هاجي الصغير يعيد ذكريات والده
تحسن سجل رومانيا المتواضع في بطولة أوروبا لكرة القدم عندما تعادلت 1-1 مع سلوفاكيا، ليتأهل الفريقان إلى دور الـ16، وتصدرت مجموعتها بعدما حققت ثاني انتصار لها فقط في تاريخ مشاركاتها في المسابقة. وتبدو قراءة تاريخ رومانيا الحديث في البطولات الكبرى محبطة، إذ لم تبلغ كأس العالم منذ 1998. وآخر فوز لها في بطولة أوروبا، والوحيد قبل النسخة الحالية، كان في عام 2000 وكانت تلك حينها المرة الوحيدة التي تجاوزت فيها دور المجموعات. وكانت حسابات التأهل عن المجموعة الخامسة معقدة إذ تساوت كل فرقها قبل بداية الجولة الأخيرة برصيد ثلاث نقاط، وتصدرت رومانيا بفارق الأهداف المسجلة بفضل فوزها 3-صفر على أوكرانيا. وكان ذلك الانتصار الثاني لها في بطولة أوروبا من 19 مباراة مقابل 11 هزيمة، ورغم خسارتها 2-صفر أمام بلجيكا في المباراة الثانية بألمانيا، إلا أن الفريق كان سيتأهل إذا لم يخسر أمام سلوفاكيا بشرط عدم فوز بلجيكا. وفي فرانكفورت، ورغم الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية، احتفل مشجعو الفريقين بصخب بعد صفارة النهاية. وكان الفريقان يعرفان أن التعادل يكفيهما من أجل التأهل، لكن لم تتراجع رومانيا أو سلوفاكيا وضغطا بقوة من أجل تحقيق الفوز. وافتتحت سلوفاكيا التسجيل عن طريق أوندري دودا لكن رومانيا تمكنت من تسجيل هدف التعادل عندما سدد رازفان مارين ركلة جزاء بنجاح بعد خطأ لصالح زميله إيانيس هاجي. وهو الاسم الذي يعيد ذكريات فترة رومانيا الذهبية في التسعينات. وإيانيس هو نجل جورجي هاجي الذي أطلقت عليه الجماهير "مارادونا رومانيا"، والذي كان صانع ألعاب رومانيا عندما تأهلت من دور المجموعات في ثلاث بطولات لكأس العالم على التوالي بين عامي 1990 و1998. وكان هاجي الكبير يخطط للاعتزال بعد كأس العالم 1998، لكنه عاد للمشاركة في بطولة أوروبا 2000، وكانت تلك المرة الوحيدة التي صعدت فيها رومانيا إلى مرحلة خروج المغلوب في البطولة القارية وحققت فيها انتصارها الوحيد عندما فازت 3-2 على إنجلترا. وعانت جماهير رومانيا منذ ذلك الحين، وشاهدت فريقها يفشل مرة تلو الأخرى في التأهل إلى كأس العالم، وانتهت مشاركاته النادرة في بطولة أوروبا مبكرا. وتصدرت رومانيا مجموعتها في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2024، لكنها لم تحقق أي انتصار في أربع مباريات ودية قبل المسابقة، وكان هناك تخوف من أن يعيد التاريخ نفسه في البطولة. وبدلا من ذلك، صنع الفريق التاريخ، وتأمل كل من رومانيا وسلوفاكيا في العودة إلى الأيام التي كانتا تتنافسان فيها كأنداد مع المنتخبات الكبرى على المستوى الدولي. وفازت تشيكوسلوفاكيا ببطولة أوروبا 1976، وحصلت على المركز الثالث مرتين، لكن منذ استقلال سلوفاكيا في عام 1994، وصلت إلى كأس العالم مرة واحدة وكان عليها الانتظار حتى عام 2016 لتتأهل إلى بطولة أوروبا. وتبدو مشاركة سلوفاكيا الثالثة على التوالي في بطولة أوروبا واعدة للغاية، بعدما أظهر الفريق قوته في الفوز على بلجيكا، وبالتأكيد يشعر الفريق الآن أنه إلى جانب رومانيا لديهما الكثير ليقدماه في البطولة.