سجل الألماني هانزي فليك اسمه في سجلات التاريخ، بعدما أصبح المدرب العاشر في تاريخ نادي برشلونة الذي يُتوج بلقب الدوري الإسباني في موسمه الأول مع الفريق، ليُكرر إنجاز عدد من أبرز الأسماء التي مرّت على مقاعد بدلاء النادي الكاتالوني. وتُعيد هذه البداية القوية للأذهان أول لقب دوري في تاريخ برشلونة موسم 1928-1929، الذي بدأه رومى فورنس واختتمه البريطاني جيمس بيلامي، حين قاد الفريق لحسم اللقب أمام أريناس. ومنذ ذلك الحين، نجح تسعة مدربين سابقين في التتويج بلقب الدوري في أول مواسمهم، أبرزهم النجم الأسطوري جوزيب ساميتير (1944-1945)، الذي أصبح أول من يرفع كأس الدوري كلاعب ومدرب، بالإضافة إلى المدرب الأوروجوياني إنريكي فرنانديز، الذي حقق الإنجاز في موسمين متتاليين خلال أربعينيات القرن الماضي.

يستعد برشلونة لتتويج رسمي بلقبه الثامن والعشرين في الدوري الإسباني، عندما يستضيف فياريال مساء الأحد على ملعب "مونتجويك"، ضمن منافسات الجولة السابعة والثلاثين وقبل الأخيرة من الموسم الجاري 2024-2025. وكان الفريق الكاتالوني قد حسم لقب "الليجا" رسميًا عقب فوزه في ديربي كاتالونيا على حساب إسبانيول بنتيجة 2-0، مساء الخميس الماضي، ضمن منافسات الجولة الـ36، ليحسم صدارة الترتيب قبل جولتين من الختام. ووفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن برشلونة يضع نصب عينيه تحديًا خاصًا في آخر جولتين أمام كل من فياريال وأتلتيك بيلباو، يتمثل في بلوغ حاجز الـ100 هدف في الدوري خلال الموسم الحالي، إذ يملك الفريق حاليًا 97 هدفًا بعد مرور 36 مباراة تحت قيادة المدرب هانزي فليك. ويسعى برشلونة للوصول إلى "المئوية التهديفية" للمرة التاسعة في تاريخه بالدوري، بعد أن سجل 100 هدف أو أكثر في 8 مواسم سابقة، جاءت كالتالي: 2016-2017 (116)، و2012-2013 (115)، و2011-2012 (114)، و2015-2016 (112)، و2014-2015 (110)، و2008-2009 (105)، و1996-1997 (102)، و2013-2014 (100). ويتصدر روبرت ليفاندوفسكي قائمة هدافي برشلونة في "الليجا" برصيد 25 هدفا، متأخراً بفارق ثلاثة أهداف عن كيليان مبابي نجم ريال مدريد هداف المسابقة برصيد 28 هدفاً، الذي استغل إصابة البولندي أفضل استغلال ونجح في تجاوزه، وسيلعب الفرنسي في إشبيلية الأحد، ثم يواجه ريال سوسيداد في سانتياجو برنابيو في الجولة الأخيرة.

بعد تتويجه بلقب الدوري الإسباني إلى جانب بطولتي كأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني، يستعد نادي برشلونة لبدء مرحلة التخطيط للموسم المقبل، بقيادة مديره الرياضي ديكو، الذي يعتزم تنفيذ عدة قرارات رئيسية خلال الفترة المقبلة. ومن المنتظر أن يتسلم الفريق الكتالوني كأس الدوري رسميًا الأحد عقب مباراته أمام فياريال، قبل أن تنطلق مباشرةً التحضيرات للموسم الجديد على الصعيد الإداري والفني. وبحسب صحيفة "سبورت" الكاتالونية، فإن ديكو يعمل حاليًا على ملفات هامة، أبرزها تجديد عقود بعض اللاعبين الشباب، مثل مارك برنال، ولامين يامال المتوقع توقيع عقده الجديد في يوليو المقبل بعد بلوغه سن الرشد، بالإضافة إلى إريك جارسيا. وتُعد هذه التجديدات شبه محسومة وستُعلن قريبًا. كما يواصل النادي مفاوضاته مع بعض العناصر الأساسية، من بينهم فرينكي دي يونج، وسط توقعات بحسم مستقبله خلال الأسابيع المقبلة. ويدرس النادي أيضًا تمديد عقد المدافع أندرياس كريستنسن. وفيما يخص حراسة المرمى، لم يتلقَّ النادي ردًا من الحارس البولندي فويتشيك تشيزني على العرض المقدم له، وسط توقعات بأن يكون قراره محوريًا في تشكيل ملامح هذا المركز الموسم المقبل. إلى جانب ذلك، تدرس إدارة برشلونة مستقبل كل من رونالد أراوخو وفيرمين لوبيز. فبينما يُعد أراوخو مرشحًا للرحيل في حال وصول عرض مالي كبير، لا تستبعد الإدارة الاستماع لعروض بشأن فيرمين لتوفير موارد مالية إضافية. أما الجناح الشاب أنسو فاتي، فيبقى اسمه مطروحًا بقوة على طاولة الانتقالات، وسط نية واضحة من النادي لبيعه في حال توفرت فرصة مناسبة.

