كرّس تتويج برشلونة بلقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025، عقب فوزه على إسبانيول، عقدة متجددة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي رغم مسيرته المليئة بالألقاب، لا يزال يعاني من حصد لقبين متتاليين في البطولات المحلية الكبرى، وعلى رأسها "الليجا". أنشيلوتي، الذي يستعد لمغادرة ريال مدريد هذا الصيف لتولي تدريب منتخب البرازيل، أخفق مرة أخرى في تحقيق لقبين متتاليين في الدوري الإسباني، رغم قيادته "الميرينجي" للفوز بالبطولة في موسمي 2021-2022 و2023-2024. وبين هذين الإنجازين، انتزع برشلونة اللقب في موسم 2022-2023، ليحرمه من هذا الحلم المتكرر. ورغم حصاده لـ31 لقباً رسمياً خلال مسيرة تدريبية تمتد لقرابة 30 عاماً، لا يزال الفوز المستمر بالدوريات المحلية نقطة ضعف واضحة في سجل "كارليتو". إذ لم يتجاوز عدد بطولاته المحلية الستة، حيث توج بالدوري مع كل من ميلان، تشيلسي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونيخ، وريال مدريد مرتين فقط. ولعل المفارقة الأبرز، أن أنشيلوتي الذي صنع مجداً أوروبياً بفوزه بدوري أبطال أوروبا خمس مرات (ثلاث منها مع ريال مدريد)، لم يستطع نسج الإنجاز نفسه على المستوى المحلي، وهو ما تجسد في فشله بتحقيق لقب الدوري الإسباني خلال فترته الأولى مع ريال مدريد (2013-2015)، حين اكتفى بمركز ثالث ثم وصافة أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة على التوالي. وبرغم كل ذلك، يظل أنشيلوتي المدرب الوحيد في التاريخ الذي توج بالدوريات الخمس الكبرى، وهو إنجاز يُحسب له.

أنعش ريال مدريد آماله في المنافسة على لقب الدوري الإسباني، بعدما حقق فوزًا مثيرًا في الوقت القاتل على حساب ضيفه ريال مايوركا بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء الأربعاء على ملعب "سانتياجو برنابيو"، ضمن الجولة السادسة والثلاثين من الليجا. وتلقى أصحاب الأرض صدمة مبكرة بعد أن تقدم مايوركا بهدف في الدقيقة العاشرة، عن طريق المدافع مارتن فالجنت الذي استغل تمريرة داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية سكنت شباك تيبو كورتوا. وفي الشوط الثاني، تحرك ريال مدريد بشكل أفضل وفرض سيطرته، ليتمكن النجم الفرنسي كيليان مبابي من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 68، بعد مجهود فردي رائع أنهاه بتسديدة متقنة داخل المرمى. وبينما كانت المباراة تسير نحو التعادل، ظهر البديل الشاب جاكوبو رامون في اللحظات الأخيرة ليسجل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 95، مستغلًا ارتباك دفاع مايوركا داخل المنطقة. بهذا الفوز، رفع ريال مدريد رصيده إلى 78 نقطة في المركز الثاني، مقلصًا الفارق مع برشلونة المتصدر إلى 4 نقاط، ليؤجل حسم اللقب رسميًا ويُبقي على المنافسة مشتعلة حتى الجولات الأخيرة من الموسم.

كثف نادي ريال مدريد مساعيه لحسم صفقة التعاقد مع المدافع الشاب دين هويسين، لاعب بورنموث الإنجليزي، وذلك بعد اجتماع حاسم جرى مطلع الأسبوع الجاري. وبحسب الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو، فإن ريال مدريد بات يملك الأفضلية في سباق ضم اللاعب، مشيرًا إلى أن إدارة النادي الإسباني تواصلت بالفعل مع بورنموث للتفاوض حول آلية سداد الشرط الجزائي في عقد هويسين، والبالغ 50 مليون جنيه إسترليني. وأوضح رومانو، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن العقد بات الآن في يد ريال مدريد، في ظل رغبة اللاعب الصريحة في ارتداء قميص "الميرينجي"، والتي أكدها خلال الاجتماع الأخير مع مسؤولي النادي الإنجليزي. ويعد هويسين، البالغ من العمر 19 عامًا، أحد أبرز المواهب الدفاعية الصاعدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث خاض 34 مباراة مع بورنموث في مختلف المسابقات هذا الموسم، سجل خلالها 3 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة.

