محاكمة الطاقم الطبي في وفاة مارادونا

تنطلق في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس المحاكمة المنتظرة لثمانية أفراد من الطاقم الطبي المتهمين بالإهمال في وفاة أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا، وسط تصريحات نارية من عائلته التي تتهمهم بالتستر والتسبب في وفاته بطريقة "مريبة". وقبل أيام قليلة من بدء المحاكمة، فجرت دالما مارادونا، الابنة الكبرى للأسطورة الراحل، مفاجآت جديدة حول الظروف المحيطة بوفاة والدها، مؤكدة أن عائلتها تعيش حالة من القلق والخوف بسبب ما وصفته بـ"المافيا الطبية" التي حاولت إخفاء الحقائق. وقالت دالما في تسجيل مصور نشرته عبر حساباتها الرسمية: "والدتي خائفة، تخبرني باستمرار ألا أتكلم، لكنني لا أستطيع الصمت، نحن بحاجة إلى كشف الحقيقة". وأشارت إلى أن لديها أدلة جديدة تدين الفريق الطبي الذي أشرف على حالة والدها في أيامه الأخيرة. وكان مارادونا قد توفي في 25 نوفمبر 2020 إثر أزمة قلبية، بعد أن خضع لجراحة دقيقة في المخ قبل وفاته بأسبوعين فقط. لكن عائلته تؤكد أنه لم يتلقَ الرعاية الطبية اللازمة بعد خروجه من المستشفى، وهو ما أكده تقرير طبي صدر عام 2021، حيث وصف الفريق الطبي بأنه تعامل مع حالته "بشكل غير لائق ومتهور". تضم قائمة المتهمين في القضية جراح الأعصاب ليوبولدو لوك، والطبيبة النفسية أجوستينا كوساتشوف، إضافة إلى ستة آخرين من بينهم أطباء وممرضون مسؤولون عن متابعة حالة مارادونا الصحية. هؤلاء المتهمون يواجهون عقوبات قد تصل إلى 25 عاماً في السجن بتهمة "نية القتل العمد". من المقرر أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة اليوم في محكمة سان إيسيدرو، حيث سيتم عرض الملف الطبي بالكامل، إلى جانب التسجيلات والوثائق التي قدمتها العائلة كأدلة تثبت وقوع الإهمال والتقصير. وقد توصل تحقيق النيابة العامة في الأرجنتين إلى أن مارادونا كان بإمكانه النجاة لو حصل على رعاية طبية ملائمة، مما أدى إلى توجيه اتهامات جنائية للفريق الطبي المسؤول عن حالته. تشكل هذه القضية واحدة من أبرز القضايا القانونية في الوسط الرياضي، حيث قد تترتب عليها تغييرات جوهرية في أساليب الرعاية الطبية المقدمة للنجوم والمشاهير. وتأتي المحاكمة في وقت حساس وسط تزايد الجدل حول الأخطاء الطبية التي أودت بحياة رياضيين في ظروف مشابهة، مما يجعلها محطة حاسمة في تحديد مسؤوليات الطواقم الطبية ومدى التزامها بمعايير العلاج اللازمة.