«المسمار الأخير» في نعش «سوبر ليج».. فما هو؟
كانت موجة المقاومة من قبل المشجعين، في المرة الأخيرة التي أطلّ فيها دوري السوبر الأوروبي برأسه شرسةً للغاية، لدرجة أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الستة المعنية قفزت من المركب بسرعة، مما أوقف المشروع فعلياً وأخرجه عن مساره. لذا، وعلى الرغم من أن حُكم محكمة العدل الأوروبية الصادر يوم الخميس ضد الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) قد احتفل به أولئك الذين ما زالوا يسعون إلى جعل الخطة حقيقة واقعة، ويمثلهم برشلونة وريال مدريد، فإن قوة المشجعين يمكن أن تكون مرة أخرى أكبر عقبة أمام هؤلاء. وعندما تم إطلاق دوري السوبر الأوروبي فجأة في أبريل 2021، وقّع 12 نادياً على المشروع في البداية، وكان من المتوقع أن تشكّل 3 أندية أخرى «مجموعة 15 المؤسسة» للبطولة، والتي سيكون هبوط أحدها لدرجات أدنى مستحيلاً. وكان من الممكن أن تتاح لخمسة أندية أخرى فرصة الانضمام سنوياً بناءً على الأداء في الدوري المحلي. وتعارَض ذلك مع مبدأ الجدارة الذي لا يزال هو المعتقد الراسخ لدى الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم، الذين سرعان ما تجلى غضبهم، خصوصاً في إنجلترا، حيث تجسد النظام الهرمي المكون من 92 نادياً، في الاحتجاجات. وبسبب الغضب الشديد، تراجع مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير بسرعة عن المشاركة، وذلك في غضون 48 ساعة من إطلاقه، ليصبح مشروع السوبر الأوروبي في حالة يرثى لها. وحتى بعد تلاشي التهديد، تفاقم الغضب عندما تم إلغاء مباراة يونايتد ضد ليفربول في مايو بعد غزو الجماهير أرض الملعب احتجاجاً على دور جويل جليزر مالك يونايتد في مغازلة النادي للانضمام لدوري السوبر الأوروبي. وثبتت القوة الكبيرة لهذا التراجع، للدرجة أنه تم إجراء مراجعة بطلب من المشجعين في غضون أيام. وفي الشهر الماضي، شكّلت توصيات تلك المراجعة، بما في ذلك وجود هيئة مستقلة مشرفة على المسابقات، جزءاً من مشروع قانون حوكمة كرة القدم الذي سيصبح قانوناً في العام المقبل. وبموجب اللائحة التنظيمية للقانون، ستضطر الأندية الإنجليزية جميعها إلى الحصول على ترخيص يمكن سحبه إذا حاولت الانضمام إلى أي بطولات دوري انفصالية بعد ساعات من حُكم محكمة العدل الأوروبية بأن اتحادي اللعبة، الأوروبي (يويفا) والدولي (الفيفا)، قد انتهكا قانون الاتحاد الأوروبي من خلال منع 12 نادياً من الانضمام إلى دوري السوبر، تم عرض مشروع جديد من قبل شركة «إيه 22». وقال بيرند رايشارت، الرئيس التنفيذي للشركة، إن دورياً للرجال يتألف من 64 فريقاً سيشهد هبوطاً وصعوداً، وسيكون «مفتوحاً للجميع على أساس الجدارة، ويمكن للفرق المشاركة فيه». كما عرض رايشارت حافزاً آخر بقوله إن دوري السوبر الأوروبي، الذي يمثل تهديداً مباشراً لدوري أبطال أوروبا الأبرز ضمن مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، سيتم عرضه مجاناً عبر خدمة بث مباشر ستركز على المشجعين. ولكن، على الرغم من هذا العرض المميز، فإن مجموعات المشجعين لا تزال غير متأثرة به وسرعان ما أكد مانشستر يونايتد، الذي ربما يكون حذراً من استعداء قاعدته الجماهيرية، دعمه لمسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وقال كيفن مايلز، الرئيس التنفيذي لرابطة مشجعي كرة القدم في إنجلترا: «أوضح المشجعون واللاعبون والأندية بالفعل أنهم لا يريدون منافسة محاكة بعناية»، واصفاً دوري السوبر بأنه «دوري الزومبي الأوروبي». وأضاف: «بينما تستمر الجثث في التلاعب بالمحاكم الأوروبية، لن ينضم أي فريق إنجليزي لهذا ستمنع الهيئة التنظيمية المستقلة (التي ستُدشن قريباً) أي نادٍ من المنافسة في المسابقات المحلية إذا انضم إلى دوري السوبر الانفصالي». وقالت مجموعة الضغط «فير جيم» إن دوري السوبر الأوروبي لا يخدم المصالح الأوسع للرياضة. ورداً على مقترحات شركة (إيه 22)، قال متحدث باسم المجموعة: «الشيطان يكمن في التفاصيل، ولكن المهم هو أنه لا يمكن السماح بتمرير مثل هذا المشروع على الإطلاق». وأضاف: «الأمر متروك الآن للجهة التنظيمية المستقلة المقبلة، لوضع المسمار الأخير في نعش دوري السوبر الأوروبي».