كشفت دراسة أعدها مرصد كرة القدم "CIES" أن كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد الفرنسي، هو اللاعب الذي حقق أعلى زيادة في قيمة صفقة انتقاله في آخر سوقين للانتقالات. وانتقل مبابي إلى ريال مدريد مجانًا قادمًا من باريس سان جيرمان، ويُقدّر حاليًا قيمته بـ182.4 مليون يورو بعد موسم أول رائع مع النادي الملكي، حيث سجل 39 هدفًا، 27 منها في الدوري الإسباني "الليجا"، ليعتلي صدارة الهدافين، بالإضافة إلى 5 تمريرات حاسمة، وكان له دور كبير في تصدره بعد تسجيله "هاتريك" في آخر كلاسيكو أمام برشلونة. ويحتل حاليا المركز الثاني في هذه القائمة المدافع الإسباني دين هويسن، الذي زادت قيمته بنحو 68.5 مليون يورو، ليصل إلى 86.7 مليون يورو حاليًا. وبينما تشير بعض الشائعات إلى احتمال انتقاله إلى ريال مدريد في الموسم المقبل، لا تزال هناك تفاصيل غير واضحة. أما في المركز الثالث فيأتي البرازيلي سافيو موريرا "سافينيو"، الذي انتقل إلى مانشستر سيتي قادمًا من تروا الفرنسي، وقد ارتفعت قيمته بمقدار 59.9 مليون يورو ليصل إلى 100 مليون يورو حاليًا. وتكتمل القائمة مع مايكل أوليس (بايرن ميونيخ، 47.8 مليون يورو) ومويس كين (فيورنتينا، 41.7 مليون يورو).

طلب نادي ريال مدريد من نظيره ليفربول السماح له بالتعاقد مع ترينت ألكسندر-أرنولد بشكل مجاني، وذلك ليتمكن من المشاركة في دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية التي ستنطلق في 14 يونيو. النادي الإسباني لم يقدم عرضًا ماليًا، بل اكتفى بالطلب أن ينضم اللاعب إليهم قبل انتهاء عقده في 30 يونيو وذلك حسبما ذكرت صحيفة "تيليجراف" البريطانية. ويخطط ريال مدريد لضم ألكسندر أرنولد بعقد يمتد لخمس سنوات كلاعب حر، لكنه يأمل بأن يتمكن اللاعب من المشاركة في المباريات الأولى ضد الهلال السعودي وباتشوكا المكسيكي وسالزبورج النمساوي. وفي حال لم تتم الموافقة على انتقاله قبل بدء البطولة، قد ينتظر حتى دور الثمانية في 4 يوليو. المصادر الإسبانية كانت قد أشارت إلى عرض مبدئي يتراوح بين 500.000 و850.000 جنيه إسترليني، لكن يبدو أن هذا العرض لم يعد جزءًا من خطة ريال مدريد. ويبقى على ليفربول الموافقة على انتقال اللاعب في الوقت المحدد. في الوقت ذاته، لم يؤكد ألكسندر-أرنولد بعد انتقاله إلى ريال مدريد، وقد تعرض لانتقادات من جماهير ليفربول بعد ظهوره في المباراة الأخيرة ضد أرسنال. ورغم ذلك، أكد المدرب أرني سلوت أنه سيواصل إشراكه في المباريات المتبقية من الموسم.

