قطر 2022: مؤسسة السلوك تناقش تطوير مهارات الرياضيين
استضافت مؤسسة السلوك من أجل التنمية، أحد برامج الإرث لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ندوة حول الدور الفاعل لأسلوب التفكير المرن في تطوير مهارات الرياضيين، بالتعاون مع مؤسسة قطر، وبمشاركة عدد من التربويين وصانعي السياسات التعليمية.
وتأتي الفعالية ضمن سلسلة ندوات "مجلس الإرث"، التي يستضيفها مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وتتناول الممارسات المجتمعية التي تركز على الاقتصاد السلوكي، وناقشت هذه الندوة المزايا الناتجة عن تطوير أسلوب التفكير المرن لدى الرياضيين والمدربين.
وأكد الدكتور فادي مكي، مدير مؤسسة السلوك من أجل التنمية، حرص المؤسسة على تطبيق أسلوب التفكير المرن، أو عقلية النمو، والتي تؤمن بقدرة الأفراد على التعلم وتطوير المهارات، وتضمين هذا النهج في أنشطة التدريب التي تنظمها مؤسسة الجيل المبهر، أحدث برامج الإرث لمونديال قطر 2022، ضمن مبادرة كرة القدم من أجل التنمية، وتستهدف المشاركين والمدربين على حد سواء.
وقال مكي: "عادة ما يمضي المدرب من أصحاب العقلية الثابتة وقتا أقل مع الرياضيين ممن يراهم أقل موهبة، بينما يركز المدرب من ذوي عقلية النمو على عملية التدريب بحد ذاتها، وبذل مزيد من العمل مع هؤلاء اللاعبين لتحسين مستواهم والارتقاء بأدائهم، بغض النظر عن قدراتهم الحالية والنتائج المتوقعة"، لافتا إلى أن هذا النهج يسهم في فتح آفاق واعدة وتعزيز بناء القدرات، ما يؤدي إلى تغيير أسلوب المدربين في الثناء على أداء اللاعبين، والطريقة التي يتبعونها في لفت الانتباه إلى أخطائهم وتصويبها، إلى جانب طريقتهم في تعزيز الاندماج والتنوع بين الرياضيين.
وشاركت في الندوة أمارة مارتينوس، مسؤول أول البرامج في معهد المهاتما غاندي للتعليم من أجل السلام والتنمية المستدامة، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي قدمت باعتبارها متحدثة رئيسية في الندوة، بحثا في مجال التعليم حددت من خلاله عقليتين رئيستين الثابتة، والمرنة أو القابلة للنمو، واللتين تشكلان التصورات عن قدرات الشخص ومواهبه ومهاراته، وذلك في ضوء جهود معهد المهاتما غاندي الرامية إلى دمج المهارات الاجتماعية والوجدانية في أنظمة التعليم، بهدف إحداث نقلة نوعية في التعليم، وصناعة مستقبل موجه لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في العالم.
وفي هذا السياق، أشارت مارتينوس إلى أن أصحاب العقلية الثابتة يعتقدون أن الذكاء والقدرات الإبداعية هبة فطرية ثابتة لا يمكن تنميتها أو تطويرها، وأن الأفراد يولدون بدرجة معينة من الذكاء والموهبة، بينما يؤمن الأشخاص الذين يتميزون بعقلية النمو أن بالإمكان تحسين مستوى الذكاء والقدرات من خلال الممارسة والعمل الجاد، وفي غالب الأحيان، يكون الأشخاص من ذوي العقلية النامية أكثر شغفا بالتعلم واكتساب المهارات وأكثر مرونة في مواجهة الفشل ومواصلة السعي والاجتهاد.
وأوضحت أن فهم عقلية النمو يحتاج إلى إلقاء الضوء عليها من منظور عقلي، فعلى سبيل المثال، يعد النظر إلى مادة الرياضيات باعتبارها عقبة أمام الشخص، حافزا لانتقاله إلى أسلوب التفكير المرن، والذي ينص على إمكانية التوصل لحل المعادلات الرياضية بمرور الوقت مع المثابرة وبذل مزيد من الجهد، مشيرة إلى أنه يمكن للشخص الانتقال من نمط تفكير إلى آخر، أي من أسلوب التفكير الثابت إلى المرن وهو الأمر الذي نسعى إلى تأكيده بالتركيز على التعليم من منظور المهارات الاجتماعية والوجدانية، وباستخدام منهجيات مثل طريقة التفكير المرن، التي بإمكانها كسر حواجز عدم المساواة وسد الفجوات المتعلقة بتكافؤ الفرص في المجتمعات الفقيرة.
وشارك في الندوة، التي استضافها جناح الإرث في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث، نخبة من الخبراء والمختصين، من بينهم الدكتورة ليزلي ألكسندر بال، العميد المؤسس لكلية السياسات العامة في جامعة حمد بن خليفة، والسيد صلاح خالد، مدير مكتب الدوحة لدول الخليج واليمن، وممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في قطر والبحرين والكويت وعمان والسعودية والإمارات واليمن، ونترا عبدالله، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أرتان القابضة، ونادر قباني، مدير الأبحاث وزميل أول في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، والدكتورة مشاعل النعيمي رئيس قسم البرامج بمكتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، وسعادة السيدة سمية بقوي، نائب رئيس البعثة والمستشار في سفارة سنغافورة في قطر، إلى جانب فريق العمل في مؤسسة السلوك من أجل التنمية.
يشار إلى أن مؤسسة السلوك من أجل التنمية أسستها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في العام 2016، كأحد مشاريع الإرث لبطولة كأس العالم قطر 2022، تحت اسم "وحدة قطر للتوجيه السلوكي"، كأول وحدة متخصصة في التوجيه السلوكي بالعالم العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وانضمت المؤسسة رسميا إلى مؤسسات مركز قطر للمال في العام 2019، بهدف توسيع نطاق حضورها على الصعيد العالمي من خلال تعزيز وتكرار أعمالها ونموذجها في أنحاء العالم.