قرار «محكمة العدل» يقسم كرة القدم الأوروبية
أعادت محكمة العدل الأوروبية، كرةَ القدم في القارة العجوز إلى نفق الأزمة من جديد، بعدما قضت (الخميس)، بأنَّ الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الدولي للكرة «الفيفا»، ونظيره الأوروبي «يويفا» لعرقلة مقترح الدوري الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا، تنتهك قانون الاتحاد الأوروبي للعبة. وفي المقابل، رأى «يويفا» الذي أُصيب بانتكاسة جراء استئناف المعركة حيال مستقبل كرة القدم الأوروبية، أنَّ قرار المحكمة لا يعني تأييد إطلاق المسابقة الجديدة. وأشارت محكمة العدل الأوروبية إلى أنَّ «قواعد الفيفا ويويفا» التي تجعل أي مشروع جديد لكرة القدم بين الأندية يخضع لموافقتهما المسبقة، مثل الدوري السوبر، وتمنع الأندية واللاعبين من اللعب في تلك المسابقات «غير قانوني». وشدَّد ملخص الحكم على أنَّه لا يعني بالضرورة أنَّه يجب الترخيص لمشروع الدوري السوبر في الوقت الحالي، بل يعني فقط أنَّ «الفيفا» و«يويفا»، «يسيئان استخدام مركزيهما» للهيمنة في سوق كرة القدم. وعلقت رابطة الأندية الأوروبية، التي تمثل نحو 500 نادٍ في جميع أنحاء أوروبا، على الحكم، إذ أشارت بوضوح إلى أنَّه لا يدعم أو يؤيّد مشروع دوري السوبر. وأكَّدت مواصلتها العمل من كثب، بهدف مواصلة تطوير هذه الرياضة التي ترتكز على مبادئ الجدارة الرياضية والشمولية والمنافسة المفتوحة والتضامن. من جهته، أكَّد نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي أنَّه ملتزم بالبطولات التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والدوري الإنجليزي الممتاز، رغم قرار المحكمة. وكانت أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال وتشيلسي وتوتنهام وميلان وإنتر ميلان ويوفنتوس وأتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد، قد أعلنت تأسيس بطولة دوري السوبر الأوروبي، في أبريل 2021 مع عضوية دائمة من أجل المنافسة بها، لكي تحل بدلاً من بطولة دوري الأبطال التي ينظمها «يويفا».
تشيلسي يعارض بطولة «سوبر ليج»
نأى تشيلسي، تماشياً مع ما فعله مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام، بنفسه عن دوري سوبر ليج. وأكد تشيلسي، الذي كان ضمن مجموعة الأندية المؤسسة في أبريل 2021، أن قرار محكمة العدل الأوروبية لا يغير موقفه من دوري سوبر ليج. وشدد تشيلسي على أنه ينأى بنفسه، بعد أن رأى الرفض بالإجماع، من قبل قاعدة المشجعين لديه. وقال تشيلسي في بيان "حكم المحكمة لا يغير موقف تشيلسي، نحن نؤمن أنه من خلال العمل مع البريميرليج والاتحاد الإنجليزي والأندية الأوروبية الأخرى بفضل علاقتنا القوية مع رابطة الأندية الأوروبية، ومع يويفا والفيفا، يمكننا الاستمرار في تطوير الكرة الأوروبية من أجل مصلحة الجميع". كما رفض كل من الدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الإنجليزي، المنافسة الجديدة.
