هل يكسر السودان عقدة الجزائر؟
تقصّ الجزائر والسودان شريط منافسات المجموعة الخامسة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقامة في بالمغرب، عندما يلتقي المنتخبان، الأربعاء، على ملعب الأمير مولاي عبدالله بالعاصمة الرباط، في مباراة يُنتظر أن تحمل الكثير من الندية والإثارة. وتُعد هذه المباراة الأولى بين المنتخبين في تاريخ مشاركاتهما بنهائيات كأس أمم إفريقيا، رغم أنها المواجهة التاسعة بينهما على صعيد جميع المسابقات. ويميل التفوق التاريخي لصالح المنتخب الجزائري، الذي لم يتعرض لأي خسارة أمام السودان في المباريات الرسمية، محققًا أربعة انتصارات وأربعة تعادلات. وشهد عام 2025 مواجهتين مباشرتين بين الطرفين؛ الأولى في شهر أغسطس، عندما تعادل المنتخبان 1-1 في ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين، قبل أن يحسم السودان بطاقة التأهل عبر ركلات الترجيح (4-1). أما اللقاء الثاني فكان في كأس العرب “فيفا” بقطر مطلع ديسمبر، وانتهى بالتعادل السلبي على ملعب الريان. وتملك الجزائر ذكرى إيجابية بارزة أمام السودان، تعود إلى كأس العرب 2021، حين حققت فوزًا عريضًا بنتيجة 4-0 في دور المجموعات، قبل أن تمضي قدمًا نحو التتويج باللقب، في وقت غادر فيه المنتخب السوداني المنافسات مبكرًا. تخوض الجزائر، المتوجة بلقب كأس أمم إفريقيا مرتين، غمار البطولة للمرة الحادية والعشرين في تاريخها، منذ أول ظهور لها عام 1968. وبعد تتويجها القاري على أرضها سنة 1990 ثم في مصر عام 2019، تدخل “محاربو الصحراء” نسخة المغرب بطموح استعادة مكانتهم، عقب فترة شهدت تراجعًا في النتائج. وعانى المنتخب الجزائري من خروجين متتاليين من دور المجموعات في نسختي 2021 و2023، كما يعيش سلسلة من ست مباريات دون فوز في النهائيات (ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم)، إذ يعود آخر انتصار له في البطولة إلى نهائي نسخة 2019 أمام السنغال. ورغم ذلك، اعتادت الجزائر الظهور القوي في المباريات الافتتاحية، حيث لم تخسر في آخر خمس مواجهات افتتاحية لها في كأس أمم إفريقيا (فوزان وثلاثة تعادلات)، بينما يعود آخر سقوط لها في بداية المشوار إلى نسخة 2013 أمام تونس. ويبقى فوزها الكاسح 5-1 على نيجيريا في افتتاح بطولة 1990 أبرز نتائجها في هذا السياق. في المقابل، يسجل المنتخب السوداني عودته إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة منذ نسخة 2021. ويُعد السودان من الدول المؤسسة للمسابقة، إذ شارك في النسخة الأولى عام 1957، كما توج بلقبه القاري الوحيد سنة 1970 عندما استضاف البطولة. غير أن مشاركاته الحديثة لم تكن موفقة، إذ لم يحقق سوى فوز واحد في آخر 16 مباراة خاضها في النهائيات (ستة تعادلات وتسع هزائم)، وكان ذلك الانتصار الوحيد منذ عام 1972 عندما تغلب على بوركينا فاسو في نسخة 2012.