استاد أحمد بن علي.. تحفة تحاكي الماضي بالحاضر

يقف استاد أحمد بن علي شامخا في منطقة أم الأفاعي التي تعدّ إحدى أعرق المدن القطرية وموطن نادي الريان الرياضي، وتقع المدينة على مشارف الصحراء، حيث انطلقت أجمل الحكايات القطرية التي تعيش في قلوب أهل المنطقة المعروفين بتمسّكهم بتاريخهم المذهل تماماً مثل حبّهم لكرة القدم.
ستة أعوام كانت كافية لإعادة بناء ملعب الريان الذي ينتمي اسمه للمدينة التي تعد من أعرق المدن القطرية، وتتزين واجهته الخارجية برموز من الثقافة القطرية.
استاد أحمد بن علي رابع ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022 جاهزية، يروي قصة شعب قطر وتاريخه من خلال 7 نقوش تراثية مجتمعة من كل المناطق، لتؤلف واجهة موحدة للملعب، وقد استمدت هذه النقوش من مراحل التطور والتحول المتعددة للمعمار القطري، وجمعت معا في إطار عصري يتضمن تاريخ قطر الغني بحاضرها ومستقبلها.
لعل أهم ما يميز هذا الصرح الرياضي، الذي تم افتتاحه في نهائي كأس الأمير بين السد والعربي 2020، هو ارتباطه الوثيق بالثقافة القطرية، إذ يجسد تصميمه أصالة التراث والبيئة، بأشكاله الهندسية وزخارفه البديعة التي تعكس ملامح قطر ونمط الحياة فيها، وتجتمع في شكل درع يرمز إلى معاني الوحدة والقوة والترابط التي لطالما عرف بها أهل قطر.
وتكمن أهمية تصميم الملعب الشبيه بالكثبان الرملية، والحائز على 3 شهادات مرموقة في استدامة التصميم والبناء وإدارة التشييد وكفاءة استهلاك الطاقة من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، في كونه تحفة معمارية ستغدو معلما يرمز للثقافة والتراث والتقاليد القطرية، بكل ما تحمله من جمال وتجرّد، جامعة بين صورة الماضي ووعد المستقبل المشرق.
وتصوّر الأشكال الهندسية المميزة في تصميم الملعب الذي سيكون المقرّ المثالي لنادي الريان بعد انتهاء البطولة، جمال الصحراء والنباتات والحيوانات المحلية، فضلاً عن التجارة المحلية والدولية.
وبُني استاد أحمد بن علي في موقع الملعب القديم لنادي الريان، وتتزين واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية بكل روعة. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي البلاد.
وتم استخدام أكثر من 80% من مواد البناء من الاستاد الأصلي الذي كان يشغل الموقع سابقاً، في حين تم الاحتفاظ بالأشجار المحيطة بالاستاد القديم بعناية، كما سيتمكّن المشجعون عند زيارتهم هذا الاستاد من التنقّل عبر نظام مترو الدوحة الجديد الصديق للبيئة استكمالاً لتجربة مستدامة حقاً.
وتعرف منطقة الريان بتمسكها بالتاريخ وحب أهلها للثقافة الأصيلة، ومساندة ودعم ناديها نادي الريان الرياضي الذي يعتبر أحد أكثر أندية كرة القدم شعبية في قطر، حيث يكن أهل المنطقة كل مشاعر الولاء كروياً لناديهم الذي سيكون له استاد جديد يتسع لما يصل إلى 40 ألف مشجّع خلال مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022.
وتتوق الريان للترحيب بعشاق كرة القدم القادمين من كل حدبٍ وصوب وتتيح لهم الفرصة للتعرف على التقاليد القطرية الأصيلة، ويستضيف استاد أحمد بن علي 7 مباريات، بواقع ست مباريات في دور المجموعات، ومواجهة وحيدة في الدور الـ16.
ويستقي الاستاد صفاته من منطقة الريان التي تحتضنه، والتي تتميز بموقع جغرافي محاذٍ للصحراء، مما يجعلها أكثر حرصاً على المحافظة على الطبيعة ومصادرها التي لطالما اكتسبت أهمية كبرى في حياة أهل المنطقة، لذا حرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على استخدام مواد بناء وممارسات صديقة للبيئة في إنشاء استاد أحمد بن علي الجديد.