إنفانتينو: نحترم حكم «العدل الأوروبية».. ولكن!
أكد السويسري جياني إنفانتينو، رئيس «الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)»، احترامه الشديد لحكم محكمة العدل الأوروبية بشأن إقامة دوري السوبر الأوروبي، لكنه أوضح أنه لن يغير شيئاً علي أرض الواقع. وأكدت محكمة العدل الأوروبية في حكمها الصادر الخميس أن قواعد الاتحادين «الدولي (فيفا)» و«الأوروبي (يويفا)» لكرة القدم، الخاصة بالموافقة المسبقة على البطولات، مثل «دوري السوبر الأوروبي»، تتعارض مع لوائح الاتحاد الأوروبي. من جهته، قال رئيس «الفيفا» عبر حسابه بمنصة «إكس»: «مع كل الاحترام لمحكمة العدل الأوروبية، حكم اليوم لا يغير شيئاً على أرض الواقع». وأضاف: «تاريخياً، نحن ننظم أفضل المسابقات في العالم، وسيستمر هذا الأمر في المستقبل». وأوضح: «سنواصل تقديم البطولات الأكثر إثارة وتنافسية والأعلى قيمة في العالم، وسنستخدم إيراداتنا لتطوير كرة القدم في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، عبر برامج التضامن التي تضمن استفادة القطاع الأقل حظاً من المشاركين في هذه المسابقات الكبرى». واختتم إنفانتينو: «سيواصل (الفيفا) القيام بذلك، كما هي الحال دائماً، بالتعاون الوثيق مع الاتحادات الأعضاء، ومع الاتحادات القارية، ومع جميع الشركاء في صناعة كرة القدم، فقط لمصلحة لعبتنا ولمصلحة الجميع على المستوى العالمي دائماً جميعاً ومعاً». وكانت أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال وتشيلسي وتوتنهام وميلان وإنتر ميلان ويوفنتوس وأتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد، قد أعلنت عن تأسيس بطولة «دوري السوبر الأوروبي»، في أبريل 2021 مع عضوية دائمة من أجل المنافسة بها، لكي تحل بدلاً من بطولة «دوري الأبطال» التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لكن المعارضة الشديدة من جانب الجماهير وروابط الدوريات واتحادات كرة القدم أدت إلى انسحاب 9 أندية قبل أن يلحق بهم يوفنتوس في وقت لاحق. وقد بدأ الريال وبرشلونة إجراءات قضائية لحماية موقفهما، مع مطالبة محكمة العدل بالبت في النقاط الخاصة بقانون الاتحاد الأوروبي من قبل محكمة مدريد. واتهم الناديان الإسبانيان الـ«يويفا» بانتهاك القوانين الأوروبية عبر استغلال هيمنته على سوق البطولات الأوروبية.
«الليجا»: سوبر ليج مشروع «أناني ونخبوي»
أكدت «رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (الليجا)»، معارضتها لإقامة دوري السوبر، رغم الحكم الصادر من «محكمة العدل الأوروبية» ضد «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)». وكتبت الرابطة على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس» («تويتر» سابقاً): «أكثر من أي وقت مضى، نذكركم بأن دوري السوبر الأوروبي مشروع أناني ونخبوي». وأضافت الرابطة أن أي شكل للبطولة ليس مفتوحاً، ولا تتم إعادة تشكيله كل عام من قبل الروابط المحلية يعد نظاماً مغلقاً. وأكدت الرابطة: «أعلنت كرة القدم الأوروبية بالفعل موقفها، لا تصروا على إنشاء البطولة»، ويبدو أنها كانت تخاطب ناديَي ريال مدريد وبرشلونة، اللذين واصلا الضغط لتنفيذ المشروع في الأشهر الأخيرة. من جهة أخرى، نشرت «فوتبول سابورترز يوروب»، وهي منظمة جامعة للمشجعين في جميع أنحاء قارة أوروبا، على «إكس»: «علمت المنظمة بقرار (محكمة العدل الأوروبية)، وتكرر تأكيدها على أنه لا يوجد مكان في كرة القدم الأوروبية لدوري سوبر منفصل».