أكد كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، أن غريمه التقليدي برشلونة استحق التتويج بلقب النسخة الحالية من مسابقة الدوري الإسباني، وذلك قبل المواجهة الختامية للملكي هذا الموسم مع إشبيلية. وتحدث أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة قائلًا: "هذا جزء من كرة القدم، حيث أنه في بعض الأحيان لا تتمكن من الحصول على أفضل ما لدى كل شخص. لقد قدم برشلونة أداءً جيدًا للغاية، وهم يستحقون التهنئة، لأنهم كانوا أكثر ثباتًا في الدوري ولعبوا كرة قدم جميلة للغاية. لقد استحقوا الفوز بالدوري. العام المقبل سيكون قصة مختلفة". ‏وأضاف: "لقد عانينا دائمًا أمام إشبيلية على ملعبه. الهدف هو محاولة إنهاء الموسم بشكل جيد. لقد قدمنا أداءً جيدًا ضد مايوركا وعلينا أن نقدم أداءً جيدًا الأحد أيضًا". وعن نهاية مشواره مع الريال، أوضح المدرب الإيطالي: "أنا استمتع بذلك. أردت أن أستمتع بها بطريقة مختلفة، وأن أقاتل حتى الجولة الأخيرة من الدوري. لم يكن هذا هو الحال، ولكنني أستمتع بها وسوف أستمتع بها حتى اليوم الأخير. ومن ثم، التحضير لتحدي آخر". ‏وتابع أنشيلوتي: "يتم إجراء تقييم لهذا الأمر الآن. كان من الممكن أن نتعلم المزيد من ما حدث، لكن إجراء تقييم للاعبين مثل فالفيردي، وفينيسيوس، ورودريجو وكورتوا اليوم أمر مستحيل. لن أنتقد أبدًا هؤلاء اللاعبين الذين استطاعوا أن يمنحوني الكثير من السعادة على مر السنين".

أكد هانزي فليك، مدرب برشلونة الإسباني، على صعوبة مواجهة نظيره فياريال، المقرر إقامتها مساء الأحد، في ختام منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم. وقال فليك في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة: "نحن سنلعب ضد فياريال وهم فريق رائع، عمل مارسيلينو ملحوظ، لديهم لاعبون رائعون. ستكون مباراة صعبة. سنلعب في ملعبنا للمرة الأخيرة هذا الموسم ونريد الفوز. نريد الاحتفال مع الجميع في ملعبنا. لم نخسر في عام 2025 على أرضنا في الدوري ونريد الحفاظ على هذه النتيجة الجيدة". وأضاف: "الاحتفال مع الجماهير كان عظيما، كان من المدهش رؤية وجوه الناس. آمل أن نتمكن من القيام بذلك مرة أخرى في العام المقبل". وواصل المدرب الألماني: "أكثر شيء أنا فخور به في هذا النادي هي الأجواء، داخل غرفة الملابس مع الجماهير. أردنا خلق جو كهذا من أجل الحصول على أفضل نسخة من الفريق وهذا الأمر كان ناجحًا. ربما الجميع كان متعبًا مؤخرًا، لكن يمكنك رؤية كيف يستمتع اللاعبون، وأنا أقدر هذا الأمر كثيرًا". وأوضح فليك: "سنجري تغييرات، لكنني مازلت لا أعرف ماهي التغييرات، كان الجمعة يوما احتفاليا، خرج العديد من اللاعبين للاحتفال. لكن إن استطاعوا فسيتمكنون من اللعب أيضًا. أريد أن أنهي الموسم كما بدأناه".

يُعد نادي برشلونة الإسباني أحد أكثر الأندية تتويجًا في تاريخ كرة القدم، بعدما نجح في رفع رصيده إلى 107 لقبًا وطنيًا ودوليًا مع تتويجه بلقب الدوري الإسباني الـ28 في عام 2025، وذلك في مسيرة تمتد على مدار 124 عامًا من المنافسة والإنجازات. ويُضاف إلى هذا السجل الذهبي 34 لقبًا محليًا حققها الفريق في بطولات كاتالونية متنوعة. ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، دخل برشلونة حقبة ذهبية على مستوى الدوري الإسباني، حيث تُوج بـ11 لقبًا خلال عقدين فقط في أعوام: (2005، 2006، 2009، 2010، 2011، 2013، 2015، 2016، 2018، 2019، 2023 و2025). على صعيد اللاعبين، يبقى ليونيل ميسي أيقونة برشلونة الخالدة، حيث يتصدر قائمة أكثر اللاعبين تتويجًا بتاريخ النادي بـ35 لقبًا، يليه أندريس إنييستا بـ32 لقبًا.

