أجواء مشحونة تسبق مواجهة إيطاليا والكيان الصهيوني

تعيش مدينة أوديني الإيطالية حالة توتر غير مسبوقة قبل ساعات من المواجهة المنتظرة بين منتخبي إيطاليا وإسرائيل، ضمن تصفيات كأس العالم 2026، بعدما تحولت المباراة من حدث رياضي إلى مشهد يعكس الانقسام السياسي والشعبي حول مشاركة المنتخب الإسرائيلي في المنافسات الدولية. وتأتي المواجهة في ظل احتجاجات واسعة تشهدها عدة مدن إيطالية، حيث خرجت تظاهرات في روما ومدن أخرى تطالب باستبعاد إسرائيل من التصفيات، على غرار العقوبات التي فُرضت سابقًا على روسيا. ورغم دخول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ مؤخرًا، فإن الشارع الإيطالي ما زال يعيش حالة من الغضب، ما دفع السلطات إلى فرض إجراءات أمنية استثنائية في أوديني، تشمل انتشارًا مكثفًا للشرطة والجيش وإغلاق الطرق المؤدية إلى الملعب الذي صنّف «منطقة حمراء». وتشير التقارير إلى أن عدد المتظاهرين المتوقع قد يتجاوز عدد الجماهير في المدرجات، وسط مخاوف من حدوث مواجهات، فيما طوّقت الشرطة فندق إقامة المنتخب الإسرائيلي بطوق أمني محكم. أما من الناحية الرياضية، فيسعى المنتخب الإيطالي بقيادة جينارو جاتوزو إلى الحفاظ على مركزه في المجموعة التاسعة وتعزيز فرصه في التأهل، بينما يدخل اللاعبون اللقاء وسط ضغوط سياسية ونفسية كبيرة. وأكد جاتوزو في تصريحات مقتضبة احترامه لحق التظاهر السلمي، داعيًا إلى إبقاء كرة القدم وسيلة للتقريب بين الشعوب لا ميدانًا للصراع. ومع اقتراب صافرة البداية، يبقى الاهتمام منصبًا على الأجواء خارج الملعب أكثر مما سيحدث فوق العشب، في مشهد يجسد التداخل المعقّد بين الرياضة والسياسة في واحدة من أكثر مباريات التصفيات حساسية.