تقرير تمبة: أندية قطر تنجز معسكراتها التحضيرية



فرغت جل الأندية القطرية من معسكراتها الخارجية تأهبا لانطلاقة مبكرة لموسم استثنائي تتخلله استضافة الدوحة لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 اعتبارا من 21 نوفمبر المقبل، وسط جملة من التحديات تسبق استهلال منافسات دوري نجوم QNB بداية من الأول من شهر أغسطس المقبل.
وتقضي البرمجة المعلنة من قبل مؤسسة دوري نجوم قطر خوض سبع جولات من الدوري منذ مطلع الشهر المقبل حتى منتصف سبتمبر، قبل الخلود لفترة توقف طويلة تستمر حتى نهاية المونديال.
جملة من الضغوطات ترزح الأندية تحتها، أبرزها غياب اللاعبين الدوليين عن الجولات السبع الأولى بعد قرار تفريغ عناصر المنتخب القطري من أجل الإعداد لكأس العالم، خلافا للبداية المبكرة للمنافسات على عكس النسخ السابقة.
وسيكون السد حامل اللقب ووصيفه الدحيل أكبر المتأثرين جراء العدد الكبير من الملتحقين بصفوف المنتخب من الناديين، في حين يتفاوت الأمر بالنسبة لأندية أخرى كالريان والغرفة والوكرة والعربي التي يفقد كل منها عددا محدودا من العناصر.
وطفت على السطح معضلة تأخر بعض الأندية في إكمال عقد لاعبيها المحترفين الخمسة (ثلاثة أجانب ولاعب آسيوي وآخر عربي) حسب تعليمات الاتحاد، حيث خاضت تلك الفرق معسكراتها الخارجية منقوصة من بعض محترفيها بعد التأخر في إتمام التعاقدات، ما شكل ظاهرة سلبية نأى الاتحاد القطري لكرة القدم بنفسه عن تحمل المسؤولية حيالها.
وأصدر الاتحاد بيانا رسميا ردا على تقارير إعلامية أشارت إلى دور للجنة الاستكشاف المركزي التي تم إطلاقها أواخر الموسم الماضي، في التأخر بإنجاز الصفقات، ليؤكد الاتحاد أن هدف اللجنة هو المساعدة في تطوير القدرة التنافسية للفرق من خلال المشورة والنصيحة الفنية والمالية خلال 48 ساعة فقط، واضعا الكرة في ملعب الأندية عندما حملها كامل المسؤولية.
ورغم أن النسخة الجديدة من الدوري، ستكون الأخيرة قبل تقليص الفرق من 12 إلى 10 اعتبارا من موسم 2023- 2024، لكنها ستحظى بأهمية قارية بعدما تم ربط نتائجها بنتائج النسخة السابقة من حيث توزيع مقاعد التمثيل بدوري أبطال آسيا 2023 حسب الحصة القطرية البالغة أربعة مقاعد (اثنين مباشرين في دور المجموعات ومثلهما في الملحق).
تركيا كانت الوجهة المفضلة لخمسة فرق من أصل اثني عشر ناديا لخوض مرحلة الإعداد البدني والفني وهي أم صلال، الوكرة، المرخية، الشمال والغرافة، فيما اختار السد والدحيل والأهلي النمسا، وقصد ناديا قطر والعربي إسبانيا، وظل السيلية وفيا لمقصده المفضل تونس كي يحضر لاعبيه للموسم الجديد.
وتضمنت المعسكرات خوض الأندية القطرية اختبارات ودية تفاوتت خلالها المستويات بين درجات الدوريات التي ينشط بها المنافسون الذين كان جلهم من أوروبا.
وتظهر المخاوف من جدوى تلك المعسكرات والمباريات في ظل القوائم غير المكتملة من اللاعبين، ما قد يخلف تباينا بين التشكيلات التي خاضت الاختبارات التحضيرية وبين تلك التي ستخوض المنافسات الرسمية، كما هو مصير بعض الأندية على غرار قطر والغرافة والريان التي لم تنجز تعاقداتها بعد، وخاضت فترة الإعداد بعدد محدود من المحترفين.
