ميسي في وداع مارادونا
منذ نعومة أظفاره، وبداية تفجر الموهبة، تفتحت عينا ليو ميسي على متابعة تحركات دييغو مارادونا وكيفية السيطرة على الكرة والسحر والعبقرية المتمثلتان في قدمه اليسرى …
لم ينس ابن مدينة روساريو أن العشق لمارادونا سيكبر ويتجذر، وتشاء الصدف بأن يرتدي الليو القميص رقم 10 قميص لم يرتده من قبل إلا الأساطير والنجوم الأفذاذ أمثال بيليه وبوشكاش، وزيكو، وبلاتيني، ومارادونا، وباجيو، وزيدان، وتوتي، ورونالدينيو، وروبين وصولاً إلى ميسي …
وتكتمل الحكاية ويكبر ميسي ويصبح في صفوف نيولز أولد بويز ويحمل ذات الرقم الذي ارتداه الملك مارادونا مع نفس الفريق …
وتستمر الحكاية بين النجمين الكبيرين وهما من ذات الجنسية، وينتقل ميسي إلى برشلونة فيصنع الأمجاد للنادي الكبير بالرقم 10، وحينها بات في صفوف التانغو وحامل الرقم القياسي كهداف تاريخي للمنتخب الأرجنتيني بسبعين هدفاً والقطار المذهب ما زال في قمة العطاء …
رحل مارادونا، وانشغل العالم بانتهاء قصة الساحر والفنان والموسيقي. والكل كان بانتظار كلمات ميسي القليلة بطبعه. وهو ما عرفته عنه شخصياً حينما التقيته رفقه الصحافي الكبير مقبول خلف الذي يجيد اللغة الإسبانية بعد مباراة الأرجنتين ونجوم الدوري القطري مساء الأربعاء 16-11 عام 2005 في ستاد جاسم بن حمد بنادي السد … ميسي انتظر يوم الأحد في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي في مقابلة عاصفة أمام أوساسونا والنتيجة كانت تشير إلى تقدم برشلونة بثلاثية بيضاء، لا أحد كان يتوقع ماذا سيفعل البرغوث، وهو الاسم الذي أطلقه عليه مدربه في المنتخب “مارادونا”. الدقيقة الثالثة والسبعون كانت مفصلية لميسي الذي راوغ كعادته دفاعات الخصم، وتمكن من تسجيل الهدف الرابع والأجمل لبرشلونة. فانتزع قميص برشلونة تاركاً تحته قميص نيولز اولد بويز مع تحية لمعلمه ومثله الأعلى في لقطة معبرة عن مدى الوفاء للراحل الكبير