مانشستر عن «سوبر ليج»: مُلتزمون بمسابقات يويفا
أكد مانشستر يونايتد في بيان رسمي التزامه التام بالبطولات والمسابقات التي ينظمها "يويفا" في أول تعليق للنادي على حكم محكمة العدل الأوروبية الذي سمح بإنشاء بطولة دوري السوبر الأوروبي المرفوضة من قبل يويفا وفيفا. وقالت إدارة مانشستر يونايتد إنها لا تزال ملتزمة بالمشاركة في البطولات التي يديرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) رغم قرار محكمة العدل الأوروبية. وكان يونايتد ضمن 12 نادياً شاركوا في تأسيس دوري السوبر الانفصالي في شهر أبريل 2021 لكنه انسحب بسبب ضغوطات من الجماهير والحكومة المحلية وعدد من اللاعبين. وقال النادي الإنجليزي في بيانه الرسمي "موقفنا لم يتغير نحن لا نزال ملتزمين تماما بالمشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وبالتعاون الإيجابي معه ومع الدوري الإنجليزي الممتاز وباقي الأندية من خلال رابطة الأندية الأوروبية بشأن التطوير المستمر للكرة الأوروبية". وكانت أندية ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير وأرسنال تمثل باقي الأندية الخمسة المنافسة بالدوري الإنجليزي الممتاز التي انضمت لدوري السوبر. وبعد شهرين من انسحاب الأندية الستة من المشروع في 2021، قالت إنها ستقدم مجتمعة 22 مليون جنيه استرليني (27.78 مليون دولار) "كبادرة حُسن نية" ولصالح اللعبة بما في ذلك استثمار جديد لدعم الجماهير وكافة الأطراف المعنية باللعبة غير الاحترافية وكذلك برامج المجتمع. وقالت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إنه سيخصم 30 نقطة من رصيد الأندية إذا حاولت القيام بخطوة مماثلة في المستقبل، وسيتم تغريم كل منها 25 مليون جنيه استرليني لأي محاولة انفصال من هذا القبيل. وقال بايرن ميونيخ إنه ملتزم ببطولات اليويفا، وأكد أن باب دوري السوبر "لايزال مغلقا"، وقال يان كريستيان دريزن الرئيس التنفيذي لبايرن "الدوري الألماني هو أساس نادي بايرن ميونيخ، مثلما جميع البطولات المحلية الأوروبية هي أساس أندية كرة القدم الأوروبية الأخرى. أضاف "لذلك من واجبنا وقناعتنا الكاملة تعزيزها وليس إضعافها نحن ملتزمون أيضا بمسابقات الأندية الأوروبية تحت مظلة اليويفا". وقالت رابطة الدوري الألماني، المسؤولة عن مسابقة الدوري "ندعم صراحة النموذج الرياضي الأوروبي ونرفض البطولات خارج تلك المسابقات التي تنظمها الاتحادات أو البطولات المحلية للدوري". وقالت رابطة الدوري الفرنسي للمحترفين "ندعم بشكل تام البطولات التي ينظمها اليويفا".
