كاريراس يحسم الجدل في ريال مدريد

فرض اللاعب الإسباني الشاب ألفارو كاريراس نفسه بقوة في مركز الظهير الأيسر ضمن تشكيلة فريق ريال مدريد بقيادة المدرب تشابي ألونسو، لينهي جدلًا كبيرًا حول هوية اللاعب الأحق بشغل هذا المركز، في ظل استمرار غياب الفرنسي فيرلاند ميندي وعدم مشاركة فران جارسيا في الدوري حتى الآن. وكان ريال مدريد قد حاول ضم كاريراس للمشاركة في كأس العالم للأندية، إلا أن ناديه السابق بنفيكا تمسك بدفع الشرط الجزائي كاملًا، والبالغ 50 مليون يورو، وسط خلافات إدارية داخلية في النادي البرتغالي، مما حال دون مشاركة اللاعب في البطولة. ورغم انتقادات البعض واعتبارهم الصفقة مبالغًا في قيمتها، فإن تشابي ألونسو يرى أن كاريراس يستحق المبلغ المدفوع فيه. خلال كأس العالم للأندية، التي أُقيمت في الولايات المتحدة، اعتمد ألونسو على فران جارسيا في مركز الظهير الأيسر الأساسي نظرًا لإصابة ميندي منذ نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة في 26 أبريل. لعب فران جميع دقائق البطولة، بواقع 540 دقيقة في ست مباريات، ونجح في التأقلم مع مختلف الخطط التكتيكية، حتى عندما اعتمد ألونسو على نظام ثلاثة مدافعين وجناحين متقدمين. ومع عودة اللاعبين من العطلة الصيفية، تغيّر المشهد كليًا، حيث بدأ كاريراس تدريباته في فالديبيباس مع زملائه الجدد، واستطاع سريعًا فرض نفسه في التشكيل الأساسي. وخاض اللاعب جميع الدقائق في أول جولتين من الدوري الإسباني، بواقع 180 دقيقة أمام كل من أوساسونا وأوفييدو، ليصبح واحدًا من خمسة لاعبين في الفريق لعبوا كامل المباريات حتى الآن، إلى جانب كورتوا، هويسن، تشواميني وفالفيردي. ويعتمد تشابي ألونسو على كاريراس بشكل كبير في بناء الهجمات من الخلف، حيث يُعد ثاني أكثر لاعبي الفريق تمريرًا بـ 154 تمريرة بدقة تقترب من 90%. كما يُعتبر ثاني أكثر اللاعبين تمريرًا في الثلث الأخير من الملعب برصيد 24 تمريرة ناجحة. ويتميز اللاعب بشجاعته في التقدم للأمام وقدرته على التعاون مع أجنحة الفريق، حيث أظهر انسجامًا واضحًا مع فينيسيوس جونيور أمام أوساسونا ورودريجو في مواجهة أوفييدو، إضافةً إلى صناعته تمريرتين حاسمتين في المباراة الأخيرة. بهذا الأداء المميز، نجح كاريراس في حسم المنافسة على مركز الظهير الأيسر، مثبتًا أنه صفقة ناجحة ورهان رابح للمستقبل، في وقت يبحث فيه ريال مدريد عن الاستقرار الفني في جميع خطوطه.