ماهي وجهة أوباميانج المقبلة؟

في مشهد لم يكن متوقعًا قبل أشهر قليلة، يقترب نادي القادسية السعودي من إعلان نهاية رحلته مع النجم الجابوني بيير إيمريك أوباميانج، بعد موسم مثير حافل بالأهداف، ليغادر اللاعب الكبير الساحة السعودية كلاعب حر مع فتح أبواب الانتقالات الصيفية. الانفصال المنتظر، الذي وصفته تقارير صحفية بـ"الودي"، يأتي ضمن خطة استراتيجية يقودها النادي السعودي للتجديد وبناء فريق شاب للمستقبل، في وقت تشير فيه المصادر إلى أن المهاجم البالغ من العمر 36 عامًا لا يزال يحظى باهتمام عدة أندية ترغب في التعاقد معه، في أوروبا وآسيا على حد سواء. الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو أكد عبر حساباته الرسمية أن الاتفاق بين الطرفين بات مسألة وقت، مشيرًا إلى أن القادسية يضع أنظاره على التعاقد مع المهاجم الإيطالي الشاب ماتيو ريتيجي، نجم أتالانتا، في صفقة قد تُعلن قريبًا. رغم أن تجربته في دوري روشن لم تتجاوز موسمًا واحدًا، إلا أن أوباميانج أثبت قيمته الكبيرة في صفوف القادسية، إذ شارك في 36 مباراة في الدوري وكأس الملك، أحرز خلالها 21 هدفًا، وصنع 3 تمريرات حاسمة، وكان حاضرًا في اللحظات الكبيرة والحاسمة، لاعبًا دور القائد داخل وخارج الملعب. قدومه من أولمبيك مارسيليا كان قد أثار الكثير من الضجيج الإعلامي، خاصة بعد موسم خرافي مع الفريق الفرنسي سجّل فيه 30 هدفًا في 51 مباراة، وصنع 11 هدفًا آخر، ما جعله أحد أبرز صفقات الصيف الماضي في الكرة السعودية. لطالما عُرف أوباميانج بسرعته وقدرته على التحول بين مركز المهاجم الصريح والجناح، وبقي يحتفظ بأسلوبه الخاص الذي جعله محبوب الجماهير في دورتموند، وأحد أعمدة أرسنال، ومن ثم ركيزة هجومية مهمة في برشلونة.  ومع القادسية، أظهر أن الزمن لا يقف أمام عزيمته، رغم تقدمه في السن، فواصل التسجيل بثقة، وأثبت أن الحسم لا يرتبط بالعمر بل بالذكاء التهديفي والانضباط. رحيل أوباميانج لا يُغلق فصلًا، بل يفتح بابًا جديدًا في مسيرة مهاجم عرف كيف يتأقلم مع كل أرض لعب فيها. مصادر مقربة تؤكد أن اللاعب لا ينوي الاعتزال بعد، بل ينظر في عدد من العروض، قد يكون أحدها من الخليج أو ربما حتى عودة مفاجئة إلى أحد الدوريات الأوروبية، في ظل رغبته في ختام مسيرته على طريقته الخاصة. أما القادسية، فيبدو عازمًا على إعادة بناء خط هجومه حول دماء جديدة، بعد موسم شهد فيه مزيجًا من اللحظات اللامعة والتحديات الصعبة، ويأمل أن تكون خطوة استقدام ريتيجي بداية لتجديد الهيكل الهجومي بطموح أكبر للموسم المقبل. وفيما يُنتظر الإعلان الرسمي خلال أيام، فإن رحيل أوباميانج عن القادسية لن يمر بصمت، بل سيُذكر كواحد من المحطات التي أثبت فيها "الهدّاف الصامت" أن البصمة لا تُقاس بعدد السنوات، بل بكثافة التأثير.


  أخبار ذات صلة