في تصريحات صريحة ومليئة بالواقعية، تحدّث نجم وسط ريال مدريد توني كروس عن موسم الفريق الصعب، مؤكدًا أن ما مرّ به النادي هذا العام ليس جديدًا، وأنه سبق وأن واجه ظروفًا مشابهة في الماضي. وقال كروس: مررنا بموسم مشابه في عام 2019، هناك فترات تمر فيها الأندية الكبيرة بمواسم صعبة كتلك، لكن إذا تصرفنا بحكمة في فترة الانتقالات الصيفية، فأنا مقتنع بأن ريال مدريد سيعود إلى مكانته الطبيعية التي ينتمي إليها". كروس أشار أيضًا إلى حجم الإرهاق الذي شعر به اللاعبون، موضحًا: "لقد كان موسمًا مرهقًا للغاية، والعديد من اللاعبين اضطروا إلى المشاركة باستمرار تقريبًا دون فترات راحة، خسرنا مباريات لم نكن نخسرها في السابق، وكان لذلك أثر نفسي كبير داخل الفريق". وتحدّث النجم الألماني عن التأثير الكبير للإصابات، خاصة في خط الدفاع، قائلاً: "خسر ريال مدريد تقريبًا كامل خطه الدفاعي. ومن المعروف أن فلسفتنا تعتمد على البناء من الخلف، ولكن في ظل الغيابات، كان من الصعب تنفيذ ذلك. أغلب الفرق باتت تضغط علينا في مناطق متقدمة، وهو ما صعّب الأمور كثيرًا أمام الخصوم الكبار". وفيما يتعلق بمباراة الكلاسيكو، اعترف كروس بشعوره بالقلق رغم البداية القوية، حيث قال: "حتى ونحن متقدمون 2-0، لم أكن واثقًا أن الأمور ستمضي لصالحنا. لم ندخل المباراة بثقة كافية، والمفاجئ أن برشلونة لم يستغل تقدمه لاحقًا. بالنسبة لي، كان ذلك التقدم بمثابة نعمة في موسم مليء بالشكوك". ورغم مرارة الموسم، يظل كروس مؤمنًا بأن ريال مدريد قادر على العودة سريعًا إلى القمة، بشرط اتخاذ قرارات ذكية خلال فترة الانتقالات المقبلة.

يستعد فريق ريال مدريد لخوض مباراة صعبة أمام ريال مايوركا يوم الأربعاء المقبل 14 مايو، على ملعب سانتياجو برنابيو، لكن الفريق يواجه أزمة كبيرة قبل هذه المواجهة بسبب الغيابات المتعددة التي ستؤثر على خيارات المدرب كارلو أنشيلوتي. ومن المؤكد أن المدرب كارلو أنشيلوتي سيحرم من العديد من اللاعبين البارزين، حيث يغيب كل من داني كارفاخال، إيدر ميليتاو، ديفيد ألابا، أنطونيو روديجر، فيرلاند ميندي، وأوريلين تشواميني بسبب الإصابات والعقوبات. هذه الغيابات تمثل ضربة قوية للفريق في ظل أهمية المباراة في المنافسات المحلية. وإلى جانب هؤلاء الغائبين، يعاني فينيسيوس جونيور من التواء في الكاحل بعد الكلاسيكو الأخير ضد برشلونة، مما يضعه في دائرة الشك للمشاركة في المباراة القادمة. كما أن فالفيردي ولوكاس فاسكيز وإبراهيم دياز عانوا من مشاكل بدنية أخرى خلال نفس اللقاء، ومن المتوقع أن يخضعوا لفحوصات طبية لتحديد مدى قدرتهم على اللعب أمام مايوركا. وفي ظل هذه الظروف، قد يفتقد ريال مدريد لما يصل إلى 11 لاعبًا في المواجهة المرتقبة، وهو ما يعني أن تشكيل الفريق في هذه المباراة ستكون مغايرة تمامًا عن المعتاد.

تصدّر الفوز المثير الذي حققه برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 4-3 عناوين الصحف الإسبانية الصادرة صباح الإثنين، وذلك بعد كلاسيكو ناري احتضنه ملعب "لويس كومبانيس الأولمبي" ضمن منافسات الجولة الـ35 من الدوري الإسباني.

بعد الانتصار الكبير في الكلاسيكو بنتيجة 4-3، بات برشلونة قاب قوسين أو أدنى من استعادة لقب الدوري الإسباني الغائب. حسابات التتويج أصبحت واضحة، والسيناريوهات المتاحة أمام الفريق الكاتالوني متعددة، لكن النتيجة واحدة، وهي التتويج باللقب رقم 28 في تاريخ الليجا.