة الرضا لدى الجهاز الفني لمنتخب سوريا عن التعادل في الجولة الأولى لكن بالتأكيد المواجهة المقبلة أمام استراليا ستكون أكثر صعوبة قبل لقاء الهند في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، وتتطلب رفع مستوى الجاهزية لأعلى مستوى من أجل تحقيق النتائج المرجوة للحفاظ على حظوظ التأهل.  المنتخب السعودي نجح في تقديم عرض قوي أمام منتخب عمان وحقق الفوز بهدفين مقابل هدف في مباراة عكست جاهزية المنتخبين للتأهل للدور الثاني من خلال المجموعة السادسة، فرغم خسارة منتخب عمان لكنه يمتلك الفرصة للتعويض في آخر مباراتين أمام تايلاند وقرغيزيا في الجولتين الثانية والثالثة على التوالي بالمجموعة السادسة، في الوقت الذي يتطلع المنتخب السعودي للمنافسة على اللقب والوصول بعيدا في البطولة.  المنتخبات العربية حتى الآن بدأت البطولة بشكل مرضي لكن المنافسة ستزداد قوة خلال المرحلة القادمة وسيتطلب هذا الأمر مزيد من الأداء المميز من أجل الحفاظ على حظوظ التأهل، في الوقت الذي تصب الترشيحات لصالح العديد من المنتخبات العربية للمنافسة على اللقب ومنها المنتخبين القطري والسعودي، لكن تبقى حظوظ باقي المنتخبات العربية قائمة حتى الآن وتتطلب تقديم أفضل مستوى ممكن من أجل إرضاء الجماهير التي تمني النفس بإنجاز عربي جديد في البطولة القارية.


  أخبار ذات صلة