مسك الختام
![missing](https://tembah.net/uploads/authors/1671453740.jpeg)
بكل اللغات .. مبروك مبروك قطر .. برافو برافو ... على وقع هدير الجماهير وصخب الموسيقى ونسمات الدوحة تحقق الحلم. بالفعل كانت نسخة استثنائية من جميع النواحي فقد جعلت قطر من مونديال 2022 ليس مجرد بطولة كرة قدم، ولكن رسمت لوحة للتشويق والإثارة على مدار شهر كامل تجسدت فيه عبقرية المكان والإنسان. تحول الحدث إلى كرنفال للرياضة الأكثر شعبية، فكان مهرجاناً اتحد فيه المشجعون من خلال شغفهم المشترك بكرة القدم. فإلى جانب حضور المباريات في استادات المونديال، ذات الطراز الفريد، استمتع الجمهور بمجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية بالعديد من المواقع في أنحاء البلاد، من بينها مهرجان الفيفا للمشجعين بحديقة البدع، وكورنيش الدوحة، والمناطق المحيطة بالاستادات. كما شكلت المعالم السياحية في قطر والحفلات وجهة لالتقاء المشجعين من كل مكان للاحتفاء، والتعرف على ثقافات متنوعة من أنحاء العالم في أجواء استثنائية. ورغم هذه الأعداد والثقافات المختلفة لم تكن هناك أية تجاوزات. ولم تشهد الدولة عجزًا في السلع أو الخدمات ولم يحدث إي ازدحام أو مشاكل في حركة المرور وإنما انسيابية كاملة رغم تقارب المسافات بين ملاعب البطولة، وذلك بفضل جاهزية الدولة وما وفرته من وسائل انتقال سلسة وحاضرة على مدار الساعة وفي مقدمتها المترو الذي لعب دورًا كبيرًا، وكان القاسم المشترك في مساعدة الجماهير على التنقل وحضور المباريات والاستمتاع بالفعاليات المصاحبة.
لقد ضربت قطر أروع الأمثلة في الرد على المشككين وضعاف النفوس وأصحاب الأطماع بأن أبلغ رد على مثل هؤلاء يكون بالعمل الجاد والسعي نحو الهدف وتحقيق النجاح. لقد واجهت قطر حملات مسعورة وممجوجة، تارة بزعم حرارة الجو، وتارة باسم حقوق العمال، وتارة باسم حقوق الإنسان وهي الفزاعة التي يستخدمها هؤلاء ضد كل ما هو عربي أو مسلم وكأنهم نصبوا من أنفسهم مدافعين عن شعوب العالم وهم في الحقيقة أبعد ما يكونوا عن ذلك. فقد أظهرت قطر معدن الإنسان العربي أنه على استعداد للتعامل والاختلاط بجميع الثقافات والتفاعل معها دون التفريط في هويته وأصالته المستمدة من قيمه العربية الإسلامية.
ولم يقتصر العمل على فترة البطولة ولكن بدأت الرحلة والتحدي منذ اثني عشر عاماً. وقد تعهدت قطر أمام العالم في 2010 باستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم، وبالفعل نجحت في ذلك بفضل التخطيط السليم. وسيبقى الأثر الإيجابي لاستضافة هذه البطولة الرائعة، على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي، ملموساً لعقود قادمة.
وقفات
- كانت البطولة بمثابة فرصة للتعبير عن المشاعر العربية، ولمسنا ذلك في الأمنيات التي حملتها الشعوب العربية لدولة قطر وسعادتها بنجاح التنظيم. كما لمسناه أيضًا في الفرحة الكبيرة بما حققه منتخب المغرب الذي حقق إنجازًا غير مسبوق وارتفع معه مستوى الطموح إلى ما هو أبعد من ذلك.
- سعدت باستضافة قناة الكأس، من خلال برنامج المجلس، للكابتن حسن شحاته (المعلم) لتحليل المباريات والسعادة الأكبر بالصورة التي جمعته بسمو الأمير وهذا ينم عن التقدير لمثل هذه القامات والاعتراف بما قدمته للرياضة المصرية والعربية. هذا في الوقت الذي اختفى في حتى عن شاشات القنوات المصرية التي جعلت من كل من هب ودب محللاً وخبيرًا حتى أن بعضهم خرج من المستطيل الخضر إلى شاشة التلفاز مباشرة دون دراسة.
- دائمًا ما نقول إن كرة القدم هي عالم من المتعة والتشويق الحقيقي، تتوحد فيه الشعوب إذ تتساوى البشرية في هذا العالم الكروي، فلا فوارق بين المتنافسين... فهل استوعب هؤلاء الدرس؟!
مبرووك قطر