انتقادات لـFIFA بسبب نظام «الرموز الرقمية» لتذاكر المونديال

تعرّض الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لانتقادات شديدة من جماهير كرة القدم حول العالم بسبب نظام بيع تذاكر كأس العالم 2026 عبر ما يُعرف بـ«الرموز الرقمية» أو «حق الشراء» من منصة FIFA كولكت، حيث اتهم المشجعون FIFA بـ«الإنذار الجائر» نتيجة غياب الشفافية في تحديد أسعار التذاكر حتى اللحظة الأخيرة. اشترى آلاف المشجعين خلال العام الماضي رموزًا رقمية تم إصدارها بالتعاون مع شركة موديكس المختصة بتقنيات العملات المشفرة، تتيح لحامليها شراء تذكرتين بسعر يُحدد لاحقًا، حيث دفع البعض مئات الدولارات لتأمين فرصة شراء التذاكر وتجنب عملية السحب العشوائي أو الاضطرار لشراء التذاكر بأسعار مرتفعة في السوق الثانوية. لكن، مع اقتراب الموعد النهائي لاتخاذ قرار تفعيل «حق الشراء» أو بيع الرموز قبل فقدان قيمتها، لم تعلن FIFA حتى الآن عن الأسعار النهائية، ما أثار حالة من الاستياء والارتباك بين الجماهير، التي رأت أن هذه السياسة تعرّضهم لمخاطر مالية غير محسوبة. وقد أظهرت بيانات متابعة على موقع مستقل تراجع قيمة الرموز في السوق الثانوية بشكل حاد، إذ تراجعت أسعارها بمئات الدولارات عن سعر الشراء الأصلي. ويقول رافائيل باكيرو، أحد منظمي مجموعات المشجعين، إن الجماهير تواجه إحباطًا كبيرًا بسبب إجبارها على دفع مبالغ ضخمة دون معرفة السعر النهائي، مع خيارات صعبة تتمثل إما بدفع المبلغ الكبير أو البيع بخسائر مالية. وعلى الرغم من طلبات توضيح عديدة، لم يصدر عن FIFA أي بيان يشرح أسباب تأخر الإعلان عن الأسعار، بينما أوضح مسؤول في منصة FIFA كولكت أن الأمر لا يعتمد على الفريق التقني للمنصة، بل على إدارة التذاكر في الاتحاد الدولي.  ويأتي هذا في ظل تحقيق سويسري رسمي معFIFA بخصوص جزء آخر من المشروع يتعلق ببيع رموز خاصة بحضور نهائي كأس العالم، والتي اعتبرتها السلطات السويسرية أشبه بيانصيب غير مرخص، ما أدى إلى تقديم شكوى جنائية في أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، أجرت منصة FIFA كولكت تعديلاً على شروط تلك الرموز، بتعهد برد الأموال كاملة في حال عدم تأهل المنتخب المعني إلى النهائي. رغم الانتقادات، أكد القائمون على منصة FIFA كولكت أن 20% من عائدات بيع الرموز ستُخصص لصندوق دعم التعليم المدني للأطفال حول العالم، حيث بلغت المبالغ التي جُمعت حتى الآن نحو 3.1 مليون دولار.  يأتي كل ذلك بينما تقترب انطلاقة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وسط تساؤلات واسعة حول شفافيةFIFA في إدارة مبيعات التذاكر ورضا الجماهير.


  أخبار ذات صلة