مونديال قطر: الكرواتي يتسلح بروح 2018
قبل 4 سنوات فقط، حقق المنتخب الكرواتي لكرة القدم المفاجأة وخطف الأضواء من معظم المنتخبات الكبيرة وشق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا.
وكانت المواهب الكروية للاعبي الفريق وحماسهم الشديد من أهم العناصر التي حقق من خلالها الفريق هذا الإنجاز الذي يعد الأفضل للمنتخب الكرواتي على مدار مشاركاته المختلفة في بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا، والتي بدأت كمنتخب مستقل في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بعدما كان سابقا جزءا من منتخب يوغسلافيا السابقة.
وفي مشاركته الأولى ببطولات كأس العالم، حقق المنتخب الكرواتي مفاجأة من العيار الثقيل وشق طريقه إلى المربع الذهبي في نسخة 1998 بفرنسا قبل أن ينهي هذه المشاركة بإحراز المركز الثالث من خلال جيل ذهبي مثير بقيادة دافور سوكر الذي توج هدافا لتلك النسخة من المونديال برصيد 6 أهداف.
وظل هذا هو الإنجاز الأفضل للفريق حتى جاء مونديال 1998 ليحمل معه خطوة أخرى إلى الأمام للفريق الكرواتي في البطولات الكبرى حيث شق طريقه بنجاح إلى النهائي على حساب منتخبات عريقة قبل أن يخسر النهائي أمام المنتخب الفرنسي 2-4.
واعتمد المنتخب الكرواتي في إنجازه هذه المرة على جيل ذهبي آخر يضم العديد من المواهب وأصحاب الإمكانيات العالية مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش وإيفان بيرسيتش.
ومع استمرار العديد من لاعبي هذا الجيل في صفوف الفريق حتى الآن وفي مقدمتهم لوكا مودريتش، ازدادت خبرة الفريق وطموحه قبل مشاركته المرتقبة في بطولة كأس العالم 2022.
وأكدت الفترة الماضية أن طموح وحماس المنتخب الكرواتي نحو تحقيق إنجاز جديد لم يتراجعا حيث قدم الفريق مسيرة مميزة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022، وتصدر مجموعته في التصفيات على حساب منتخبات كبيرة مثل روسيا وسلوفاكيا، وأحرز لاعبوه 21 هدفا في المباريات الـ10 التي خاضها بالتصفيات فيما اهتزت شباك الفريق 4 مرات.
وتؤكد هذه الإحصائيات مدى التوازن في أداء الفريق بين الجانبين الهجومي والدفاعي قبل مشاركته في المونديال، والتي ستكون السادسة له في البطولة العالمي.
كما أكدت مشاركة الفريق في النسخة الثالثة لدوري أمم أوروبا تغلب الفريق على واحدة من المشاكل التي كانت تواجهه في الماضي وهي القدرة على اجتياز بعض المنتخبات الكبيرة حيث تصدر الفريق مجموعته على حساب منتخبات فرنسا والدنمارك والنمسا ليبلغ نصف النهائي، الذي تقام مبارياته منتصف العام المقبل.
وتظل نقطة الضعف الأساسية في الفريق هي ضعف خبرة حراس المرمى خاصة وأنه يعتمد على حراس ينشطون في الدوري المحلي.
ويستهل المنتخب الكرواتي مشاركته في المونديال القادم من خلال مجموعة مثيرة تضم معه منتخبات بلجيكا وكندا والمغرب.
ويحتاج الفريق إلى حسم التأهل للدور الثاني من خلال المباراتين أمام منتخبي المغرب وكندا قبل مواجهة نظيره البلجيكي في المباراة الثالثة خاصة وأن المنتخب البلجيكي من أقوى المنتخبات المشاركة والمرشحة للمنافسة على اللقب.
وإذا عبر المنتخب الكرواتي هذه المجموعة بشكل جيد، سيكون كل شيء بعد ذلك ممكنا حيث سيكون هذا حافزا قويا للفريق على التألق في الأدوار التالية وربما المنافسة على اللقب العالمي الذي لا يزال حلما للفريق.