الجيل المبهر.. مبادرات قطرية تعتمد كرة القدم

 

لم تعد كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية عبر العالم، أداة للمهارات الرياضية فحسب، بل أصبح لها العديد من الفوائد الطبية والاجتماعية والتنموية والاقتصادية.
وإدراكاً لأهمية كرة القدم في إكساب أجيال الأطفال والشباب، المهارات الحياتية التي تساعدهم في تنمية مجتمعاتهم، كان انطلاق برنامج الإرث البشريّ والاجتماعيّ "الجيل المبهر" عام 2010 بالتزامن مع الإعداد لاستضافة  كأس العالم FIFA قطر 2022، بهدف الاستمرار عبر مبادراته المتعددة في تعزيز التواصل بين الشعوب حتى بعد انتهاء فعاليات البطولة.
وترتكز فلسفة مبادرات الجيل المبهر على اعتبار الرياضة وكرة القدم بوجهٍ خاص أداة تحويلية وأحد المقومات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومخرجاتها الأوسع نطاقاً ليستفيد منها الشباب ومجتمعات اللاجئين والفئات المهمّشة والمحرومة حول العالم.
واستفاد من البرنامج حتى اليوم، أكثر من 30 مجتمعاً محلياً وأكثر من 750 ألف شخص منذ إطلاقه، ويواصل المضي قدماً لتحقيق هدفه بالوصول لأكثر من مليون مستفيد مع نهاية العام الجاري 2022، بدءاً من قطر إلى الهند حتى رواندا وهايتي وغيرها، ومع توسع البرنامج في بقع جديدة حول العالم، سوف يستمر البرنامج في إلهام وتعزيز جهود التنمية المجتمعية، والمساهمة في تأسيس إرث مستدام للمونديال.
وتتوافق أنشطة برنامج الجيل المبهر مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لتعزيز الاندماج والشمولية والمساواة بين الجنسين من خلال مبادرة كرة القدم من أجل التنمية.
وتعتبر كرة القدم المحرك الأساسي للبرنامج التي لها تأثير كبير لإكساب أجيال الأطفال والشباب، المهارات الحياتية التي تساعدهم في تنمية مجتمعاتهم، فعلى الصعيد المحليّ في قطر، يواصل البرنامج مسيرة التعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم (QFA) من أجل المساهمة في بناء مجتمع صحيّ وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وتعزيز الاندماج المجتمعيّ، ومد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة وجعل العالم مكاناً أفضل وأكثر شمولاً.
أما على الصعيد العالمي وعبر تعاون وثيق، فتعمل الجهات العالمية الرائدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المشاركة في مبادرات كرة القدم من أجل الخير، مثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وستريت فوتبول وورلد، والحق في اللعب، وميرسي كور، جنباً إلى جنب مع مؤسس برنامج الجيل المبهر، اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وذلك من أجل تحقيق هدف البرنامج في إيجاد طرق بديلة وعصرية لدعم مبادرة كرة القدم من أجل التنمية، وزيادة عدد النوادي المجتمعية، والملاعب والبنية التحتية، فضلاً عن تنظيم مهرجانات كرة القدم من أجل الخير.
ويضم برنامج الجيل المبهر 4 مبادرات رئيسية، وهي، نادي الجيل المبهر المجتمعي، ومهرجانات الشباب، وبرنامج سفراء الشباب، وبرنامج كرة القدم من أجل التنمية.
