أحمد الكاس: نسعى لصناعة جيل ذهبي جديد

تتجه أنظار عشاق الكرة المصرية إلى مجمع أسباير بالدوحة، حيث يخوض منتخب مصر تحت 17 عامًا مواجهة حاسمة أمام نظيره السويسري في الدور الثاني من كأس العالم، وسط طموحات كبيرة بمواصلة المشوار التاريخي وكتابة فصل جديد في مسيرة الكرة المصرية على مستوى الناشئين. المدرب أحمد عبدالعزيز الكاس أكد أن الهدف الأسمى للفراعنة ليس فقط المنافسة على بطاقة التأهل، بل بناء جيل جديد مختلف من اللاعبين المصريين، قادر على تمثيل الكرة المصرية مستقبلًا على أعلى المستويات. وقال الكاس في تصريحات قبل اللقاء: نحن هنا لنثبت أن مصر قادرة على صناعة أبطال داخل وخارج الملعب. نلعب من أجل الشغف والطموح، وليس فقط من أجل النتائج. ويُدرك الجهاز الفني صعوبة المواجهة المقبلة أمام منتخب سويسرا الذي قدّم أداءً قويًا في الدور الأول، بتصدره مجموعته على حساب منتخبات عريقة مثل المكسيك وساحل العاج. ومع ذلك، يعوّل الكاس على الروح القتالية للفريق المصري الذي نجح في تجاوز الدور الأول رغم الصعوبات، بعدما جمع أربع نقاط من فوز على هايتي (4-1) وتعادل مع فنزويلا (1-1)، قبل خسارته أمام إنجلترا. وأشار المدرب المخضرم إلى أن التأهل لدور الـ32 يُعد إنجازًا بحد ذاته، خاصة وأن هذه المشاركة هي الأولى لمصر في البطولة منذ 28 عامًا، معتبرًا أن الوصول لهذا الدور يعكس العمل الكبير الذي بُذل في تكوين هذا الجيل. وأضاف: ما قدمه اللاعبون من التزام وانضباط يجعلني فخورًا بهم، وأتمنى أن يحصلوا قريبًا على فرصهم في أنديتهم داخل الدوري المصري. ويستمد الفراعنة الصغار دعمًا معنويًا كبيرًا من الجماهير المصرية المقيمة في قطر، التي لم تتوقف عن مؤازرتهم منذ انطلاق البطولة. فقد امتلأت مدرجات أسباير بالأعلام المصرية والهتافات التي منحت اللاعبين دفعة معنوية هائلة في المباريات السابقة. ويرى الكاس أن ما يميز هذا المنتخب هو الإصرار على التعلم من كل تجربة، مؤكدًا أن المواجهة السابقة أمام إنجلترا، رغم الخسارة، منحت الفريق دروسًا تكتيكية ثمينة في كيفية مجاراة المنتخبات الأوروبية الكبرى. وشدّد المدرب على أن مشروع المنتخب لا يقتصر على بطولة واحدة، بل هو خطوة أولى نحو إعادة بناء منظومة الكرة المصرية من القاعدة، قائلًا: هدفنا أن نصنع جيلاً يدرك قيمة القميص الوطني، ويعيش معنى الانتماء والتضحية قبل المهارة. نريد لاعبين يمثلون مصر بعقلية احترافية وشخصية قوية. وتُعد مشاركة مصر الحالية هي الثالثة في تاريخها في كأس العالم تحت 17 عامًا، بعد نسختي 1987 و1997، عندما بلغت ربع النهائي على أرضها في إنجاز لا يزال عالقًا في ذاكرة الجماهير. ويسعى الفراعنة هذا العام إلى تكرار ذلك الإنجاز وربما تجاوزه، في ظل الإمكانيات الفنية الواعدة التي يمتلكها هذا الجيل. وبينما تسعى منتخبات عربية أخرى مثل المغرب وتونس لمواصلة مشوارها في البطولة، يأمل المصريون أن يكون منتخبهم أحد قصص النجاح العربية في مونديال قطر للناشئين، خاصة بعد التطور اللافت الذي شهدته المنتخبات الإفريقية في الفئات العمرية خلال السنوات الأخيرة. ويختتم الكاس حديثه برسالة تفاؤل وثقة قائلاً: نحن نحترم الجميع لكننا لا نخاف أحدًا. سنقاتل من أجل اسم مصر، ونؤمن بأن الطريق نحو المجد يبدأ بخطوة، وقد بدأناها بالفعل في الدوحة.


  أخبار ذات صلة