سوق المدربين يشتعل خلال التوقف الدولي

يشهد سوق المدربين في كرة القدم الأوروبية والعالمية حركة نشطة مع فترة التوقف الدولي الحالية، التي تُعدّ فرصة مثالية للأندية من أجل إحداث تغييرات فنية واستغلال الوقت للتحضير لمرحلة جديدة. ويبرز في هذه الفترة عدد من المدربين البارزين من دون نادٍ، ينتظرون خوض تجارب جديدة في عالم التدريب. في فرنسا، يعيش نادي موناكو حالة ترقب بعد أن أصبح مدربه أدولف هوتر مهددًا بالإقالة، حيث تبحث الإدارة عن بديل قادر على إعادة التوازن للفريق. وقد طُرحت عدة أسماء مرشحة لتولي المهمة، أبرزها إدين تيرزيتش، المدرب السابق لبوروسيا دورتموند، الذي قاد الفريق الألماني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2024 قبل أن يرحل في الصيف نفسه، وهو الآن يبحث عن تحدٍّ جديد في مسيرته. كما دخل كل من البرتغالي سيرجيو كونسيساو، وتياجو موتا، دائرة اهتمامات موناكو، في ظل خبراتهما الكبيرة في البطولات الأوروبية، إلا أن الأول وقع رسميًا على تدريب نادي الاتحاد السعودي بعد إقالة الفرنسي لوران بلان، الذي قاد الفريق إلى لقب الدوري السعودي الموسم الماضي. أما بلان نفسه، فقد يعود إلى التدريب في فرنسا مع أحد الأندية الباحثة عن مدرب بخبرة كبيرة. في المقابل، لا يزال تياجو موتا يحتفظ بمكانة قوية في الدوري الإيطالي رغم تجربته المعقدة مع يوفنتوس، بعدما كان قريبًا من تدريب أتلانتا أو فيورنتينا الصيف الماضي. وفي سياق متصل، يظهر عدد من الأسماء اللامعة التي تنتظر فرصة جديدة، مثل الإسباني تشافي هيرنانديز، الذي لم يُشرف على أي فريق منذ رحيله عن برشلونة العام الماضي، رغم تلقيه عروضًا من الأهلي السعودي وباير ليفركوزن الألماني. كما يُعد الألماني ماركو روزه، المدرب السابق لفريق لايبزيج، خيارًا مغريًا للعديد من الأندية الأوروبية، إلى جانب الهولندي إريك تين هاج، الذي أُقيل مؤخرًا من باير ليفركوزن بعد خوضه مباراتين فقط مع الفريق. ومن بين المدربين الذين فقدوا مناصبهم مبكرًا هذا الموسم، يأتي البرتغالي برونو لاجي، الذي رحل عن بنفيكا ليخلفه جوزيه مورينيو، وكذلك الإنجليزي جراهام بوتر الذي تم استبداله بنونو إسبيريتو سانتو في تدريب وست هام. ويضم السوق أيضًا عددًا من المدربين السابقين للمنتخبات الوطنية، أبرزهم الإنجليزي جاريث ساوثجيت الذي رحل عن منتخب بلاده بعد خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2024، والألماني يواكيم لوف الذي لم يتولَّ أي فريق منذ مغادرته منتخب ألمانيا عام 2021، والإيطالي لوتشيانو سباليتي الذي أُقيل من تدريب منتخب إيطاليا في يونيو الماضي، والألماني يورجن كلينسمان الذي أنهى مشواره مع كوريا الجنوبية مطلع عام 2024. ويُظهر هذا التنوع في الأسماء والخبرات مدى حيوية سوق التدريب في كرة القدم، حيث تتنافس الأندية على استقطاب مدربين قادرين على إحداث الفارق، فيما ينتظر هؤلاء المدربون الفرصة المناسبة لبدء فصل جديد في مسيرتهم المهنية.