من قلب الصحراء
هناك في أم الأفاعي حيث الصحراء التي حوّلتها الإرادة القطرية إلى واحة غناء ومبانٍ عصرية وتحف معمارية أبدعتها أيادي المهندسين، تتجه الأنظار في الثامن عشر من ديسمبر القادم إلى رابع ملاعب المونديال، حيث افتتاح ملعب الريان الرهيب الذي يشكّل إرثاً حقيقياً للأجيال وللرياضيين وللأمة الريانية، الذي سيفتتحه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث ستقام على أرضية هذا الملعب المباراة النهائية لكأس سموه بين السد والعربي.
ملعب الريان الجديد أقيم على أنقاض الملعب القديم، ولجنة المشاريع والإرث كانت حريصة على الاستفادة الكاملة من أنقاض الاستاد الذي تم هدمه في بصمة غير مسبوقة في التعامل مع القديم والجديد، وهي بذلك تحدد ملامح برنامج ثابت ومواعيد محددة، وانطلاقات قادمة لا تعرف أنصاف الحلول؛ إيذاناً بدخول الملعب المونديالي الرابع قائمة المُنجَز، في حدقات حلم يتجسد كل يوم على أرض الواقع، وتقول قصته القصيرة إن قطر تسابق الزمن وتقفز فوق المواعيد للانتهاء من كل أعمال المونديال قبل الموعد المحدد.
ولأن أهل الريان يستحقون هذه القطعة الفنية التي تضاهي الأحجار النادرة، فإنك وبمجرد إلقاء نظرة متخصصة فاحصة أو مستمتعة عابرة، لا يمكن أن تتجاوز المشهد المبهر لتحفة استاد الريان دون أن تجذبك وتشدك تلك العمارة الهندسية الفريدة وإضاءاتها غير التقليدية، وهي تضم تموجات صحراء قاحلة تقترب من موج خليج متلاطم يحمل بين طياته سمرة استقامة الشمس وملوحة شفاه عذبة.. قاربها الدهر مرة حتى صنع الحياة مرات.
تلك لم تكن صورة مستوحاة من خيال شاعر أو أديب حالم أو مفكر يعيش الحلم بقدر ما هي واقع تراه أعيننا، لتؤكد أن هذا الملعب الفريد يستلهم التاريخ والحضارة، وهو عصارة الفكر ونتاج الإرادة التي أبدعت هذه القلعة المدججة بلمسات راقية وبسعة أربعين ألف متفرج، حيث حرصت لجنة المشاريع والإرث المشرفة على المشروع مع باقي الشركاء الأساسيين من وزارات ومؤسسات، على أن يستوحي الملعب تحفته من عُمق التاريخ الإسلامي والإرث الحضاري ليتسق حد الجمال الممتزج مع حدث أجمل وأندر وهو تشريف قائد الوطن في يوم الوطن.
آخر نقطة..
يحق لنا نحن المتابعين أو المشجعين أو الإعلاميين أو أي أشخاص أو جهات تمت بصلة ما للرياضة أو الفن أو العمارة أن نفخر بكل ما يتم إنجازه على الأرض واقعاً واضحاً صريحاً.