من ذاكرة المونديال: فرنسا تحرز لقبا ثانيا في روسيا 2018
بعد نسختين متتاليتين خارجها، استعادت القارة الأوروبية بطولة كأس العالم إلى ملاعبها من خلال النسخة الـ21 التي استضافتها روسيا في 2018 وتوج المنتخب الفرنسي بلقبها.
وبدأت عملية التقدم بملفات الاستضافة لهذه النسخة في مطلع 2009، وبدأت بـ 9 ملفات، لكن المكسيك وإندونيسيا انسحبا مبكرا ثم تراجعت كل من أستراليا واليابان والولايات المتحدة لتظل 4 ملفات أوروبية مقدمة من إنجلترا وروسيا وملف مشترك بين هولندا وبلجيكا وآخر مشترك بين البرتغال وإسبانيا.
وقبل عملية التصويت، التي جرت في 2 ديسمبر 2010 بمدينة زيوريخ السويسرية، صبت معظم الترشيحات والتكهنات في صالح الملف الإنجليزي، وكانت المفاجأة هي خروج هذا الملف في الجولة الأولى من التصويت برصيد صوتين فقط من 22 صوتا.
وفي الجولة الثانية، حسم الملف الروسي حق الاستضافة مباشرة بحصد 13 صوتا مقابل 9 أصوات لملفي التنظيم المشترك مجتمعين.
وشهدت هذه النسخة استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم.
ولعبت هذه التقنية دورا في العديد من القرارات خلال هذه النسخة، وكان هدف الإسباني دييجو كوستا في مرمى البرتغال بالدور الأول للبطولة هو أول هدف يحتسب بعد الرجوع لتقنية (فار) في بطولات كأس العالم، فيما كانت ضربة الجزاء التي حصل عليها المنتخب الفرنسي في مباراته أمام أستراليا بنفس الدور هي أول ركلة جزاء تحتسب بعد الرجوع لتقنية (فار) في تاريخ بطولات كأس العالم.
وساهمت هذه التقنية في رقم قياسي جديد تحقق خلال هذه النسخة حيث شهدت أكبر عدد من ركلات الجزاء في نسخة واحدة على مدار تاريخ البطولة وبلغ 29 ركلة جزاء.
وأسفر هذا عن رقم قياسي آخر بعدما أصبحت البطولة شاهدة على أكبر عدد من ركلات الجزاء التي تسدد بنجاح وتسفر عن أهداف في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك برصيد 22 ركلة جزاء تحولت إلى أهداف فيما كانت الركلات الـ7 المهدرة رقما قياسيا أيضا فلم يسبق أن شهدت أي نسخة سابقة من بطولات كأس العالم إهدار هذا العدد من ركلات الجزاء.
وعلى مستوى الأرقام القياسية أيضا، شهدت هذه النسخة رقما قياسيا في عدد الأهداف العكسية (أهداف النيران الصديقة) حيث شهدت هذه النسخة 12 هدفا من النيران الصديقة (أحرزها اللاعبون في مرمى فرقهم) .
وخلال البطولة، كانت المفاجآت حاضرة بقوة منذ اللحظة الأولى حيث ودع المنتخب الألماني حامل اللقب فعاليات هذه النسخة من الدور الأول (دور المجموعات) بعدما كان مرشحا بارزا لإحراز اللقب.
وأصبحت هذه هي النسخة الثالثة على التوالي والرابعة في آخر 5 نسخ أقيمت من البطولة التي تشهد خروج حامل اللقب من الدور الأول للبطولة.
وبرغم خروج المنتخبات العربية الـ4 المشاركة في هذه النسخة (السعودية ومصر وتونس والمغرب) من الدور الأول للبطولة، قدمت هذه المنتخبات مشاركة وعروضا جيدة، وحقق المنتخب السعودي انتصاره الثالث في بطولات كأس العالم بعد انتصارين في مونديال 1994، كما حقق المنتخب التونسي انتصاره الثاني فقط في بطولات كأس العالم.
وفي المقابل، كان المنتخب الروسي من مفاجآت البطولة حيث حقق انتصارين في الدور الأول وتأهل بجدارة إلى الدور الثاني على عكس العديد من التوقعات التي سبقت هذه النسخة، بل إن الفريق أطاح بنظيره الإسباني من دور الـ 16 قبل أن يخسر بركلات الترجيح فقط أمام نظيره الكرواتي في دور الثمانية.
وتنافست عدة منتخبات على لقب الحصان الأسود لهذه النسخة حيث شق كل من المنتخبين البلجيكي والإنجليزي طريقيهما بجدارة إلى الدور قبل النهائي فيما وصل المنتخب الكرواتي إلى النهائي أمام نظيره الفرنسي.
وفي المقابل، سقط المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الفرنسي في دور الـ16 لتخلو فعاليات دور الثمانية في هذه البطولة من طرفي نهائي نسخة 2014 (ألمانيا) والأرجنتين كما خرج المنتخب البرازيلي من دور الثمانية.
وفي النهائي، واصل المهاجم الفرنسي الخطير كيليان مبابي تألقه وقاد فريقه للفوز الثمين على المنتخب الكرواتي الذي حقق أفضل إنجاز في تاريخ مشاركاته بالمونديال من خلال الوصول للنهائي، ولكن اللقب في النهاية كان للمنتخب الفرنسي ليكون الثاني له في بطولات كأس العالم.
وفيما فاز مبابي بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، توج لوكا مودريتش بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في هذه النسخة وأحرز الإنجليزي هاري كين جائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة برصيد 6 أهداف كما أحرز البلجيكي تيبو كورتوا جائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في هذه البطولة.