مونديال قطر تعتمد على الاستدامة وحماية البيئة
منذ اللحظات الأولى لفوز ملف قطر بحق استضافة كأس العالم FIFA 2022™، التزمت الدولة بتنظيم النسخة الأكثر استدامة في تاريخ المونديال، وحرصت على توظيف ممارسات الاستدامة وحماية البيئة خلال كافة مراحل مشاريع البنية التحتية اللازمة لتنظيم الحدث العالمي، وفي مقدمتها استادات البطولة الثمانية، ما يجسّد الإرث المستدام للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.
وفي إطار سعيها لتحقيق هذا الهدف؛ عملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن كثب مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، في سبيل تطبيق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وقد جرى تطوير نظام تقييم الاستدامة القطري، الذي كان قد أُطلق في العام 2007، ليصبح المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، ويوسع نطاق عمله ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2012.
ويعد "جي ساس" أول نظام متكامل لتقييم الأبنية الخضراء ومنشآت البنية التحتية وآثارها على الاستدامة البيئية، على أساس معايير الأداء الموضوعي في المنطقة. ويهدف إلى تعزيز ممارسات الاستدامة في مراحل البناء المختلفة بدءًا بالتصميم مروراً بالتشييد ثم التشغيل، مع تحديد التحديات المرتبطة بالاستدامة في عمليات البناء في ظل البيئة المحيطة. وقد اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) "جي ساس" في العام 2014، باعتبارها منظومة تقييم الاستدامة لجميع مشاريع البنية التحتية التي جرى إنشاؤها لهذه النسخة من كأس العالم.
وقالت المهندسة بدور المير، المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة باللجنة العليا: "لطالما كانت الاستدامة في صميم مشاريع كأس العالم قطر 2022، ونشيد بجهود المنظمة الخليجية للبحث والتطوير لمساعدتنا في تحقيق أهداف الاستدامة من خلال معاينة جميع مواقع البطولة مرات عديدة، حيث يظهر أثر المشاريع التي نفذناها استعداداً لاستضافة المونديال جلياً على المنطقة، كما أنها روجت لنشر ممارسات الاستدامة على نطاق أوسع".
ونجحت استادات البطولة الثمانية في الحصول على شهادات "جي ساس" من فئة أربع نجوم على الأقل في التصميم والبناء، بداية باستاد خليفة الدولي، والذي خضع لعملية تطوير شاملة استعداداً للمونديال، وانتهاءً باستادي لوسيل و974؛ حيث حصل خمسة من استادات المونديال على شهادات "جي ساس" من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، بينما حصل ستة استادات على شهادة من الفئة المميزة في إدارة أعمال الإنشاء، كما حصلت الاستادات على شهادات في كفاءة استهلاك الطاقة، وفي العمليات التشغيلية.
ولم تقتصر استدامة مشاريع المونديال على ثمانية استادات خضراء؛ بل شملت تدريب مئات الفنيين والمتخصصين في ممارسات المباني الخضراء، كما ساعدت في تعزيز سلاسل توريد المنتجات والمواد المستدامة، إضافة إلى تقديم حلول هندسية جديدة مبتكرة، الأمر الذي سيدعم تشييد المزيد من المباني الخضراء في قطر بالمستقبل.
من جانبه قال الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: "يعتبر نظام "جي ساس" الأكثر تطبيقاً في قطر الآن، فقد أصبح يستخدم لتقييم المباني الجديدة في جميع أنحاء البلاد، وهو أحد الأمثلة الواضحة على إرث المونديال."
وأضاف الحر: "نجحنا في تطبيق هذا النظام في أكثر من 15 ألف مشرع بناء على مدى السنوات العشرة الماضية، من بينها مشروع المترو ومشاريع تشييد الاستادات، وكذلك المدن الجديدة مثل مدينة لوسيل، ويتراوح تقييم هذه المشاريع ما بين نجمتين وخمس نجوم، حسب المشروع، وتتضمن عملية التقييم الشاملة دراسات وبحوث مكتبية ومعاينة في مواقع المشاريع."
وأسهم اعتماد شهادات "جي ساس" بشكل فاعل في قياس أهداف الاستدامة في الدولة، والتي تأتي ضمن ركيزة التنمية البيئية في رؤية قطر الوطنية 2030، حيث ساهمت استضافة كأس العالم في تسريع وتحفيز وتيرة التنمية المستدامة وتنفيذ المشاريع الكبرى لتحقيق الاستدامة في البلاد.
وساعد نظام "جي ساس" الدولة المستضيفة والفيفا على السير بخطىً ثابتة نحو تحقيق الأهداف التي حددها الطرفان في استراتيجية الاستدامة لكأس العالم FIFA قطر 2022™، حيث سيمثل المونديال علامة فارقة في تاريخ استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حيث تستهدف البطولة تغيير طريقة تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في العالم.
وستواصل المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" القيام بدور رئيسي في تشييد مبانٍ مستدامة من خلال رفع مستوى تصنيف البنية التحتية في دولة قطر 2022، من خلال ممارسات بناء مستدامة ذات تأثير أقل على البيئة وتلبي في الوقت ذاته الاحتياجات الاجتماعية والثقافية مع مراعاة طبيعة البيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.