فوضى في الدوري التونسي.. بسبب !

تأخرت انطلاقة الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم مع إعلان الاتحاد عن تأجيل مباريات الجولة الافتتاحية بعد صدور قرار من محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) بإعادة فريق هلال الشابة إلى الدوري الممتاز، وذلك في إطار نزاع قضائي استمر لأشهر.
وكان من المفترض أن تقام المباريات الأولى في الجولة الافتتاحية الجمعة والسبت بما في ذلك لقاء القمة بين الترجي والصفاقسي، لكن الاتحاد أعلن في آخر لحظة عن تأجيل المباريات إلى موعد لم يجر تحديده بعد.
وذكر الاتحاد التونسي في بيان له أن السلطات الأمنية أعلنت أنه يتعذر عليها تأمين المباريات.
وخاض هلال الشابة آخر مبارياته الموسم الماضي ضد النادي الأفريقي وخسر بهدف نظيف ما أدى إلى هبوطه إلى الدرجة الثانية وتأهل الأفريقي إلى مرحلة التتويج، لكن الهلال قدم شكوى ضد حضور رئيس الأفريقي يوسف العلمي المباراة على الرغم من صدور عقوبة تأديبية ضده وطالب بالتالي بمنحه نقاط الفوز.
ورفضت لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد الشكوى وأقرت نتيجة المباراة، ما دفع هلال الشابة إلى الطعن ضده لدى محكمة "كاس" والتي أصدرت قرارها بعد سلسلة من جلسات التقاضي، بإعادة الفريق إلى الدوري الممتاز لحين ترتيب جلسة خلال أسابيع لإصدار حكمها النهائي.
وأدى القرار الى إعادة خلط الأوراق بعد أن كان الاتحاد قد حدد بالفعل نظام الدوري بمجموعتين (سبعة فرق بكل مجموعة) كما سحبت القرعة الخاصة بجدول المباريات.
وذكر الاتحاد أن منح نقاط الفوز لهلال الشابة كان يفترض أن يؤدي به إلى خوض مباريات فاصلة لتفادي الهبوط وليس إلى التواجد آليا بالدوري الممتاز.
ولكن تنفيذا لقرار "كاس"، أدمج الاتحاد هلال الشابة في المجموعة الأولى وقرر مباريات فاصلة لتحديد الفريق الثاني الذي سيصعد إلى المجموعة الثانية.
لكن الهلال أعلن رفضه لهذا الحل وطالب بإعادة إجراء القرعة حفاظا على "مبدأ تكافؤ الفرص"، وأيدت وزارة الشباب والرياضة رد الفريق.
ورد الاتحاد بأن تقسيم المجموعات هو من صميم اختصاصه قانونيا وأنه يسعى لضمان حقوق جميع الفرق، ودعا رؤساء أندية الدوري الممتاز إلى اجتماع عاجل.
ونظريا، يمكن أن يلقي اعتبار هلال الشابة فائزا في مباراته ضد الأفريقي، بظلاله على سباق الدوري برمته في نسخة الموسم الماضي وليس واضحا إلى أي مدى يمكن أن تصل الأزمة.
ويعد هذا هو أحدث نزاع قضائي بين هلال الشابة الذي يرأسه رجل الأعمال توفيق المكشر والاتحاد التونسي بعد سلسلة من القضايا والاتهامات وحرب البيانات المتبادلة.
وكان الاتحاد قد ألغى مشاركة هلال الشابة في الدوري في موسم 2020-2021 بسبب تأخره في تسوية أمور مالية وإتمام اجراءات التسجيل للموسم الرياضي، وأثار ذلك القرار احتجاجات في الشوارع في مدينة الشابة.
وتسيطر حالة من التوتر على العلاقة بين الاتحاد الذي يرأسه وديع الجريء منذ عام 2012، ووزارة الشباب والرياضة التي يقودها الوزير كمال دقيش.
ووجه دقيش انتقادات متكررة لاتحاد الكرة واتهامات بخرق القوانين.
وأثارت تقارير في وسائل إعلام محلية ودولية في وقت سابق، تكهنات بإمكانية تدخل السلطة لحل مكتب الاتحاد ما قد يهدد فعليا بسحب الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) مشاركة تونس في المونديال، وهو ما نفاه دقيش رسميا.