ترقب لمصير "ملاعب المونديال".. وكأس آسيا كلمة الحسم

بعد أسابيع من إنتهاء بطولة كأس العالم قطر 2022، لا يزال الجميع يتساءل حول مستقبل الملاعب الثمانية التي استضافت منافسات البطولة خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر الماضي. وستستضيف قطر بطولة كأس آسيا 2023، لكرة القدم بعد اعتذار الصين في مايو الماضي عن إستضافة البطولة، حيث أسند المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الاستضافة لبلد المونديال بعد منافسة من كوريا الجنوبية وأندونيسيا وأستراليا. ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على عدد من الملاعب المونديالية، وهو الأمر الذي عطل حسم موقف بعض الاستادات التي إستضافت مباريات كأس العالم. البطولة التي محدد لها سلفا أن تقام خلال الفترة من 16 يونيو حتى 16 يوليو من العام الجاري، هناك انباء عن إمكانية تأجيلها لتقام في شهر يناير 2024، أو يتم ترحيلها لنهاية عام 2023 وبالتحديد في شهر ديسمبر لتقام في فصل الشتاء بدلا من الصيف، الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة في قطر والمنطقة الخليجية. وبشكل عام فالدوحة وملاعبها المونديالية جاهزة لإستضافة الحدث في التوقيت الذي سيستقر عليه الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي (FIFA)، فالملاعب في حالة جيدة ولا توجد أي إشكالية في عودة إقامة المنافسات عليها مرة أخرى استاد 974 أحد الملاعب الذي وعدت قطر بتفكيكه بعد البطولة كأحد خيارات الإرث في مونديال 2022 لايزال قائما حتى الآن، وتؤكد بعض المصادر أنه من الملاعب المرشحة لإستضافة بعض مباريات البطولة الآسيوية رغم تقليص سعة مدرجاته مؤخرا بعد المونديال.  وأكد محمد العطوان مدير الاستاد في تصريحات صحفية سابقة قائلا: "ننتظر التوجيه بتفكيك الاستاد أو الخيار الذي سيتم اعتماده، سواء ببناء الاستاد في موقع آخر أو تفكيكه أو التبرع به أو أي قرار آخر سيتم إصداره في الفترة المقبلة، ونحن جاهزون وخطة التفكيك جاهزة وخيارات الإرث مطروحة بشكل كامل أمام الإدارة لتوجيه القرار لتنفيذه خاصة بعد نهاية منافسات كأس العالم 2022 في ديسمبر الماضي".  وأضاف: "نحن مقبلون في شهر فبراير المقبل على استضافة مباريات دور الـ16 بدوري أبطال آسيا بنظام التجمع ونهائي البطولة سيكون أيضا في دولة قطر، وكذلك سنستضيف كأس آسيا 2023، ودورة الألعاب الآسيوية 2030 وكلها بطولات ومنافسات تمكننا من استخدام هذه المنشآت العالمية، ونحن في قطر ولله الحمد نمتلك المنشآت الرياضية التي تحتوي على أعلى المعايير والمدعمة بالتكنولوجيا الحديثة التي تعزز من جاهزيتنا لاستضافة أي حدث رياضي في المنطقة". وشدد العطوان على أن "هناك العديد من المقترحات التي يمكن تنفيذها، حيث يمكن بناؤه كاستاد كامل بسعة 40 ألف مشجع في موقع آخر بدولة قطر أو أي دولة أخرى يتم الاتفاق على نقل الاستاد لها بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، أو بناء عدة منشآت رياضية بحجم أصغر مثل إمكانية بناء ملعبين في موقعين مختلفين بسعة 20 ألف مشجع لكل ملعب، أو بناء 4 منشآت رياضية بسعة 10 آلاف مقعد في 4 مواقع مختلفة، أو إعادة تدوير الهيكل الحديدي لأي أغراض مستقبلية كأعمال إنشائية، وحاويات الشحن البحري يمكن إعادة استخدامها في الشحن البحري بحكم حفاظنا على الشهادات المطلوبة لهذه الحاويات لاستخدامها كشحن بحري اذا دعت الحاجة لذلك".  