قبل 10 أسابيع على انطلاق فعاليات النسخة التاريخية من بطولة كأس العالم، والتي تستضيفها قطر، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، واصلت الفعاليات التي تحتضنها الدوحة نجاحها المتميز من خلال مباراة كأس السوبر السعودي المصري.
وتوج الهلال السعودي بلقب كأس السوبر السعودي المصري بفوزه على الزمالك 4-1 بركلات الترجيح فقط بعد تعادلهما 1-1 في اللقاء.
وكتبت هذه الفعالية شهادة نجاح جديدة للمنظمين في قطر قبل أسابيع على انطلاق فعاليات المونديال.
ومن المؤكد أن هذه المباراة، التي اشتهرت بلقب "سوبر لوسيل"، نسبة إلى استاد "لوسيل" الذي أقيمت عليه المباراة، ستظل محفورة بحروف من ذهب في تاريخ البلد المضيف كونها حققت رقما قياسيا جديدا على صعيد الحضور الجماهيري في المباراة.
ونجحت هذه المباراة العربية الخالصة في تحقيق رقم قياسي قد لا يتكرر إلا في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم في 18 ديسمبر المقبل.
واستقبل استاد "لوسيل"، أكبر استادات كأس العالم 2022 في قطر 77 ألفا و575 مشجعا، في هذه الفعالية.
ولم تقتصر الفعالية على المباراة بين الفريقين داخل المستطيل الأخضر، وإنما كانت بمثابة مهرجان أو أمسية احتفالية بدأت بحفل جماهيري لنجم الأغنية العربية عمرو دياب، المشهور بلقب "الهضبة".
وتفاعلت الجماهير بشكل رائع، وبمختلف الانتماءات" مع الأداء الغنائي المتميز لنجم الأجيال عمرو دياب، قبل أن تشهد الاستراحة بين شوطي المباراة إطلاق النسخة العربية من الأغنية الرسمية لمونديال قطر 2022 "ارحبو"، للنجوم ناصر الكبيسي وعايض وحنين حسين.
وقدمت هذه الفعالية لمحة عما يمكن أن يقدمه المنظمون من فعاليات الضيافة والترفيه لجماهير المونديال بعد عدة أسابيع.
كما كانت المباراة شاهدا على ما يمكن أن تكون عليه الأجواء المثالية في المونديال القطري في ظل الانسجام الرائع بين المشجعين بمختلف الانتماءات في بيئة آمنة تماما حيث اختلطت الألوان في المدرجات بين جماهير الفريقين وأيضا الجماهير القطرية والعربية العاشقة لكرة القدم، وكان شعار وهدف الجميع هو الاستمتاع بأجواء هذه الفعالية وبما يقدمه الفريقان على أرض الملعب.
وسيظل هذا الحضور الجماهيري الضخم حاضرا في الأذهان وفي سجلات التاريخ كونه الأكبر على الاطلاق في تاريخ مباريات كرة القدم بقطر حيث كان الرقم القياسي السابق قبل أقل من عام واحد وهو الحضور الذي شهده استاد "البيت" أحد استادات مونديال 2022 أيضا.
وبلغ الحضور في مباراة المنتخبين القطري والإماراتي على استاد "البيت" في بطولة كأس العرب 63 ألفا و439 مشجعا.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) أعلن في منتصف أغسطس الماضي أن مبيعات التذاكر لبطولة كأس العالم بقطر وصلت إلى 45ر2 مليون تذكرة، ما يعني أن المنظمون في قطر ينتظرون مشاركة جماهيرية قياسية في ظل الموقع المتوسط لقطر بين قارات العالم من ناحية وكذلك الإقبال الهائل على الحضور منن كافة أنحاء العالم لمتابعة هذه البطولة الأكثر تقاربا للمسافات بين استادات البطولة والمواقع الرياضية المختلفة في الدوحة.
وشهدت المرحلة الماضية لبيع التذاكر، والتي انتهت في 18 أغسطس الماضي، بيع520 ألفا و532 تذكرة، فيما تبدأ مرحلة أخرى من بيع التذاكر في نهاية سبتمبر الحالي.
يشار إلى أن استاد لوسيل يستضيف عشر مباريات خلال منافسات المونديال، بداية بمباراة الأرجنتين والسعودية في 22 نوفمبر، وختاماً بنهائي البطولة وتتويج الفائز باللقب في 18 ديسمبر.
وشهدت أعمال تصميم وتشييد الاستاد الالتزام بالعديد من ممارسات الاستدامة، من بينها السقف المصنوع من مادة متطورة تساعد في منع الرياح والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل الذي يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في الاستاد.
وتقديراً للالتزام بمعايير الاستدامة خلال مراحل تصميمه وبنائه؛ حصل استاد لوسيل على شهادتي المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، ومن فئة التميز في إدارة أعمال الإنشاء.
واستُوحي التصميم الفريد لاستاد لوسيل من تداخل الضوء والظل الذي يتميز به الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، فيما يعكس هيكل الاستاد وواجهته نقوشا بتفاصيل دقيقة تحملها أوعية الطعام والآواني التقليدية، وغيرها من القطع الفنية التي انتشرت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال فترة النهضة التي شهدتها المنطقة.