تحالف مغربي ينتزع صفقة ملعب بنسليمان العملاق

في خطوة وُصفت بالتحول المفصلي في مسار الاستعدادات المغربية لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، نجح التحالف المغربي المكوَّن من شركتي «الأشغال العامة للبناء» بالدار البيضاء و«الشركة العامة للأشغال» بالمغرب، في الظفر بصفقة بناء الحصة الثانية من مشروع الملعب الكبير في بنسليمان، بصفقة تُعد من الأكبر في تاريخ البنى التحتية الرياضية بالمملكة. وجاء الإعلان عن فوز التحالف المغربي عقب ترسية الصفقة بشكل رسمي، بعد إغلاق باب العروض في العاشر من يونيو 2025، حيث خضعت الملفات المتنافسة لدراسة دقيقة على المستويين الفني والمالي، انتهت إلى اختيار العرض المغربي باعتباره الوحيد الذي استوفى كافة الشروط والمعايير المطلوبة. وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة حوالي 3.2 مليار درهم مغربي، أي ما يقارب 320 مليون دولار أميركي، ليُشكل هذا المشروع أحد أكثر الاستثمارات جرأة وطموحاً في القطاع الرياضي، ضمن الخطة الوطنية الواسعة لتعزيز البنية التحتية تأهباً لمونديال 2030، والذي يشارك المغرب في تنظيمه إلى جانب إسبانيا والبرتغال. ويُقام الملعب الجديد على مساحة شاسعة تناهز 100 هكتار في ضواحي بنسليمان شمال الدار البيضاء، وسيكون بمثابة مدينة رياضية متكاملة، لا تقتصر على ملعب يتسع لـ115 ألف متفرج – الأكبر قارياً – بل تشمل أيضاً مرافق رياضية وترفيهية بمواصفات عالمية: مضمار لألعاب القوى بسعة 25 ألف مقعد، قاعات رياضية متعددة التخصصات، مسبح أولمبي مغلق، مركز مؤتمرات، فضلاً عن مرافق فندقية وتجارية وسياحية من الطراز الرفيع. ويُنتظر أن يُشكل هذا المشروع واجهة معمارية حديثة تُمثل روح المغرب الجديد، حيث يلتقي الطموح الرياضي بالبُعد التنموي، في ظل حرص المملكة على تقديم نسخة غير مسبوقة من كأس العالم توازي كبريات التظاهرات الكروية في أوروبا والأمريكتين. ويعزز هذا الإنجاز مكانة الكفاءات الوطنية، إذ يُمثل المشروع ثمرة تعاون بين شركتين مغربيتين رائدتين في قطاع البناء والأشغال الكبرى، سبق لهما الإشراف على مشروعات ضخمة في مجالات الطرق والموانئ والمطارات، ما يؤكد قدرة المغرب على تنفيذ مشروعات ذات طابع عالمي بإمكاناته الذاتية. ومن المرتقب الانتهاء من الأشغال في ديسمبر 2027، ليفسح المجال أمام فترة تجريبية واختبارات لوجيستية شاملة تسبق انطلاق الحدث الكروي العالمي. ويُشكل الملعب جزءاً محورياً من شبكة المنشآت الرياضية التي تراهن عليها المملكة لإنجاح ملفها الثلاثي المشترك، وتشمل ملاعب الدار البيضاء، والرباط، وطنجة، ومراكش، وفاس، وأكادير، وهي المدن التي تُشكل العمود الفقري للمونديال المرتقب. وحرصاً على تكامل المشروع، سيتم تطوير بنية تحتية مرافقة تربط الملعب بشبكة الطرق الوطنية، والمطارات، والقطارات، بما في ذلك خطوط القطار الجهوي السريع و«البراق»، فضلاً عن مواقف سيارات ضخمة تتسع لأكثر من 10 آلاف مركبة، لضمان سلاسة التنقل والولوج. يتجاوز هذا المشروع كونه منشأة رياضية عملاقة، ليُجسد رؤية المغرب في ربط الرياضة بالتنمية المستدامة، وتحويل كأس العالم إلى منصة لإبراز موقع المملكة كمركز إقليمي للسياحة والرياضة والاستثمار. ومع كل حجر يُوضع في بنسليمان، يقترب الحلم المغربي من التحقق بثقة ورؤية استراتيجية تستشرف المستقبل.


  أخبار ذات صلة