حَظيَ المنتخبُ المغربيُّ بدعم واحترام الجماهير حتى اللحظة الأخيرة، حيث تواصلت الهتافات طوال مباراته أمام نظيره الفرنسي، في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم. وتأهلَ المنتخبُ الفرنسيُّ إلى النهائي بعدما تغلب على نظيره المغربي بهدفين نظيفين سجلهما ثيو هيرنانديز وراندال كولو مواني في الدقيقتين الخامسة و79. ومن جانبه، حرص المدير الفني وليد الركراكي على تهنئة المنتخب الفرنسي على الفوز على أرض الملعب ثم توجه إلى لاعبيه كل على حدة لمواساتهم وتقديم الشكر على جهودهم وإصرارهم خلال المباراة. ففي الثواني الأخيرة وعقب إطلاق صافرة النهاية، تعالت هتافات الجماهير المغربية والتهليل للاعبين وكأن المنتخب المغربي هو الفائز والمتأهل.

دعا كارلُ هاينز رومينيجه، المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا والرئيس التنفيذي السابق لنادي بايرن ميونيخ الألماني إلى ضرورة التحلي بالتواضع ولكن أيضًا بمزيدٍ من الشغف من أجل إعادة الاتزان لمنتخب (الماكينات) مجددًا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2024) وما بعدها. 

حققَ ديديه ديشامب مُدرب مُنتخب فرنسا، رقمًا مُميزًا، أمس، عقب الفوز على المغرب بهدفين دون رد، في نصف النهائي. ووفقًا لشبكة «أوبتا» للإحصائيات، فإن ديشامب بات رابع مُدرب يقود مُنتخبًا إلى نهائي كأس العالم مرتين مُتتاليتين، بعد فيتوريو بوزو مع إيطاليا (1934 و1938)، وكارلوس بيلاردو مع الأرجنتين (1986 و1990)، وفرانز بيكنباور مع ألمانيا (1986 و1990).

سجّلَ هوجو لوريس حارس مرمى المُنتخب الفرنسي رقْمًا جديدًا كأكثر حراس المرمى مُشاركة في بطولات كأس العالم، برصيد (19) مُباراة، بالتساوي مع الحارس الألماني مانويل نوير، الذي غادر مُنتخب بلاده نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.

تدفقَ مُشجعون على شارع الشانزليزيه في باريس في ظل أجواء وصلت لحد التجمد بعد نهاية المُباراة التي أثارت أعصاب الملايين، وانتهت بفوز فرنسا 2-صفر لتصلَ إلى نهائي البطولة للمرة الثانية على التوالي. وقالت الطالبة كيرين ماسوكا التي كانت تحمل العلم الفرنسي: «فضلنا القدوم مُبكرًا لأنه سيكون هناك حالة فوضى في وقت لاحق. نريد فقط الاحتفال بفوزنا ويمكننا أن نستشعرَ حقًا أنه سيُصبح احتفالًا جنونيًا». وأحاط بالمُشجعين المئات من شاحنات الشرطة التي كانت تؤمّن المنطقة بينما أشعل مُشجعون ألعابًا نارية. وشوهدت حشود من المُشجعين لكلا المُنتخبين وهي تدخل الشارع المُزيّن بزينة عيد الميلاد بعد صفارة النهاية، حيث كانت السلطات تستعد لحضور عشرات الآلاف من الأشخاص رغم أن درجات الحرارة تحوم حول الصفر درجة مئوية.

واصل منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقب كأس العالم لكرة القدم، الذي توج به في النسخة الماضية التي أقيمت بروسيا عام 2018، وضرب المنتخب الفرنسي موعدا في المباراة النهائية يوم الأحد القادم على ملعب (لوسيل) ضد منتخب الأرجنتين، الذي تغلب 3-صفر على كرواتيا، في مباراة الدور قبل النهائي الأخرى.

أنهَى مُنتخبُ فرنسا سلسلةَ عدم الخسارة لمُنتخب المغرب في كأس العالم، بعدما تغلَّب عليه 2-صفر.  وحافظَ مُنتخبُ المغرب على سجله خاليًا من الهزائم في مُبارياته الست السابقة لمواجهة فرنسا، ليصبح أكثر فريق إفريقي تجنبًا للهزيمة في مُباريات مُتتالية بالمونديال، مُحطمًا الرقم القياسي السابق لمُنتخب الكاميرون بعدم خسارته في 5 مُباريات متتالية بكأس العالم. 

«ليلة ميسي» هكذا كانَ الوصفُ الذي اتفقت عليه صحفُ العالم التي رصدت التألقَ الكبيرَ للنجم الأرجنتيني وقيادة مُنتخب بلاده نحو المُباراة النهائية، وتحدثت الصحافة العالمية، عن الدور الكبير الذي قدمه ليونيل ميسي، خلال المُباراة التي تفوقَ فيها الأرجنتيني على نظيره الكرواتي بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد، ليحسمَ بطاقة التأهل إلى نهائي المونديال للمرة السادسة في تاريخه.  وتغزلت الصحفُ الأرجنتينية فيما قدمه الساحر ميسي حيث كتبت صحيفة «لا ناسيون»: «الأرجنتين في نهائي كأس العالم! تألقت مع ميسي الرائع»، وتحدثت عن «الأداء البارع» الذي قدمه ميسي صاحب الهدف الأول من ركلة جزاء (34) والتمريرة الحاسمة للهدف الثالث الذي سجله خوليان ألفاريز في الشوط الثاني (69).

اعتذرَ كيليان مبابي نجمُ المُنتخبِ الفرنسي، لأحد مُشجِّعي الديوك، قبلَ انطلاقِ لقاءِ المغرب، مساءَ أمس، في نصف نهائي المونديال. وخلال عملية الإحماء، أرسلَ مبابي تسديدةً قويةً، وصلت إلى مدرجات جماهير المُنتخب الفرنسي. وتقدَّم مبابي بالاعتذار إلى المُشجع الفرنسي، وأبدى تعاطفَه مع الفرد الذي أُصيب في وجهه بعد تسديدة كيليان.