ندوة حوارية في متحف قطر الأولمبي والرياضي
نظم متحف قطر الأولمبي والرياضي ندوة حوارية بمناسبة مرور 43 عاما على المشاركة القطرية في بطولة كأس آسيا لكرة القدم، واستضافة قطر النسخة الثامنة عشرة والثالثة في تاريخها في الفترة ما بين 12 يناير وحتى 10 فبراير المقبلين. وفازت الدوحة بشرف استضافة كأس آسيا للمرة الثانية خلال 12 عاما بعد (2011) والثالثة في تاريخها، بعد أن نظمت نسخة العام 1988، حيث ستكون الدوحة على موعد جديد مع كتابة أسطر جديدة من النجاحات بعد استضافتها التاريخية لكأس العالم 2022. وتخللت الندوة حلقة نقاش للرياضيين القدامى حول الجدول الزمني لمشاركة منتخب قطر في كأس آسيا منذ نسخة عام 1980. كما تم التطرق لتأهل منتخب فلسطين للنهائيات القارية، حيث يظهر للمرة الثالثة بعد أول مشاركة له في أستراليا عام 2015، ثم في النسخة الماضية التي أقيمت في الإمارات 2019. وفي كلمة افتتاحية رحب عبدالله الملا، مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي، بالمشاركين في الندوة، منوها بحجم النجاح الكبير الذي أبرزته قطر من خلال استضافتها العديد من البطولات القارية والدولية. من جهته، قال سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة: إن النسخة الثامنة عشرة للبطولة القارية تأتي بعد عام من تنظيم قطر لكأس العالم 2022، مشيرا إلى أن جمهور كرة القدم سيكون على موعد مع مباريات من العيار الثقيل بين كبار منتخبات القارة. وأضاف: "لأول مرة تشهد البطولة مشاركة 24 منتخبا، وكذلك ستكون المرة الأولى التي ستقام على ملاعب مونديالية، ما يعطيها رونقا خاصا وينذر بمواجهات في غاية القوة والندية". وأشار الرميحي إلى المشاركات الأولى للمنتخب القطري في الكأس القارية، حيث يدون ظهوره الحادي عشر بعد أن خاض خلال مشاركاته العشر السابقة 39 مباراة، حقق خلالها الفوز في 13 مواجهة، منها سبع خلال النسخة السابقة في 2019. وتحدث الرميحي عن الصعوبات التي مرت بها الكرة القطرية خلال حقبة السبعينيات، ثم النهضة التي عاشتها مع تولي سلطان السويدي رئاسة الاتحاد القطري خلال تلك الحقبة، ومن ثم المنتخب القطري للشباب الذي حل وصيفا في كأس العالم للشباب التي استضافتها أستراليا في عام 1981. وعن الحضور الخليجي في جوهرة بطولات الاتحاد الآسيوي قال الرميحي: "إن الكرة الخليجية عرفت العديد من النجاحات في نسخ البطولة السابقة من خلال فوز المنتخب الكويتي باللقب في النسخة السابعة عام 1980، ومن ثم تتويج المنتخب السعودي باللقب في ثلاث مناسبات أعوام 1984، و1988، و1996 قبل حصول المنتخب العراقي على لقب نسخة 2007، ومن ثم المنتخب القطري في 2019، والذي بات رابع منتخب عربي وخليجي ينال اللقب القاري". وشدد على أن بطولة كأس الخليج التي انطلقت في العام 1970 شكلت منعطفا كبيرا في مسار الكرة الخليجية، ومكنت المنتخبات الخليجية من التصاعد في خطها البياني على الصعيد القاري. وأوضح أن مشاركة منتخب فلسطين في البطولة الآسيوية يعد إضافة مهمة للكرة العربية، ويعتبر وصول هذا المنتخب للمرة الثالثة على التوالي إلى بطولة كأس آسيا بمثابة تأكيد على العمل الكبير للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي يحاول تطوير المنتخب، ويملك أمس مجموعة من اللاعبين المميزين، الذين بدؤوا يصنعون الفارق على أرض الملعب. وحول تواجد 24 منتخبا في النسخة الجديدة للبطولة الآسيوية قال الرميحي: "كنت أتمنى أن تكون البطولة لمنتخبات النخبة في القارة، وذلك من أجل تطوير الكرة الآسيوية والنجاح الفني للمنافسات". وختم رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة تصريحاته: "الكل شاهد تنظيم قطر الرائع للمونديال، فقد كان من أنجح البطولات التي نظمت في تاريخ كأس العالم، لافتا إلى أن ما تحقق سيشكل حافزا كبيرا كي تستمر الدوحة في تقديم التميز باستضافة أكبر الأحداث الرياضية. على الصعيد ذاته، اعتبر علي يوسف المحمود، رئيس بعثة منتخب قطر لكرة القدم للشباب، الفائز بالمركز الثاني في كأس العالم عام 1981 في أستراليا، خلال الندوة الحوارية التي نظمها متحف قطر الأولمبي والرياضي، أن استضافة البطولات والأحداث الكبيرة والنجاحات التنظيمية التي حققتها الدولة شكلت دافعا كبيرا للاستمرار على هذا النحو باستضافة أهم البطولات في القارة وبمختلف الألعاب. وتحدث المحمود عن تجربته الطويلة ومسيرته مع منتخب الشباب الذي سجل حضورا رائعا أمام أعتى المنتخبات العالمية في النسخة التي جرت في أستراليا عام 1981. وأشار الأمين العام السابق لنادي الوكرة إلى أن متحف قطر الأولمبي والرياضي يعد منارة رياضية تحوي العديد من المقتنيات النادرة والتاريخية، وبلا شك هو إضافة كبيرة للرياضة القطرية ومفخرة حقيقية. وتمنى المحمود، في ختام تصريحاته، التوفيق للمنتخب الفلسطيني في البطولة القارية، وتقديم مستويات رائعة تسعد أنصاره. وفي الإطار ذاته، قال الإعلامي أيمن جادة: "إن كأس أمم آسيا تعد ثاني أقدم بطولة قارية في العالم بعد كوبا أمريكا، فضلا عن كونها ثاني أكبر بطولة بعد كأس العالم". وأضاف: "لقد حققت الكرة الآسيوية قفزات كبيرة في الآونة الأخيرة، والأمثلة كثيرة على ذلك، كما استطاعت الكرة العربية تسجيل حضورها، وأن تدون ظهورها القاري، فبدأت الانتصارات في نسخة عام 1980 بحصول الكويت على اللقب، وصولا لفوز المنتخب القطري في النسخة الماضية 2019". وتابع: "شهدت النسخ السابقة من البطولة القارية بروز العديد من نجوم العرب الذين استطاعوا الظهور المميز، وكذلك نجوم القارة الآسيوية وتألقهم في الملاعب الأوروبية". كما أشار جادة إلى أن كوريا الجنوبية استضافت نسخة عام 1960، وتوجت باللقب للمرة الثانية، وكذلك إيران التي استضافت نسخة عام 1976، ونالت اللقب للمرة الثالثة، والنسخة الحالية تستضيفها قطر وربما تنجح بالاحتفاظ باللقب أيضا، وهي بالطبع لن تكون مهمة سهلة بيد أن تغيير المدرب ربما يكون أمرا إيجابيا لزملاء حسن الهيدوس والمعز علي. ولفت إلى أن المنتخب الفلسطيني سيواجه صعوبات كبيرة في البطولة وهو يلعب في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخب إيران بطل آسيا 3 مرات، والإمارات، وهونج كونج، في مهمة لن تكون سهلة لأبناء المدرب مكرم دبوب المدير الفني للمنتخب الفلسطيني، حيث لم يفز منتخب فلسطين بأي مباراة حتى الآن في كأس آسيا خلال مشاركتيه السابقتين.