ومنذ إطلاق الجيل المبهر عام 2010، أنشأ البرنامج 30 ملعباً لكرة القدم في المجتمعات المهمّشة والمحرومة حول الشرق الأوسط وآسيا، وفي عام 2020، تم تطوير نموذج من هذه الملاعب تحت مسمى "نادي الجيل المبهر المجتمعي"، والذي جاءت انطلاقته من مدينة تاكلوبان بالفلبين وروركا كالان بالهند، حيث جاء تصميم هذا النموذج ليكون مكاناً آمناً للتجمع والتعلم واللعب استكمالاً للنجاحات التي حققتها جلسات كرة القدم من أجل التنمية تحت مظلة الجيل المبهر، وبما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ويتم تطوير "نادي الجيل المبهر المجتمعي" من قِبَل المجتمع ومن أجل خدمة المجتمع، والهدف الأساسي من إنشائه تأسيس مركز يحظى بدعم كبيرٍ من قِبل المجتمع المحلي، لتمكين الشباب وفئات المجتمع الأخرى، وتقديم برامج هادفة لكل من يرغب بصنع تغيير مجتمعي إيجابي من خلال القوة التحويلية لكرة القدم.
ويقوم على إدارة أندية الجيل المبهر المجتمعي مجموعة من الشباب الذين يملكون الدافعية والعزيمة للتأثير إيجاباً على الأهداف ذات الأهمية المشتركة في المجتمعات المحلية ودعم الجهود الهادفة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكجزء من شبكة أندية مترابطة حول العالم، فإن نادي الجيل المبهر المجتمعي يعد أداة أساسية في عملية التحوّل التي تشهدها المجتمعات المختلفة من خلال قوة تأثير الرياضة، وتأتي هذه الأندية لتدعم جهود أبناء المجتمعات المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بدعم من منظمات المجتمع المدني ورموز الرياضة ومسؤولي الحكومة المحلية والشركات والمؤسسات الأخرى.
 ويوفر نادي الجيل المبهر المجتمعي مساحة آمنة تشمل الجميع بغض النظر عن الجنس أو العمر أو العرق أو الدين، فهي تمثل ملعباً لتنظيم جلسات "كرة القدم من أجل التنمية"، وفي الوقت ذاته توفر مساحة للتعلم ومسرحاً للمشاريع الاجتماعية، وتتيح هذه الأندية مكاناً للشباب للمشاركة النشطة في جميع المستويات المؤسساتية، بدءاً من عمليات صنع القرارات، وانتهاء بالانخراط في الأنشطة، بحيث يصبحون جزءًا أساسياً من الخطة المستدامة الشاملة، ومورداً مجتمعياً يتطلع إلى تحقيق الأهداف الأساسية للتنمية المرتبطة بمجال الترابط الاجتماعي.
أما مهرجانات الجيل المبهر للشباب فترتكز على كرة القدم من أجل التنمية وتجمع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، وفي أول نسخة للمهرجان عام 2019، حضر أكثر من 140 شاباً وشابة من 22 دولة، بما في ذلك مناصرون في البرامج الدولية والمحلية، وتضمنت الأحداث الرئيسية فعاليات باستضافة لاعبي كرة القدم من السابقين والحاليين، وورش عمل كرة القدم من أجل التنمية بقيادة مناصري الشباب، وعروضاً ثقافية.
ومن بين أهم برامج الجيل المبهر، برنامج سفراء الشباب الذي تعهد بتدريب أكثر من 100 من سفراء الشباب بحلول نهاية عام 2022، بحسب الخطة الموضوعة، ومن ثَمّ، سيقوم هؤلاء السفراء بنقل خبراتهم لزملائهم ومساعدة الآلاف من الشباب الآخرين على تغيير حياتهم والمجتمع إلى الأفضل.
ويخضع سفراء الشباب لبرنامج بناء القدرات من أجل صقل مهاراتهم وتزويدهم بالخبرات المحلية والدولية، وتعزيز قدرتهم على نقل قيم الجيل المبهر إلى الشباب في قطر وفي شتى أنحاء العالم.
ويتطلع الجيل المبهر إلى تمكين سفراء الشباب الذين يوحدون جهودهم من أجل إحداث التغيير المجتمعيّ الإيجابي من خلال إلهامهم وإشراكهم في أعمال التنمية المجتمعية لفترة تمتد إلى ما بعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
ويأتي البرنامج الرابع ضمن مظلة برامج الجيل المبهر، برنامج كرة القدم من أجل التنمية، ومن خلاله فإن كل جلسة تدريبية يقدمها البرنامج تعد أداةً لتعليم المهارات الحياتية، وتعتمد على المشاركة الفورية لأفراد المجتمع في الأنشطة المختلفة وإطلاق العنان لنتائج التعلم الخاصة بالبرنامج، مدفوعاً بمنهجية الجيل المبهر الفريدة من نوعها.


  أخبار ذات صلة