رابطة الجمهور العربي.. أول مبادرة في مونديال قطر
تستعد دولة قطر لاستقبال الآلاف من المشجعين من مختلف دول العالم خلال منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022 الذي ينطلق في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبلين لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط.
ولأن قطر عاصمة الرياضة في العالم بامتياز، سعت إلى أن تكون هذه النسخة من المونديال استثنائية وفريدة من نوعها في تاريخ كأس العالم.. فمنذ أن فازت قطر بحق استضافة البطولة بتاريخ 2 ديسمبر 2010، انطلقت في إنشاء استادات بمعايير عالمية فاقت كل التوقعات وبنية تحتية متطورة ووسائل نقل عصرية على أعلى مستوى.
ونجحت قطر في إنجاز كل هذه المشاريع قبل انطلاق البطولة بفترة طويلة وتمكنت من تجربتها وتشغيلها من خلال احتضان العديد من البطولات أكدت من خلالها، استعدادها لاستضافة قطر 2022، من جميع النواحي.
وبعد الانتهاء من هذه الإنجازات، ولإضفاء البهجة والمتعة على المونديال وإسعاد الزوار من كافة أنحاء العالم خلاله، كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن تفاصيل أماكن وأوقات العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية المتنوعة لجماهير المونديال في كافة أنحاء الدولة التي ستصاحب بطولة كأس العالم.
ولأن الجماهير جزأ لا يتجزأ من المونديال، أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تنظيم بطولة في كرة القدم للمشجعين خلال منافسات كأس العالم قطر 2022، بمشاركة 32 فريقا من مشجعي الدول التي تتنافس منتخباتها في المونديال.. حيث يستضيف مهرجان "الفيفا" للمشجعين في حديقة البدع بالدوحة منافسات كأس المشجعين، التي تتواصل على مدى 4 أيام، من 29 نوفمبر إلى الثاني من ديسمبر المقبلين .
إضافة إلى كل هذه الإنجازات برزت العديد من المبادرات القطرية الرائعة والاستثنائية حتى تجعل كأس العالم قطر 2022 حدثا مذهلا سيظل عالقا في الأذهان، ولعل من أبرزها مبادرة فيصل التميمي لرابطة الجمهور العربي في كأس العالم قطر 2022، والتي تعتبر دعوة لمشجعي كرة القدم من كل الجنسيات العربية لحضور مباريات المنتخبات العربية المشاركة في البطولة والانضمام إلى رابطة الجمهور العربي، وذلك لبناء قوة تشجيعية للوقوف بجانب المنتخبات العربية في كل المباريات بروح واحدة وهتافات موحدة لتعزيز الهوية العربية والاستمتاع بحضور كأس العالم من قلب الحدث.
وقال فيصل التميمي صاحب مبادرة رابطة الجمهور العربي في البطولة إن فكرة إنشاء هذه الرابطة انطلقت منذ فوز قطر باستضافة المونديال وأكد حينها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن هذه البطولة ستكون بطولة العرب.
واضاف التميمي: "كنا نأمل أن تتأهل ستة أو سبعة منتخبات عربية على الأقل لكأس العالم قطر 2022 لتكون بطولة العرب لكن ذلك لم يحصل فقررنا أن نعوضها ونحقق هذه الجملة التاريخية التي قالها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن هذه البطولة هي بطولة العرب من خلال رابطة تضم مختلف الجماهير العربية ونثبت للعالم أن الوطن العربي شعبيا وجماهيريا متكاتف ومتجانس وموحد ويقف تحت راية واحدة في تشجيع كل المنتخبات العربية الأربعة في المونديال".
واردف: "اقترحنا هذه المبادرة تقريبا منذ شهر ووجدنا تجاوبا كبيرا من الجميع، حيث قمنا بعرضها على الجهة الرسمية المنظمة للبطولة ولقيت ترحابا كبيرا منهم وأعربوا عن سعادتهم بهذه الفكرة الريادية وأنهم محتاجون لوجودها".. مبينا أن الإقبال الجماهيري على المشاركة في هذه المبادرة فاق كل التوقعات، حيث كان هدفنا في بادئ الأمر في مرحلة جس النبض أن يصل عدد المشاركين إلى 5 آلاف مشجع كحد أدنى و20 ألفا كحد أقصى.. ووجدنا تجاوبا جماهيريا كبيرا من داخل قطر ومن خارجها للانضمام لهذه المبادرة.
وأوضح التميمي أن الرابطة تسعى إلى استضافة عدد من الضيوف العرب المهمين الذين كان لهم دور بارز في تشجيع منتخباتهم على مدى 30 أو 40 سنة سابقة كتكريم لهم ليتواجدوا في هذه المبادرة.
واعتبر فيصل التميمي صاحب مبادرة رابطة الجمهور العربي أن من أبرز أهداف الرابطة في كأس العالم قطر 2022، هي لم الشمل وتأكيد الهوية العربية المجردة من الحدود ومن الألوان حتى تتحد تحت راية واحدة وتحت مسمى واحد.. مبينا أن هذه المبادرة تعتبر أول مبادرة قطرية وعربية في تاريخ المونديال وهي الأولى من نوعها في العالم لأن النسخ السابقة التي أقيمت في دول أمريكية وأوروبية لم تشهد إقامة مثل هذه الروابط التي توحد الجماهير في كيان واحد، و"نحن نفتخر بأننا أول دولة تقيم هذه المبادرة".
