العين يستهدف استعادة الأمجاد الآسيوية
يعود نادي العين أكثر الأندية الإماراتية نجاحا على المستوى القاري، إلى نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه، حيث يواجه يوكوهاما مارينوس الياباني في نهائي نسخة 2023-2024. ومن بين أندية غرب آسيا، لعب فريقان فقط (الهلال والسد) في دوري أبطال آسيا أكثر من العين، والهلال فقط هو الذي شارك في الأدوار الإقصائية من البطولة مرات أكثر من الفريق الإماراتية. وقبل ذهاب الدور النهائي السبت المقبل يسلط الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الضوء على تاريخ نادي العين بالبطولة القارية على مدار العقدين الماضيين. وعندما حل دوري أبطال آسيا مكان بطولة الأندية الآسيوية في عام 2002، تنافست أربعة أندية من غرب آسيا في النسخة الافتتاحية، كان من بينها العين بطل الدوري الإماراتي آنذاك. وقد أثبت العين قدرًا كبيرًا من القوى أمام منافسيه في دور المجموعات، حيث تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة قبل أن يتفوق على داليان شايد في قبل النهائي وعلى تحدي تيرو ساسانا في النهائي ليصبح أول أبطال النظام الجديد من البطولة. وفي النسخة التالية عام 2004 كان ظهور العين مخيبا للآمال، ورغم أنه حصل على بطاقة التأهل المباشر إلى دور الثمانية، فقد خسر في أول اختبار حقيقي سقط بنتيجة 1-5 في مجموع المباراتين أمام جيونبوك هيونداي موتورز، لينتهي الحلم قبل الأوان. وبعد التجربة المريرة في 2004، وعاد العين أكثر قوة في النسخة التالية، إذ بلغ النهائي الثاني له في ثلاث سنوات، وذلك بقيادة لاعبين مخضرمين مثل سبيت خاطر وهلال سعيد، حيث أثبت العين أن نجاحه في موسم 2002-2003 لم يكن من قبيل الصدفة، ولكنه لم ينجح في إتمام المهمة في النهائي، حيث تعادل مع الاتحاد السعودي 1-1 على أرضه قبل أن يخسر مباراة الإياب 2-4 في جدة. وعاد العين ليتأهل إلى الأدوار الإقصائية في نسخة عام 2006، ولكن بعد أن تصدر مجموعته، كان مرشحا من أجل العبور إلى الدور قبل النهائي بعد التعادل 2-2 خارج أرضه في مباراة ذهاب لدور الثمانية أمام القادسية الكويتي، لكنه خسر في مباراة الإياب على أرضه صفر-3 ليودع المنافسة. ووصل "الجيل الذهبي" الذي ضم لاعبين مثل محمد عمر وغريب حارب وسالم جوهر وآخرين إلى نهاية مسيرتهم، تاركين النادي أمام مهمة إعادة بناء ضخمة، حيث ناضل العين محليا، وعانى من الغياب عن لقب الدوري المحلي لسبع سنوات، وهي الفترة الأطول منذ الثمانينيات. وكان غياب العين عن الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا طويلا بنفس القدر، ففي سبع سنوات بين عامي 2007 و2013، خرج العين من دور المجموعات في أربع مناسبات وغاب عن البطولة القارية ثلاث مرات. وفي هذه الفترة، غاب نادي العين عن البطولة القارية عامي 2008 و2009، وهي المرة الوحيد التي فشل فيها العين في المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم لمدة عامين متتاليين. وفي عام 2011، تعرض الفريق لواحدة من أكبر خسائره في المسابقة، حيث خسر أمام ناجويا جرامبوس الياباني صفر-4، بعد أن تحول للمشاركة في المجموعة السادسة إلى جانب أندية شرق آسيا. وجاء الهدف الأول للعين