أُخذت معايير الاستدامة بعين الاعتبار عند تصميم الأجزاء المكونة للمنطقة المحيطة بالاستاد. وبعد انتهاء كأس العالم FIFA قطر 2022، ستنخفض الطاقة الاستيعابية للاستاد المكون من 40 ألف مقعد إلى النصف، حيث سيتم تفكيك النصف الآخر من المقاعد ومنحها لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم، وسيمكّن الاستاد بحجمه الجديد بعد البطولة أهل الريان من المحافظة على طابع الود والألفة الذي عرفت به منطقتهم منذ القدم.
استاد أحمد بن علي مجاور لمول قطر وعلى مسافة قريبة من محطة الرفاع على الخط الأخضر لمترو الدوحة، وتعتبر واجهته المتوهجة الميزة الأكثر لفتا للانتباه، إذ تتكون من أنماط تُعبر عن جوانب مختلفة من شخصية قطر وترمز إلى أهمية الأسرة، والجمال الخالص للصحراء وما تزخر به من حياة برية، إضافة إلى جانب التجارة المحلية والدولية، وتجتمع كل هذه الرموز في شكل خماسي على هيئة الدرع، والذي يرمز إلى القوة والوحدة التي تميز مدينة الريان الصحراوية.
يمكن الوصول بسهولة إلى الاستاد من وسط الدوحة بالمترو، حيث تقع محطة مترو الرفاع على مسافة قصيرة من الملعب. إنها المحطة الأخيرة على الخط الأخضر الذي تم تشييده حديثًا، وتستغرق الرحلة من محطة البدع حوالي 25 دقيقة، وفي الطريق تمر باستاد المدينة التعليمية في الريان.
أكثر ما يميز الملعب هو الواجهة المضيئة التي تبلغ مساحتها 39 ألف متر مربع، والتي تتكون من شاشات وسائط متعددة مغطاة بشاشة معدنية شفافة. يشير مظهر الواجهة إلى قيم قطر، فضلاً عن العناصر النموذجية للمناظر الطبيعية في هذا البلد. يكون النمط أكثر سمكًا حول القاعدة ويصبح سريع الزوال في الجزء العلوي.
ويستخدم الاستاد تقنية تبريد صديقة للبيئة (DC) عبر محطة مركزية بسعة تبريد تبلغ 16000 طن، وتقوم المحطة بتزويد الاستاد بالمياه المبردة من خلال محطة توليد الكهرباء ومن هناك لعدد كبير من وحدات معالجة الهواء المنتشرة في الموقع لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لمنطقة المدرجات والملعب. في الوقت نفسه، يكون المبنى أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 20% مقارنة بالمباني الأخرى من هذا النوع، كما أنه يستخدم مياهًا أقل بنسبة 20%.
وتتألف واجهة استاد أحمد بن علي من نقوش 7 رموز مختلفة، هي: درع الريان، والنخلة، وزهرة الرمال، والسلسلة، ودوامة الموز، وقلب الجوز، وخاتم العروس.
ونقش درع الريان الذي يربط النقوش الستة الأخرى ببعضها في نسيج متناسق، يمثل قيم الولاء والوحدة والعزيمة، بينما يعكس النقشان الثاني والثالث مكونات البيئة القطرية، من النخل الذي يميز واحات الصحراء، إلى زهرة الرمال التي ترمز للنباتات التي تزين مساحات الرمال الشاسعة.
ويظهر طابع قطر الحيوي السريع التطور ورؤيتها الوطنية لأمة مزدهرة في رؤية 2030، عبر النقشين الرابع والخامس: السلسلة ودوامة الموز، وهما مستوحيان من التجارة التي ارتكز عليها الاقتصاد القطري لقرون.
أما النقش السادس: قلب الجوز، فهو رمز مشهور للسوق، ويعكس أسلوب الحياة الصحي الذي تقدمه مرافق الملعب لسكان الريان


  أخبار ذات صلة