رابطة الأندية الأوروبية تعلق على قرار محكمة العدل
علقت رابطة الأندية الأوروبية، التي تمثل نحو 500 نادي كرة قدم احترافي في جميع أنحاء أوروبا، على الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية اليوم، حيث أشارت بوضوح إلى أن الحكم لا يدعم أو يؤيد بأي شكل من أشكال مشروع دوري السوبر الأوروبي. ومنذ رفع القضية القانونية إلى المحكمة قبل عامين، تمكنت الجهات المعنية في أوروبا والعالم من تنفيذ إصلاحات رئيسية للحوكمة في المنظومة الكروية على الصعيدين الأوروبي والعالمي، بما في ذلك وضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قواعد جديدة بشأن الموافقات المسبقة على المنافسات، وتحديداً، الإصلاحات المنجزة بموجب المشروع المشترك ومذكرة التفاهم التي وقعتها رابطة الأندية الأوروبية مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في شهري سبتمبر ومارس من هذا العام. وتؤكد الرابطة أنه لطالما كانت الأندية عنصراً محورياً ومشاركاً في عملية صنع القرار بشأن مشاركتها بالمسابقات. وباختصار، نجح عالم كرة القدم في تجاوز مشروع دوري السوبر الأوروبي منذ عدة سنوات من خلال إجراء الإصلاحات اللازمة، مع عزمه مواصلة هذه الإصلاحات للارتقاء بواقع كرة القدم. ومنذ البداية، تتفق جميع الجهات المعنية في منظومات كرة القدم الأوروبية والعالمية، والتي تشمل الاتحادات الرياضية القارية والمحلية والدوريات والأندية واللاعبين والجمهور، على أن كرة القدم ليست عقداً قانونياً، بل هي التزام اجتماعي، حيث أكدوا على موقفهم الثابت ضد سعي قلة من الأفراد المدفوعين بمصالحهم الشخصية إلى تقويض الأسس والمبادئ الأساسية لكرة القدم الأوروبية. وتؤكد رابطة الأندية الأوروبية مواصلتها العمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، وباقي الجهات المعنية المعترف بها في رياضة كرة القدم، بهدف مواصلة تطوير هذه الرياضة التي ترتكز على مبادئ الجدارة الرياضية والشمولية والمنافسة المفتوحة والتضامن. وتشكل هذه المبادئ جوهر عمل رابطة الأندية الأوروبية وتندرج في صلب عمل النموذج الرياضي الأوروبي، الذي يضمن تحقيق مصالح وازدهار كامل منظومة كرة القدم.
محكمة العدل تقر بصحة إقامة «السوبر ليج»
أقرت محكمة العدل الأوروبية، بصحة إقامة بطولة «السوبر ليج»، وأدانت الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" لإعاقة تنظيم البطولة. وفي أبريل 2021، قدم 12 ناديًا، من الأندية الكبرى في أوروبا، خطتهم الأساسية لإقامة دوري «السوبر ليج» مع عضوية دائمة من أجل المنافسة بها، لكي تحل عوضاً عن بطولة دوري الأبطال التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكن هذه الخطة رُفِضَت سريعاً بعد اعتراضات شديدة من الروابط والاتحادات والجماهير. وتحرك الاتحاد الأوروبي من خلال تحديث فعاليات بطولة دوري أبطال أوروبا، بإقامة البطولة من دوري ضخم يضم 36 فريقاً، والآن لدى منظمي دوري السوبر خطة جديدة، بمشاركة من 60 إلى 80 فريقاً من عدة أقسام. وتبقى أندية ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس حريصة على إقامة دوري السوبر، فيما هدد "يويفا" هذه الفرق ولاعبيها بالاستبعاد من كافة المسابقات، بما في ذلك كأس العالم والبطولة الأوروبية.
المحكة تحسم قضية «الدوري الانشقاقي» اليوم!
