بالفيديو...حوار مع المهندسة مريم حمد المفتاح، المدير التنفيذي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث


قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق صافرة البداية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إلقاء الضوء على عدد من الكفاءات القطرية، ضمن المئات من الكوادر الوطنية الواعدة، التي تلعب دوراً أساسياً في رحلة الإعداد لاستضافة النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي.
وضمن سلسلة "صناعة التاريخ"؛ أجرى موقع (Qatar2022.qa) حواراً مع المهندسة مريم حمد المفتاح، المدير التنفيذي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، تحدثت فيه البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والتي تمثل أحد جوانب الإرث المستدام للبطولة، والمشاريع التي نفذتها إدارتها خلال مشوار التحضير لاستضافة بطولة ذكية في كافة جوانبها.
درست مريم المفتاح هندسة الحاسب في جامعة قطر وتخرجت في العام 2007، ثم حصلت على شهادة الماجستير من جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، قبل الانضمام إلى جهاز قطر للاستثمار، ثم إلى اللجنة العليا في العام 2013.
تتولى مريم المفتاح الإشراف على كافة الجوانب التكنولوجية للبطولة خلال عملها ضمن فريق اللجنة العليا، وتؤكد أن التكنولوجيا تشكّل جانباً أساسياً من البنية التحتية للمونديال، حيث تلعب دوراً كبيراً في ضمان نجاح استضافة الحدث، بما يتماشى مع هدف الدولة في استضافة حدث رياضي ذكي.
وأعربت المفتاح عن فخرها بالعمل ضمن فريق استضافة أول مونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها لم تفكر يوماً أن تشارك في رحلة استضافة الدولة لكأس العالم؛ حيث كانت قد تخرجت حديثاً من الجامعة عندما فازت قطر بحق استضافة البطولة.
وأضافت: "بالطبع كل قطري كانت لديه الرغبة في المشاركة في التحضير لهذا المشروع العظيم. في البداية لم أكن متأكدة أني سأحظى بهذه الفرصة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أكثر تصميماً على الانضمام للفريق والمساعدة في تنظيم نسخة استثنائية من المونديال ينبهر بها العالم."    
وقالت مريم إن عملها في التحضير لكأس العالم منحها الفرصة للعمل في أجواء تزخر بالتحديات، ما أكسبها الكثير من الخبرات على الصعيدين المهني والشخصي، وتابعت: "أحب مجال إدارة الفعاليات، وأستمتع بالعمل مع أشخاص من ثقافات وخلفيات متنوعة. لذلك كان الانضمام للجنة العليا فرصة فريدة بالنسبة لي، فمن الصعب أن يشهد جيلي تنظيم نسخة أخرى من كأس العالم في المنطقة، ولذلك شعرت أن هذه الطريقة الأمثل للاستفادة من مهاراتي، وأدركت أن هذا العمل سيساعدني على تطوير قدراتي بطرق متعددة."
وأضافت: "عندما جاءتني الفرصة للعمل في اللجنة العليا كان الوقت مثالياً، فقد كنت أخطط للحصول على استراحة بعد عملي في جهاز قطر للاستثمار، فالتحقت باللجنة العليا حيث توليت قيادة فريق البنية التحتية في قسم تكنولوجيا المعلومات، ولكني لم أتخيل يوماً أن أكون هنا، في قلب التحضيرات الأساسية للبطولة."
وحول ذكرياتها عن يوم الإعلان عن فوز الملف القطري بحق استضافة البطولة، ترى مريم أن كل شخص لديه قصته الخاصة حول ذلك اليوم، وبالنسبة لها فقد تصادف وجودها في أحد فنادق الدوحة لحضور حفل زفاف عائلي، عندما وقف جميع الحضور بترقب وصمت أمام شاشة التلفاز بانتظار لحظة الإعلان عن اسم الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022، وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بصيحات الحضور فرحاً بالإعلان التاريخي عن فوز قطر باستضافة البطولة لأول مرة في العالم العربي.
ولدى سؤالها عن بداية اهتمامها بتكنولوجيا المعلومات قالت مريم: "لطالما كان ذلك شغفي منذ البداية، تعجبني حقيقة أن مجال تكنولوجيا المعلومات على بعد خطوات قليلة من كل المجالات، كما أنه في تطور دائم ويقوم على كثير من الابتكار، لقد علمت منذ لحظة تخرجي أن علي أن أتبع شغفي وحماسي تجاه هذا المجال المميز."
وعن دور تكنولوجيا المعلومات في تنظيم الأحداث الرياضية؛ أوضحت مريم أن للتكنولوجيا دور فاعل في إنجاح استضافة الفعاليات الرياضية، مشيرة إلى أنها نجحت مع فريقها في إنجاز عدة مشاريع، وخاصة في بطولة كأس العرب، ومن بينها مشروع الربط الدولي، ومشروع استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي في الاستادات، ومشروع شبكة النقل عبر الألياف البصرية، التي تشرف على عمل شبكة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالحدث وتنظم عمل شبكات البث.
