تفاعل جماهيري في افتتاح كأس آسيا
في افتتاح النسخة الثامنة عشرة لبطولة كأس آسيا قطر 2023، كان الترقب الجماهيري حاضرا، وامتلأت الطرق المؤدية إلى استاد لوسيل بمشاعر الشغف والتشوق الكبير من كافة الجماهير الآسيوية لانطلاق صافرة افتتاح البطولة القارية، والمواجهة التي تجمع بين المنتخب القطري (حامل اللقب) والمستضيف والمنتخب اللبناني. لجماهير القطرية كانت قد أعدت كافة الترتيبات من أجل مؤازرة المنتخب حامل اللقب، وتزينت السيارات والحافلات الخاصة بألوان العنابي وصور اللاعبين، ورفعت الأعلام القطرية العملاقة عليها. وكذلك الجماهير من مختلف الجنسيات توجهت عبر شبكة المترو إلى لوسيل، وبواسطة الحافلات الخاصة بالبطولة، وكذلك حرص البعض من الجماهير التوجه بواسطة السيارات الخاصة. ومع الوصول إلى المحيط الخارجي لاستاد لوسيل بدأت الكرنفالات، وشهدت منطقة المشجعين تحت شعار "هيا آسيا" حضورا هائلا من الجماهير الآسيوية، التي رفعت راية التحدي لدخول المعترك القاري بقوة. العرضة القطرية والفلكلور والفرق الشعبية لم تغب عن أجواء الجماهير للتعريف بالتراث القطري، وشهدت منطقة الجماهير تفاعلا هائلا من الروابط الجماهيرية الخاصة بالمنتخبات الآسيوية والعربية، وكذلك سجلت عائلة تعويذة البطولة (سبوق، تمبكي، فريحة، زكريتي، وترينة) حضورها في بعض المناطق، حيث يعودون بعد 12 عاما حينما ظهروا لأول مرة في بطولة آسيا 2011 (النسخة الثانية التي استضافتها الدوحة). وبالإضافة لذلك، استطاعت الفرق الراقصة للجاليات الآسيوية جذب أنظار الجماهير بالعروض الخاصة لها بطابع فلكلوري، وسط أجواء كرنفالية قدمت فيها أجمل اللوحات التي تعكس الموروث الشعبي الخاص بها، في قالب تنظيمي مميز. وأظهرت الجماهير القطرية شغفا كبيرا في التواجد بالمحيط الخارجي لاستاد لوسيل وإظهارها لتقاليدها، والمساهمة في هذا الكرنفال الآسيوي، بجانب جهود كبيرة بذلتها بعض الروابط الجماهيرية للمنتخبات الآسيوية المشاركة سواء خارج محيط الاستاد أو في المدرجات. وداخل استاد لوسيل سرعان ما حرصت الجماهير على أخذ أماكنها في المدرجات قبل نحو ساعتين من المواجهة، وترقب الجميع فقرات حفل الافتتاح التي تفاعل معها الجميع، في ظل اللوحات المعبرة التي نفذت سواء في الإبداع البصري أو الألعاب والمحاكاة للتاريخ القطري، والعربي والآسيوي بكافة اللغات، بجانب اللوحات الداعمة للشعب الفلسطيني والمتضامنة معهم، وتكريس رسالة المحبة بين شعوب القارة، وأن يعم السلام كافة بقاع الأرض. من جانبها، سعت الجماهير القطرية سعت لإظهار شغفها ودعمها للأدعم، وأرادت هذه الجماهير توجيه رسالة خاصة إلى لاعبي المنتخب القطري من أجل مضاعفة الجهود وإظهار أفضل المستويات للدفاع عن سمعة الكرة القطرية. وفي الإطار ذاته، رابطة جمهور المنتخب القطري وتحت عنوان "مدرج العنابي" كانت حاضرة في المدرجات، ولم تهدأ الهتافات والأناشيد الداعمة قبل المباراة، وحرص جميع أعضاء الرابطة على ارتداء قميص المنتخب القطري، والشالات حيث قامت بهتافات رائعة تحفيزا للمنتخب. أما الجماهير اللبنانية فقد حرصت على التواجد المبكر في مدرجات استاد لوسيل، وبدأت التشجيع قبل ساعات من صافرة البداية دعما لمنتخب بلادها، حيث رفعت الأعلام، فضلا عن ارتداء قمصان المنتخب في صورة تعكس ولاءهم وعشقهم لهذا المنتخب، بجانب رفع بعض العبارات التشجيعية على أعلام المنتخب دعما لبعض اللاعبين. ومن جانبهم، عبر عدد من الجماهير القطرية عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بمشاهدة الافتتاح المبهر الذي شهده ملعب لوسيل، والمعاني والرسائل الإيجابية التي أوصلها هذا الحفل للشعوب في القارة الآسيوية، وتكريس رسالة السلام والمحبة. وأعرب العديد من هذه الجماهير عن ثقتهم بقدرة المنتخب القطري على المنافسة على اللقب، والوصول بعيدا في مشوار البطولة. إلى ذلك، أشار عدد من الجماهير العربية والآسيوية الحاضرة إلى أن قطر قدمت نموذجا رائعا في حفل الافتتاح من خلال تمازج الثقافات الآسيوية، وأوصلت رسالتها إلى كل أنحاء القارة بترحيبها بالجميع.