ويؤكد الإسباني خوانما ليو مدرب السد أن فترة التحضير التي خاضها فريقه في مدينة فيينا النمساوية تعتبر مثالية، سواء من خلال التدريبات المكثفة أو المباريات التحضيرية التي كانت فرصة لاختبار قدرات اللاعبين.
في الوقت الذي يدرك فيه المساعد السابق للإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، خصوصية الموسم المقبل بالغياب الذي وصفه بالمؤثر لعدد كبير من اللاعبين الدوليين، إلا أن الرجل يرى الأمر من زاوية أخرى متمثلة بالفرصة المتاحة لاكتشاف المهارات والقدرات التي يمتلكها اللاعبون الشباب في التوليفة الحالية، وذلك من أجل منحهم الفرصة الكاملة.
واعتبر خوانما أن مسألة تحديد الأهداف في ظل الظروف الحالية للسد، تعتبر صعبة، مرجئا تحديد تلك الأهداف إلى ما بعد بدء المنافسات، ولافتا إلى أن أفضل فلسفة في كرة القدم هي تلك التي تقوم على أساس المعرفة الكاملة بقدرات اللاعبين، ومن ثم وضع الأفكار التي تتناسب مع إمكانياتهم.
الإسباني الآخر ماركيز لوبيز مدرب الوكرة يؤكد أن فريقه استثمر فترة التحضير خلال المعسكر الخارجي بالصورة المثلى خصوصا من خلال المباريات الودية التي خاضها في معسكر دخله في تركيا.
ويشدد المدرب الذي قاد فريقه إلى نتائج لافتة باحتلال المركز الثالث في الدوري ما يبقي الباب مفتوحا لمشاركة قارية بعد غياب لعقدين، أن اللاعبين بذلوا جهودا كبيرة بغرض الوصول إلى كامل الجاهزية التي تضمن تقديم ذات العروض الجيدة كما في النسخة الماضية.
وعن الأهداف المنشودة قال إن الغرض يبقى دائما بالنسبة للجهاز الفني هو تقديم المستوى الجيد في المباريات الرسمية وتحقيق نتائج ترضي طموح الفريق الساعي دوما للتطور والتقدم كي يكون طرفا فاعلا في المنافسة.
أما المدرب الوطني وسام رزق المدير الفني لفريق أم صلال فيراهن على ما وفرته فترة التحضير من ارتقاء بالمستويين البدني والفني للاعبيه، مشيرا إلى أن المعسكر حقق الفوائد المرجوة منه خصوصا على مستوى الانسجام بين التوليفة التي شهدت مستجدات كبيرة بالتعاقد مع خمسة محترفين جدد.
وأوضح وسام أن المباريات الودية الثلاث التي خاضها الفريق ساهمت في تطوير المستوى الفني فرديا وجماعيا خصوصا خلال اختبارات كانت تصاعدية من حيث قوة المنافسين، اختتمها بلقاء قوي مع فولاذ الإيراني، متمنيا أن يقدم فريقه المستوى المنتظر في الموسم الجديد ويحقق النتائج المأمولة.
ويشدد إسماعيل أحمد مدير فريق الدحيل أن غياب الدوليين عن الجولات السبع الأولى من الدوري لن يثني الفريق عن تسجيل ظهور قوي، مبديا ثقته الكبيرة بقدرة التوليفة الحالية من العناصر المتوفرة على تحقيق النتائج المرجوة.
وقال إسماعيل إن اللاعبين أظهروا إصرارا كبيرا على الوصول إلى الجاهزية التامة خلال المعسكر الذي خاضه الفريق في النمسا، وهو ما اتضح من خلال المستوى البدني والفني الذي وصلوا إليه بختام المباريات الودية الأربعة، معتبرا ذلك دلالة واضحة على نجاح فترة التحضير بانتظار وضع اللمسات الأخيرة خلال الأيام التي تسبق انطلاقة المنافسات.


  أخبار ذات صلة