سانشيز الأب الروحي لجيل قطر الذهبي بأفكار إسبانية

امتلكت قطر القدرة المالية لإقناع أشهر مدربي العالم بقيادة منتخبها في ظهورها الأول بكأس العالم على أرضها، وبالفعل انتشرت تقارير عن إمكانية تكليف بيب جوارديولا أو تشافي هرنانديز بهذه المهمة بعد أن خاضا تجربة اللعب أو التدريب بالبلد الآسيوي.
لكنها راهنت على مواطنهما الإسباني، المغمور سابقا، فيلكس سانشيز لترسيخ مفهوم "العائلة".
ويلعب سانشيز دور الأب الروحي لمجموعة شبه ثابتة من اللاعبين الذين قادهم منذ كانوا أطفالا بأكاديمية أسباير حتى أصبحوا أبطالا لآسيا وصل سانشيز شابا في مطلع الثلاثينات من عمره إلى الدوحة قبل 16 عاما من أجل وظيفة في أسباير، الأكاديمية التي تطور وتؤهل رياضيين بمختلف الألعاب، محملا بأفكار وتقاليد أكاديمية لاماسيا بعد تدريبه فريق برشلونة للشباب.
وساهم سانشيز، الذي لم يحترف اللعب، في تطوير مواهب واعدة بدولة لم يكن لها باع في المنافسات القارية أو الدولية، ولم تشارك أبدا في كأس العالم قبل استضافة النهائيات هذا العام.
وخلال رحلته فاز بكأس آسيا للشباب في 2014 قبل أن يهدي قطر إنجازها الأكبر بالتتويج مع المنتخب الأول بكأس آسيا عام 2019 في الإمارات، معتمدا على نفس المواهب التي نضجت معه منذ الصغر مثل أكرم عفيف والمعز علي وحسن الهيدوس.
وجددت قطر الثقة في المدرب الذي قضى عشر سنوات في النادي الكاتالوني وساهم في تطوير مواهب مثل سيرجي روبرتو، ليرتقي من تدريب منتخبات الناشئين إلى المنتخب الأول خلفا لخورخي فوساتي في 2017.
كان نجاحه مبهرا في 2019 حين قاد قطر للفوز بكأس آسيا بعد هيمنة تامة، والتفوق في كل المباريات والإحصاءات، وتغلب خلال مشوار البطولة على الأبطال السابقين السعودية والعراق وكوريا الجنوبية وهزم الإمارات صاحبة الضيافة 4-صفر في قبل النهائي ثم الفوز 3-1 على اليابان، الأكثر تتويجا باللقب، في النهائي.
وقبل المباراة النهائية تلقى سانشيز رسالة إشادة من المدرب المخضرم جوزيه مورينيو عبر فيديو قال فيها "أود توجيه إشادة كبيرة للمدرب سانشيز، لأنني كمدرب أحلل عمله وطبيعته وتصرفاته وسانشيز يقوم بعمل رائع مع منتخب قطر".
ودفعت هذه النجاحات والإشادات الاتحاد القطري لتجديد عقد سانشيز بعد التتويج باللقب وتأكيد استمراره في المنصب خلال كأس العالم.
ورغم تشبعه بأفكار برشلونة ونهجه الهجومي يتحلى المدرب القطالوني الهادئ بقدر من الواقعية.
وأوضح "القول إننا نلعب مثل برشلونة كذبة، لدينا طريقتنا في اللعب، نحب الاستحواذ بوضوح، لكن نتفهم أيضا أنه في كثير من المباريات لا يمكننا الهيمنة على الكرة بسبب المنافس".
واستعد فريق سانشيز لكأس العالم منذ فترة طويلة من خلال الاحتكاك بمنتخبات قوية غير آسيوية، مستفيدا من دعوات المشاركة في كأس كوبا أمريكا والكأس الذهبية وتصفيات أوروبا المؤهلة لنهائيات بطولة أوروبا.
وسيرغب سانشيز في إظهار تطور قطر أمام العالم عند مواجهة الإكوادور وهولندا والسنغال في المجموعة الأولى، وسيعزز أسطورته الشعبية بالتأكيد إذا تخطى دور المجموعات.