في نسخة عام 2011 عن طريق لاعب خط الوسط الشاب عمر عبدالرحمن، الذي واصل بعد ذلك لعب دور مهم في تاريخ النادي بدوري أبطال آسيا، قبل أن يفشل الفريق في التأهل إلى نسخة عام 2012، وخرج من الدور الأول في نسخة عام 2013 وعاد العين إلى منصات التتويج في الدوري الإماراتي بعد غياب حيث حصد اللقب مرتين متتاليتين في موسمي 2011-2012 و2012-2013، ثم نقل هذه النجاحات إلى الساحة الآسيوية، مع عودة العين أخيرا إلى الأدوار الإقصائية في دوري أبطال آسيا عام 2014 وبعد أن وقع العين في المجموعة الثالثة، إلى جانب الفائز باللقب مرتين من قبل الاتحاد السعودي، ولخويا القطري (الدحيل الآن)، عاد الفريق إلى أفضل مستوياته، مدفوعا بالثلاثي المهاجم عمر عبدالرحمن وشقيقه محمد عبدالرحمن والغاني أسامواه جيان، وقد سجل الثنائي الأخير 10 من أهداف الفريق الـ14 في دور المجموعات، ليحتل صدارة المجموعة برصيد 11 نقطة. وفي مواجهة مواطنه الجزيرة في دور الـ16، فاز العين في المباراتين بنتيجة واحدة 2-1، وسجل جيان ثلاثة من الأهداف الأربعة، وفي دور الثمانية تفوق الفريق الإماراتي على الاتحاد بنتيجة 2-صفر و3-1، ليؤكد عودته إلى واجهة المنافسة القارية، وكان التحدي في قبل النهائي أمام الهلال، حيث خسر الفريق الذي يدربه زلاتكو داليتش بواقع 2-4 في مجموع المباراتين. كان داليتش عازما على العودة بقوة، وقد فعل ذلك بعد عامين، عندما قاد العين إلى النهائي. وحصل عمر عبدالرحمن على جائزة أفضل لاعب في البطولة، بينما سجل المهاجم دوجلاس خمسة أهداف في الطريق إلى النهائي الثالث بمواجهة جيونبوك هيونداي موتورز، ولكن لسوء الحظ بالنسبة للبرازيلي، فإن ضربة الجزاء الضائعة على استاد هزاع بن زايد الذي تم افتتاحه حديثا آنذاك كلفت فريقه الكثير بعدما تعادل العين في مباراة الإياب 1-1، في حين كان خسر ذهابا 1-2 قبل أسبوع في جمهورية كوريا. وكما انتهى عصر خاطر وحارب وزملائهما، مما أفسح المجال لفترة انتقالية، انتهى عهد عبدالرحمن في عام 2018، بعد الوصول إلى الأدوار الإقصائية في خمس سنوات متتالية، وجد العين نفسه يكافح من أجل استعادة هذا المستوى، وبدلا من ذلك أنهى مشاركته في نسخة 2019 في قاع المجموعة، برصيد نقطتين فقط. ولاقي العين نفس المصير في عام 2020، وتلقى خسارتين بنتيجة صفر-4 أمام سباهان والسد. وفي نسخة عام 2021 اضطر العين لخوض الدور التمهيدي بعد حصوله على المركز الرابع المخيب للآمال في الدوري الإماراتي، حيث تعرض للخسارة أمام فولاد الإيراني بنتيجة صفر-4 وأخفق بالتالي في بلوغ دور المجموعات وهو ما تكرر في نسخة عام 2022 حيث لم يحصل على بطاقة التأهل إلى البطولة القارية. لكن هذا الموسم، وجد العين أبطاله الجدد من خلال نجوم مثل سفيان رحيمي وكودجو لابا وبندر الأحبابي، وقد سار الفريق بثقة على طول الطريق إلى النهائي، لينجح في إقصاء العديد من الفرق المرشحة، بما في ذلك النصر السعودي بقيادة كريستيانو رونالدو، والهلال الفائز باللقب أربع مرات من قبل، ليضرب موعدا مع يوكوهاما مارينوس في النهائي. ويطمح النادي الإماراتي في تحقيق الفوز في النهائي ليتوج بلقب النسخة الأخيرة من البطولة بنظامها الحالي، بعدما كان توج بلقب النسخة الأولى.