وأضاف: "بعد التفكيك ستبقى في الموقع بنية تحتية جاهزة للاستخدام في أي وقت، أو أي عملية تطوير مستقبلي، سواء محطة الكهرباء التي تم بناؤها مع الشركاء في المؤسسة القطرية العامة للماء والكهرباء (كهرماء)، أو محطة المترو التي تخدم المواصلات والتنقل إلى منطقة رأس أبوعبود، أو تطوير شاطئ 974 في منطقة رأس أبوعبود الذي سيبقى كإرث بعد أن تم تفعيله واستخدامه خلال فترة كأس العالم كإحدى الوجهات الترفيهية أو السياحية خلال فترة البطولة". أما استاد أحمد بن علي في الريان والذي يتسع لـ40 مشجع فأصبح مقرا لنادي الريان القطري بعد المونديال، وسيتم تخفيض الطاقة الاستيعابية له إلى 20 ألف مقعد والبقية التي يتم تفكيكها سيعاد استخدامها في مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم.  ونفس الأمر أيضا ينطبق على ستاد الجنوب الذي ستخفض سعته إلى 20 ألف مقعد ويتم التبرع بالمقاعد الأخرى لمشاريع تطوير كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، وسيبصبح مقرا رسميا لنادي الوكرة الذي لايزال استاد سعود بن عبدالرحمن في مدينة الوكرة هو مقره القديم.  بينما استاد البيت في مدينة الخور فلا يزال حتى اليوم يتم إنارته يوميا كمعلم للمدينة خاصة أن الكثير من الزوار يحرصون على التوجه إلى الحديقة التابعة له لقضاء أوقات عائلية مميزة، في ظل اعتدال درجات الحرارة.  وستفكك مقاعد الجزء العلوي من مدرجات الاستاد وستمنح إلى الدول النامية التي تحتاج لبناء مرافق رياضية وبالنسبة لاستاد الثمامة فسيشهد بناء فندق عصري صغير مكان المدرجات العليا في الملعب الذي يقع وسط مساحات خضراء مزدهرة، حيث سيتم تخفيض طاقته الاستيعابية هو الآخر عبر التبرع بـ20 ألف مقعد لتطوير مشاريع رياضية في مختلف أنحاء العالم، كما سيتم افتتاح فرع لمستشفى سبيتار المتخصص بعلاج إصابات لاعبي كرة القدم داخل المنشأة.  وذكرت بعض المصادر أن هناك توجه ليكون الاستاد مقرا للنادي الأهلي عميد الأندية القطرية في المستقبل.  فيما أشارت المصادر أيضا إلى ان استاد لوسيل مسرح المباراة النهائية التي جمعت الأرجنتين وفرنسا، سيتحول إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادة طبية ولن يظل قائما أو يستضيف أي مباريات. حيث تتجه النية لأن يقدم المركز المجتمعي المتعدد الأغراض كل إحتياجات الناس في مكان واحد، بعد أن يتم تفكيك المقاعد البالغ عددها 80 ألف مقعد والتبرع بها لمشاريع رياضية مختلفة حول العالم. فيما ستحول استاد المدينة التعليمية إلى وجهة رياضية وترفيهية لمنتسبي المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.. بعد أن يتم تخفيض سعة الملعب إلى النصف مع التبرع بـ20 ألف مقعد لبناء ملاعب في دول نامية تساعد على نشر الشغف بكرة القدم في هذه البلدان وفقا لأهداف مؤسسة قطر للتربية والعلوم والثقافة. وسيصل عدد الملاعب المتوقع إنشاءها في الدول النامية نتاج الإرث الذي تتركه كأس العالم قطر حوالي 22 ملعبا جديدا. 


  أخبار ذات صلة