وأكد أنه لا توجد شروط معينة للانضمام لهذه المبادرة، لكن يجب أن يكون المتقدم متحمسا للتشجيع والهتاف طيلة المباراة دون توقف، وأن يكون سنه بين 15 و50 سنة تقريبا، مؤكدا "لكننا لن ندقق كثيرا في الأعمار".
وحول طريقة دعوة الجماهير العربية للمشاركة في هذه المبادرة قال التميمي: "لدينا فريق عمل يحكم السيطرة على هذه المبادرة يضم 65 موظفا ومتطوعا وكل شخص له تخصص معين وقد أنجزنا رابطا للمشاركة على كل وسائل التواصل الاجتماعي تم من خلاله فتح مجال المشاركة للجميع، وقريبا سيكون لدينا مقر ثابت للرابطة".
وبالنسبة للإقبال الجماهيري للمبادرة ذكر إن عدد المشاركين في فترة جس النبض فاق كل التوقعات والعدد المسموح والمرجو والآن لدينا فائض كبير من الجماهير "وسنقوم بتقسيمهم إلى مجموعتين، حيث فاق عددهم التسعة آلاف من كل الجنسيات العربية"، مشيرا إلى أن الجنسيتين التونسية والمغربية هما أكثر الجنسيات مشاركة في المبادرة.
وفيما يتعلق باستمرارية هذه المبادرة بعد المونديال اوضح التميمي قائلا: "هذه النسخة التجريبية للرابطة وبناء عليها سنقرر ونقيم مدى استمراريتها أو توقفها لكن "أعتقد أن بإمكانها أن تصبح نواة لتكوين قاعدة جماهيرية عربية دائمة تشجع الفرق العربية في كافة الرياضات وليس في كرة القدم فقط خصوصا وأن قطر مقبلة على استضافة كأس العالم وهي بداية ولن تكون نهاية ونتمنى أن تتواصل كما أن هناك جهات رسمية يتطلب الأمر موافقتها وإذا وافقت على استمرارية هذا المشروع سنواصل فيه".
واضاف بشأن موعد ومكان إقامة التدريبات والبروفات التنظيمية للمشاركين ان لديهم جدول متكامل للبروفات يضم تدريبات للمدربين وللمساعدين ولفريق العمل بقاعة لوسيل الرياضية وقد ثمن التميمي موافقة سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب على منحهم هذه القاعة.. واشار الى انهم بدأوا في التدريبات يوم الأربعاء الماضي.. وكانوا يتوقعون حضور 1000 أو 1500 مشارك في البروفات لكنهم تفاجؤا بحضور 4800 مشارك والعدد فاق كل التوقعات في أول بروفة.
وبين أن بطاقة "هيا" ستكون العامل الرئيسي لتنقل المشاركين في هذه المبادرة كما ستخصص الرابطة حافلات خاصة أثناء المباريات لتنقلهم من محطات المترو إلى الملعب.
وفيما يتعلق بالسكن قال التميمي إن رابطة الجمهور العربي ستستقبل ضيوف الشرف وستتكفل بإقامتهم وهم أساسا رؤساء روابط جماهير في الدول العربية معروفين تاريخيا وسيكون لهم دور في التشجيع.. لافتا إلى أن هذه المبادرة تلقت الدعم المادي من المؤسسات الأهلية حتى يكون لها صدى أكبر.
أما المميزات التي سيحصل عليها المشاركون في رابطة الجمهور العربي، فقد أكد أن المشجع سيتسنى له حضور المباريات العربية وهناك إمكانية حضوره لبعض المباريات إذا التزم بالتدريبات بطبيعة الحال وأثبت جدارته في البروفة وسيحضر المباريات مكفولا من كل شيء من أكل ونقل وتذاكر.
وعن آخر استعداداتهم لهذه المبادرة، قال التميمي إن لديهم برنامج عمل منظما حسب الجدول المعد مسبقا، حيث يتم تدريب المشجعين على الهتافات والأغاني والحركة الجماهيرية والتصفيق والإيقاعات على الآلات الموسيقية.. وعلى طريقة الإيقاع التي يفهمها اللاعب العربي ويتفاعل معها ليصبح أداؤه في الملعب مضاعفا.. مبينا أن الرابطة ستقوم بتعليم الجماهير أداء الأغاني التشجيعية التونسية أو السعودية أو المغربية.
وأختتم صاحب مبادرة رابطة الجمهور العربي حديثه: "لما طرحنا المبادرة كنا نتساءل هل سنحصل على تذاكر لهذا العدد الهائل من الجماهير وقد صدرت بعض التوجيهات بأن يتم توفير تذاكر للجميع وبالنسبة للمباراة الواحدة فيكون الحد الأعلى خمسة آلاف مشجع من الرابطة لحضور المباراة.. مبينا أنه سيتم خلال الأيام المقبلة الكشف عن شعار رابطة الجمهور العربي.