زفّ رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، خبرًا سارًا لجماهير الفريق بعد تتويج النادي رسميًا بلقب الدوري الإسباني، وذلك عقب الفوز المستحق على الغريم إسبانيول بنتيجة 2-0. الفرحة باللقب لم تكن وحدها ما أسعد جماهير "البلاوجرانا"، إذ كشف لابورتا، في تصريحات نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو، عن توصّل النادي إلى اتفاق مع المدرب الألماني هانزي فليك لتجديد عقده حتى عام 2027، بعد موسم أول ناجح على كافة الأصعدة. وقال لابورتا: "نحن سعداء جدًا بالعمل الذي يقوم به هانزي، لقد نجح في تغيير الأمور وإعادة الروح التنافسية للفريق، تحدثنا بشأن التجديد، وديكو سيُنجز الأمر قريبًا، وسنعلنه رسميًا في القريب العاجل". وأضاف الرئيس مشيدًا بالمدرب الألماني: "أعطيه نسبة كبيرة من نجاح الفريق هذا الموسم، لديه صرامة، انضباط، قوة ذهنية، وحسّ عالٍ بالتعامل… جعل كل اللاعبين يشعرون بأهميتهم، إنه أحد مفاتيح نجاح الموسم، هانزي سعيد هنا ويعيش واحدة من أجمل مراحل مسيرته". ومع تجديد عقد فليك المرتقب، وتواجد جيل شاب مليء بالحماس والإبداع، يبدو أن برشلونة على أعتاب بداية عصر جديد… عصر فليك.

توج فريق برشلونة بلقب الدوري الإسباني للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه، بعد موسم استثنائي تميز بالهجوم القوي والأداء الرائع. واعتمد الفريق الكاتالوني هذا الموسم على هوية هجومية واضحة وممتعة، حيث ظهر الفريق بشكل لا يعرف الاستسلام، سواء في الانتصارات أو الهزائم، محافظًا على روح قتالية عالية ورأس مرفوعة في كل مباراة. وتمكن برشلونة تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك من تسجيل 97 هدفًا في الدوري الإسباني حتى الآن، وهو رقم يعكس قوة وفعالية الهجوم. قاد المدرب فليك الفريق بنظام يعتمد على الكرة كعنصر أساسي، ليس من أجل الاستحواذ فقط، بل كبداية لهجوم منظم ومتنوع. فقد أصبح برشلونة قادرًا على تنفيذ الهجمات من مختلف الاتجاهات، سواء من الركلات الثابتة، أو الهجمات من الأطراف، أو الهجمات السريعة المرتدة، أو حتى البناء التدريجي للعبة. وقد كان لنجوم الفريق دور بارز في هذا النجاح الهجومي، حيث سجل روبرت ليفاندوفسكي 25 هدفًا، بينما قدم الجناح البرازيلي رافينيا أفضل مواسمه مع الفريق بتسجيل 18 هدفًا، كما أضاف لامين يامال 8 أهداف، وهو يعد من المواهب الشابة الواعدة. ولم يقتصر الدعم على خط الهجوم فقط، بل شارك فيران توريس في تسجيل 10 أهداف وصناعة 6، بينما أضاف داني أولمو 9 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة، مما عزز من قوة الفريق الهجومية. بهذا الهجوم المتنوع والقوي، تمكن برشلونة من تحقيق لقب الدوري مبكرًا ليتفوق على غريمه التقليدي، ليؤكد أن التفوق الهجومي كان العامل الأبرز في حصد الليجا لهذا الموسم.

كرّس تتويج برشلونة بلقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025، عقب فوزه على إسبانيول، عقدة متجددة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي رغم مسيرته المليئة بالألقاب، لا يزال يعاني من حصد لقبين متتاليين في البطولات المحلية الكبرى، وعلى رأسها "الليجا". أنشيلوتي، الذي يستعد لمغادرة ريال مدريد هذا الصيف لتولي تدريب منتخب البرازيل، أخفق مرة أخرى في تحقيق لقبين متتاليين في الدوري الإسباني، رغم قيادته "الميرينجي" للفوز بالبطولة في موسمي 2021-2022 و2023-2024. وبين هذين الإنجازين، انتزع برشلونة اللقب في موسم 2022-2023، ليحرمه من هذا الحلم المتكرر. ورغم حصاده لـ31 لقباً رسمياً خلال مسيرة تدريبية تمتد لقرابة 30 عاماً، لا يزال الفوز المستمر بالدوريات المحلية نقطة ضعف واضحة في سجل "كارليتو". إذ لم يتجاوز عدد بطولاته المحلية الستة، حيث توج بالدوري مع كل من ميلان، تشيلسي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونيخ، وريال مدريد مرتين فقط. ولعل المفارقة الأبرز، أن أنشيلوتي الذي صنع مجداً أوروبياً بفوزه بدوري أبطال أوروبا خمس مرات (ثلاث منها مع ريال مدريد)، لم يستطع نسج الإنجاز نفسه على المستوى المحلي، وهو ما تجسد في فشله بتحقيق لقب الدوري الإسباني خلال فترته الأولى مع ريال مدريد (2013-2015)، حين اكتفى بمركز ثالث ثم وصافة أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة على التوالي. وبرغم كل ذلك، يظل أنشيلوتي المدرب الوحيد في التاريخ الذي توج بالدوريات الخمس الكبرى، وهو إنجاز يُحسب له.