وأضافت: "لقد عملنا عن قرب مع هيئة تنظيم الاتصالات، لتلبية متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتعاونّا معاً على تنفيذ العديد من المشاريع ضمن إطار زمني قصير في كثير من المواقع، بما في ذلك مركز القيادة الوطني، ومنطقة المؤتمرات الصحفية، حيث يقدم عملنا الدعم اللازم لجهات البث للحصول على لقطات عالية الجودة في أسرع وقت ممكن، وهو إنجاز نفخر به حقاً."
وأكدت مريم أن فريق العمل سيتابع ما بدأه في كأس العرب، حيث سيواصل الإشراف على إدارة شبكات العمل ودعم خدمات الإذاعة والبث، وقالت: "سنتولى المسؤولية عن كافة الجوانب المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة تأمين اتصال البث، لمساعدة وسائل الإعلام على نقل المباريات إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم، كما سنعمل على توفير حلول بديلة، مثل تأمين أقمار صناعية احتياطية."
وتابعت: "في ضوء تحضيراتنا المتواصلة للبطولة؛ نؤكد أن المشجعين هنا في قطر وفي جميع أنحاء العالم سيحظون بنسخة مبهرة لا مثيل لها من كأس العالم."
وأعربت مريم عن فخرها بفريقها وسعادتها بالعمل معهم، وترى أن أعظم إنجازاتها هو بناء فريق يملأه حماس كبير، وقالت: "أنتمي لفريق رائع، نعمل معاً في تناغم كأسرة واحدة، ويجمعنا هدف واحد هو تنظيم بطولة استثنائية." 
وأضافت مريم: "يحتاج العمل في هذه البطولة إلى خبرات واسعة، وفريق قادر على العمل والإنجاز تحت الضغوط وفي ظل أصعب الظروف، وقد تغلبنا معاً على الكثير من التحديات، وعلى استعدادٍ دائم لمواجهة المزيد منها؛ فعندما بدأت الجائحة على سبيل المثال، كان فريقنا على استعداد دائم للعمل وقد خرجنا منها بنجاحات عدة، وأشعر بفخر كبير عندما أقول إننا مستعدون لاستضافة نسخة ذكية من كأس العالم." 
واستعرضت المدير التنفيذي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا جانباً من التحديات التي قد تواجهها في عملها، وقالت: "يمثل عمل المرأة القطرية أو العربية في الرياضة تحدياً كبيراً، ولكننا تمكنا من تجاوز هذه المرحلة بنجاح. كما أن عمل المرأة في قطاع التكنولوجيا يعتبر تحدياً آخر، فهناك تصور عام بأن هذا المجال يقتصر على الرجال، ولكني أؤمن بإمكانية التغلب على الصعاب عندما يتوفر عنصر العمل الجماعي، فسواء كنت جديداً في المجال أو تمتلك خبرة كبيرة؛ فالعمل الجماعي هو معيار النجاح."    
وترى مريم أن تنظيم كأس العالم سيمثل انطلاقة جديدة لدولة قطر، فالمكانة الذي حظيت بها البلاد خلال الفترة الماضية تجعل منها سوقاً واعداً يفتح أبوابه أمام المستثمرين والسياح والباحثين عن فرص العمل، وأضافت: "ستواصل قطر مسيرة التنمية والتطوير، وستتابع ما بدأته في سعيها لتحقيق الاستدامة لخدمة الأجيال القادمة." 
وحول ما يحمله المستقبل لها بعد انتهاء فعاليات كأس العالم، أكدت مريم أنها ستواصل عملها في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فهو مجال واسع وواعد وفي تطور مستمر، وهو ما يحفزها للمستقبل، وقالت إنها ترغب في مواصلة العمل في مجال تتسارع وتيرة تطوره، وأن تواكب التقدم التكنولوجي بشكل مستمر، مع العمل على استكشاف وتطوير مهارات جديدة.  
واختتمت مريم حوارها بالقول إن ما ستحمله معها بعد إسدال الستار على كأس العالم هو الذكريات التي صنعتها طوال سنوات هذه الرحلة، والعلاقات العميقة التي أقامتها مع الزملاء في اللجنة العليا، وتابعت: " نحن أسرة واحدة هنا في اللجنة العليا، وبعد نهائي البطولة أظن أننا سنبكي جميعاً من فرط السعادة والفخر والشعور بالإنجاز، لا بد أن رؤية ما أعددنا له على مدى السنوات الطويلة الماضية يتحقق أمام أعيننا سيمنحنا سعادة لا مثيل لها."


  أخبار ذات صلة