المواهب البريطانية تغزو الدوريات الأوروبية

شهدت كرة القدم الأوروبية في السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا في مسيرة اللاعبين البريطانيين، حيث باتت الأندية الأجنبية تسعى بقوة للتعاقد مع أبرز المواهب القادمة من بريطانيا. فبعد أن كان اللاعب يفضل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبح الاتجاه نحو الاحتراف الخارجي أكثر انتشارًا من أي وقت مضى. في السابق، كانت الأندية الإنجليزية وجهة مفضلة للنجوم المحليين. فخلال "الجيل الذهبي" لمنتخب إنجلترا، لم يغادر معظم اللاعبين الدوري المحلي، باستثناء ديفيد بيكهام الذي انتقل إلى ريال مدريد. حتى في كأس العالم 2010، كان جميع لاعبي إنجلترا ينشطون البريميرليج، وهو أمر لم تشاركه فيه سوى منتخبي ألمانيا وإيطاليا. لكن الوضع تغيّر تمامًا خلال الفترة الأخيرة. لاعبون مثل جود بيلينجهام، أحد أغلى اللاعبين في العالم بقيمة سوقية تبلغ 180 مليون يورو، اختاروا خوض تجاربهم الاحترافية خارج بريطانيا منذ وقت مبكر. بيلينجهام تألق مع بوروسيا دورتموند، ثم واصل تألقه مع ريال مدريد، بينما قرر هاري كين، قائد منتخب إنجلترا، الانتقال من توتنهام إلى بايرن ميونيخ في صفقة كبيرة. ولم يتوقف الأمر عند النجمين الكبيرين، إذ انضم جوب بيلينجهام إلى دورتموند قادمًا من سندرلاند، بينما انتقل ترينت ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد في صفقة مجانية استعدادًا لكأس العالم للأندية. تشير الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في إنفاق الأندية الأوروبية على اللاعبين البريطانيين، خاصة منذ موسم 2023-2024، الذي شهد صفقات بارزة، أبرزها انتقال كين (95 مليون يورو) وبيلينجهام (113 مليون يورو)، ليصل إجمالي الإنفاق في ذلك الصيف إلى 289 مليون يورو، وهو رقم غير مسبوق. وفي صيف 2024، ارتفع الإنفاق ليصل إلى 213 مليون يورو، منها 42 مليونًا لضم كونور كالاجر إلى أتلتيكو مدريد، ومثلها لإيفان توني إلى الأهلي السعودي. وقبل انطلاق يوليو 2025، تجاوزت صفقات اللاعبين البريطانيين 80 مليون يورو، ما يؤكد استمرار هذا الاتجاه.