ستكون الكرة الأوروبية أمام يوم مصيري الخميس في المواجهة بين الاتحاد القاري للعبة والدوري السوبر الانشقاقي عن دوري الأبطال، وذلك لأن محكمة العدل الأوروبية ستصدر قرارها في الصراع الدائر بين الطرفين اليوم ما هو مؤكد أن الوضع الحالي مختلف عما كان عليه في أبريل 2021 عندما أعلن 12 نادياً من العيار الثقيل إطلاق الدوري السوبر المغلق مع إمكاناته التجارية الهائلة، وذلك تزامناً مع توجه الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق إصلاحات واسعة على مسابقته الكبرى دوري الأبطال. وبعد ذلك، هدد الاتحاد الأوروبي (يويفا) ونظيره الدولي (الفيفا) بفرض عقوبات وسط معارضة صاخبة من الجماهير لهذا المشروع، لا سيما في إنجلترا، ما دفع أندية آرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام إلى الانسحاب منه بعد 48 ساعة فقط على إطلاق المشروع. وبعد عامين على إطلاقه، بقي في الميدان العملاقان الإسبانيان ريال مدريد وبرشلونة بعد انسحاب مساندهما الوحيد يوفنتوس الإيطالي في يوليو، وذلك تحت التهديد بعقوبات طالت رئيسه السابق أندريا أنييلي الذي أوقف من قبل الاتحاد المحلي عن جميع المناصب المرتبطة باللعبة، لدوره المزعوم في قضية «مناورات الأجور». وفي 11 أكتوبر، رأى رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس: «إما أن نتحرّك الآن وإلا فلن تبقى كرة القدم على قيد الحياة»، وذلك في تجديده الدعوة لإنشاء بطولة مغلقة مخصّصة لأفضل الأندية الكروية في أوروبا. وستحكم محكمة العدل الأوروبية في كثير من الأسئلة المقدمة في 2021 من قبل أحد قضاة مدريد، أبرزها: «هل يستغل يويفا موقعه المهيمن» من خلال إخضاع أي بطولة في أوروبا لسلطاته والتهديد بفرض عقوبات على الأندية واللاعبين الذين يتحدونه؟. بالنسبة للمحامي العام في المحكمة أثناسيوس رانتوس، فقد رأى في ديسمبر 2022 أن القواعد التي وضعها يويفا والفيفا «متوافقة مع قانون المنافسة» للاتحاد الأوروبي. لكن ورغم أهمية آرائه واستنتاجاته، فإنها لا تلزم محكمة العدل الأوروبية، وسيكون كل فارق بسيط في الحكم مهماً. ما هو محسوم أن المحكمة ستطبق المعيارين الكلاسيكيين في اجتهادها القضائي، من خلال التحقيق في ما إذا كانت التدابير التي اتخذها «يويفا» لمكافحة المشروع تسعى إلى تحقيق «أهداف مشروعة» و«متناسبة». والمعاهدات الأوروبية تحمي صراحة «النموذج الرياضي» الكروي في القارة العجوز، استناداً إلى نظام الصعود والهبوط وإعادة التوزيع الجزئي للعائدات. ويواصل «يويفا» الذي يتعرض لانتقادات بشكل منتظم بسبب احتكار حفنة من الأندية للموارد المالية والمواهب والألقاب، التذكير بجهوده لفتح مسابقاته، لا سيما مع إطلاق دوري «كونفرنس ليج» منذ موسم 2021-2022، ليكون المسابقة القارية الثالثة لأندية من حيث الأهمية بعد دوري الأبطال و«يوروبا ليج». ويبقى أن يتم تحديد التدابير التي تبدو «متناسبة» لحماية هذا النموذج القائم حالياً: هل تفرض عقوبات مالية على الأندية المتمردة أو بالأحرى الناديين المتبقيين؟ الانتقام من لاعبيهما إلى حد استبعادهم من المسابقات الدولية، كما كان يرغب «الفيفا» و«يويفا» في أبريل 2021.هذا الإجراء الأخير يشكل سلاحاً فتاكاً قد يؤدي إلى حرمان أفضل اللاعبين من خوض كأس العالم وكأس أوروبا، وحتى المحامي العام رانتوس عدّه مفرطاً العام الماضي. من ناحيته، يعتقد المحامي البلجيكي جان-لويس دوبونت، الذي كان يمثل جان مارك بوسمان في 1995 وساعد في تغيير كرة القدم العالمية، أن حكم محكمة العدل الأوروبية فيما يتعلق بدوري السوبر الأوروبي، الذي سيصدر الخميس، من الممكن أن يؤدي إلى ثورة أخرى. وكان حكم بوسمان سمح للاعبين بالانتقال من الأندية بشكل مجاني في حال انتهاء عقودهم. والآن من يدعمون إقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي يتحدون احتكار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لكرة القدم الأوروبية. وأضاف دوبونت: «الأمر لا يتعلق هذه المرة بتنظيم سوق العمل، ولكن يتعلق بظروف أساسية، والتي تنظم البطولات وفقا لها». ويشارك دوبونت مرة أخرى في قضية منفصلة تتعلق بصلاحيات «يويفا»، والتي سيتم إصدار الحكم بشأنها يوم الخميس أيضا. ومن المتوقع صدور الأحكام في وقت مبكر من اليوم ذاته.
الاكثر قراءة |
اليوم | آخر أسبوع |