من ذاكرة المونديال: ألمانيا تبكي مارادونا في نسخة إيطاليا 90
للنسخة الثانية على التوالي، استقرت نهائيات كأس العالم لكرة القدم في بلد يمتلك خبرة سابقة في تنظيم المونديال؛ حيث احتضنت إيطاليا فعاليات النسخة الـ 14 من البطولة في عام 1990 .
ووقع الاختيار على إيطاليا في التصويت الذي جرى بين أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في 19 مايو 1984 بمدينة زيوريخ السويسرية حيث حصلت إيطاليا على 11 صوتا مقابل 5 أصوات للاتحاد السوفيتي.
وكانت إيطاليا استضافت النسخة الثانية في 1934، لتصبح في 1990 ثاني بلد يستضيف البطولة مرتين بعدما سبقتها المكسيك بنسختي 1970 و1986.
ولم يشهد نظام البطولة أي تغيير عن سابقتها حيث وزعت المنتخبات الـ24 على مقاعد النهائيات بواقع 14 مقعدا لأوروبا و4 لأمريكا الجنوبية و2 لكل من اتحادات أفريقيا وآسيا وكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) .
وكان منتخبا الإمارات (من آسيا) ومصر (من أفريقيا) ممثلين للكرة العربية في هذه النسخة، وقدم كل منهما عروضا جيدة رغم وقوعها في مجموعتين في غاية الصعوبة.
وخاض منتخب الإمارات فعاليات الدور الأول ضمن المجموعة الرابعة التي ضمت معه منتخب ألمانيا الغربية ( بطل هذه النسخة)، ومنتخبي يوغسلافيا وكولومبيا، فيما خاض المنتخب المصري البطولة ضمن المجموعة السادسة التي ضمت معه منتخبات إنجلترا وأيرلندا وهولندا.
وفجر المنتخب الكاميروني، الممثل الثاني للقارة الأفريقية، مفاجأة مدوية في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد "سان سيرو" بمدينة ميلانو حيث تغلب على نظيره الأرجنتيني حامل اللقب.
وساهمت هذه الهزيمة في معاناة كبيرة للمنتخب الأرجنتيني في الدور الأول؛ فلم يتأهل الفريق إلا لكونه من أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في مجموعات الدور الأول.
وبرغم هذا، شق المنتخب الأرجنتيني طريقه بنجاح بعد الدور الأول حتى النهائي حيث تغلب تباعا على منتخبات البرازيل ويوغسلافيا وإيطاليا قبل أن يخسر في النهائي أمام ألمانيا الغربية بهدف من ضربة جزاء في الدقيقة 85.
ولم يسجل الأسطورة دييجو مارادونا أي هدف في هذه النسخة لكنه قاد الفريق ببراعة إلى النهائي قبل أن ينخرط في البكاء مع الخسارة أمام ألمانيا الغربية وضياع حلم لقب جديد له مع منتخب بلاده.
وكان المنتخب الإيطالي بقيادة مهاجمه الخطير سلفاتوري سكيلاتشي شق طريقه ببراعة إلى الأدوار النهائية مستفيدا من إقامة البطولة على أرضه ومن قوة دفاعه الذي لم تهتز شباكه في أول 5 مباريات خاضها بالبطولة، وكان أول هدف في شباك الفريق بهذه النسخة أمام المنتخب الأرجنتيني في نصف النهائي ليتعادل الفريقان 1-1 ويفوز المنتخب الأرجنتيني بركلات الترجيح.
وبرغم هذا، كان منتخبا ألمانيا الغربية وهولندا من أكثر الفرق التي أثارت الإعجاب في هذه النسخة لما ضمه كل منهما من لاعبين بارزين خاصة على مستوى الهجوم.
وقاد الهجوم الألماني الثلاثي يورجن كلينسمان ورودي فولر ولوثار ماتيوس فيما قاد الهجوم الهولندي الثلاثي الناري المكون من ماركو فان باستن وفرانك ريكارد ورود خوليت.
ولكن الحظ لم يخدم الفريقين حيث أوقعتهما نتائج الدور الأول في مواجهة مثيرة بدور الـ16 لتكون من أبرز المواجهات في هذه النسخة وإن أطاحت بالمنتخب الهولندي مبكرا من البطولة بعد هزيمته 1-2 فيما بلغ المنتخب الألماني نهائي المونديال للنسخة الثالثة على التوالي.
وواصل المنتخب الألماني بقيادة ماتيوس انطلاقته القوية بعد هذه المباراة أمام هولندا حتى بلغ النهائي الذي كان بمثابة مواجهة نارية وثأرية أمام مارادونا ورفاقه، حيث كان المنتخب الأرجنتيني فاز على نظيره الألماني في نهائي نسخة 1986 بالمكسيك.
ولم تحسم المباراة النهائية لمونديال 1990 إلا في الدقائق الأخيرة ومن خلال ركلة جزاء حصل عليها فولر وسددها أندرياس بريمه قبل النهائي بخمس دقائق ليثأر للمنتخب الألماني من منافسه الأرجنتيني ويمنح المدرب فرانز بيكنباور المدير الفني للمنتخب الألماني في ذلك الوقت إنجازا تاريخيا بعد فوزه باللقب كمدرب ولاعب.
وكان بيكنباور توج باللقب كلاعب في 1974 عندما استضافت بلاده النسخة العاشرة.