مواجهات نارية لعرب آسيا في التصفيات المشتركة!

يتطلع المنتخب السعودي إلى مواصلة انطلاقته المثالية في المرحلة الثانية من تصفيات آسيا المشتركة والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وذلك عندما يستضيف نظيره منتخب طاجيكستان مساء الخميس على ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض ضمن منافسات الجولة الثالثة. يدخل الأخضر السعودي المباراة وهو في صدارة المجموعة السابعة بالعلامة الكاملة 6 نقاط وسط منافسة شرسة من وصيفه المنتخب الطاجيكي الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد أربع نقاط، ويبحث عن مزاحمة الأخضر على صدارة الترتيب. تأتي مواجهة الأخضر السعودي مع نظيره الطاجيكي حاسمة في سباق البحث عن بطاقة التأهل بصدارة المجموعة؛ إذ يعني الانتصار في مواجهتي الذهاب والإياب التي ستقام الأسبوع المقبل حسم الصدارة والعبور نحو المرحلة الثالثة المؤهلة إلى المونديال.ووفقاً لنظام التصفيات الحالية يتأهل المتصدر ووصيفه إلى الدور الثالث من التصفيات المؤهلة للمونديال، بالإضافة إلى بلوغ نهائيات كأس آسيا 2027 بصورة مباشرة. يبحث الإيطالي روبرتو مانشيني عن استمرار البداية المميزة في التصفيات بعيداً عن نتائج الأخضر في نهائيات كأس آسيا 2023 التي أقيمت في قطر واختتمت فبراير الماضي، ومعها ودّع المنتخب البطولة في دور الـ16 بعد خسارته أمام كوريا الجنوبية عن طريق ركلات الترجيح. انتعش المنتخب السعودي بعودة محمد العويس حارس المرمى الأساسي الذي سجل غياباً طويلاً عن صفوف الأخضر ولم يشارك في البطولة القارية الأخيرة عقب تعرضه لإصابة في نوفمبر الماضي أبعدته عن الملاعب وخضع لعملية جراحية وعاد في مارس الحالي.ستمثل عودة العويس نقطة قوة للأخضر الذي عاني عدم الاستقرار في حراسة المرمى بعد قضية نواف العقيدي الأخيرة واستبعاده من معسكر المنتخب وهو الحارس البديل والثاني بعد العويس، إلا أن غيابه ساهم بحضور أحمد الكسار في مباريات الأخضر بالبطولة القارية قبل أن يشارك راغد النجار في مباراة واحدة.  لم تبدُ الكثير من التغيرات في قائمة الإيطالي مانشيني مقارنة بقائمة الأخضر في البطولة الآسيوية الأخيرة، إلا أن الأبرز كانت هي عودة محمد العويس وكذلك ياسر الشهراني الذي غاب في فترة سابقة بداعي الإصابة. تميز المنتخب السعودي في المواجهتين السابقتين أمام الأردن وباكستان بخروجه بشباك نظيفة وعدم استقبال مرماه أي هدف، وهو أمر بات ملحوظاً للأخضر بعد حضور الإيطالي مانشيني الذي يركز على التماسك الدفاعي وصعوبة الوصول إلى منطقة جزاء الأخضر. سيكون تجاوز تصفيات المرحلة الثانية أمراً شبه محسوم للأخضر، إلا أن الرهان الأبرز هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 بنتائج قوية بعد رفع أعداد المتأهلين من القارة الآسيوية إلى المونديال. وعاد المنتخب السعودي إلى علاقته المثالية مع المونديال وتأهله عن القارة الآسيوية منذ 2018 مروراً بمونديال 2022 وهي المرة السادسة له في تاريخه، بعد أربع مرات تأهل متتابعة كانت في 1994 و1998 ثم 2002 وأخيراً 2006 قبل غيابه عن نسختي 2010 و2014 ثم عودته مجدداً للواجهة العالمية. يحتاج مانشيني المدرب السابق لمنتخب إيطاليا إلى مزيد من الوقت حتى يتعرف أكثر على لاعبيه ومستوياتهم، بعد حضوره في فترة قصيرة سبقت البطولة القارية، إلا أن المدرب رغم ذلك قام بتغيير العديد من الأسماء وراهن كثيراً على وجود العنصر الشاب في قائمته. تتجه الأنظار حيال سالم الدوسري النجم الذي لم يظهر بمستويات مثالية في البطولة القارية، إلا أن اللاعب المتوج بأفضل لاعب في القارة يعول عليه المنتخب كثيراً في حسم المباريات وصناعة الفارق لما يملكه من إمكانيات فنية عالية وقدرة على الحلول الفردية بصناعة الأهداف أو تسجيلها. أما منتخب طاجيكستان الذي كان حصاناً أسود في نهائيات كأس آسيا بنسختها الأخيرة ونجح في بلوغ دور ربع النهائي رغم أنها مشاركته الأولى في تاريخ نهائيات كأس آسيا.  يدخل المنتخب الطاجيكي اللقاء بعدما ودّع مدربه الكرواتي سيغارت الذي انتهى عقده مع الاتحاد الطاجيكي بعد نهاية البطولة الآسيوية ولم يجدد عقده، حيث يتولى حالياً الجورجي جيلا شيكلادزي، حيث يعدّ تحدياً كبيراً للمدرب الجديد في مواصلة النهج الفني الذي ظهر عليه المنتخب الطاجيكي تحت قيادة مدربه السابق سيغارت.  يملك منتخب طاجيكستان أربع نقاط بعد تعادله أمام منتخب الأردن بهدف لمثله في مباراة مثيرة حضرت أهدافها في لحظاتها الأخيرة، قبل أن يمطر المنتخب الطاجيكي نظيره الباكستاني بسداسية مقابل هدف وحيد، حيث يعدّ الأعلى تهديفاً في المجموعة السابعة. وإسلام آباد، وبعد إنجازه الرائع بحلوله وصيفاً لكأس آسيا في كرة القدم، يبحث منتخب الأردن عن تصحيح بدايته المتذبذبة في المرحلة الثالثة من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027، عندما يحل ضيفاً ثقيلاً على باكستان الخميس. يتواجه المنتخبان للمرة الأولى قبل نزال ثانٍ بعد خمسة أيام في عمّان، في حين يحتل «النشامى» مركزاً ثالثاً مخيباً في المجموعة السابعة بنقطة واحدة، من خسارة على أرضه أمام السعودية 0 - 2 وتعادل على أرض طاجيكستان 1-1. وحقق الأردن بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة أفضل نتيجة بتاريخه في كأس آسيا عندما حلّ وصيفاً لقطر المضيفة مطلع السنة، لكنه لم يتأهل بتاريخه إلى كأس العالم وكان أقرب مشوار له في تصفيات 2014، عندما خسر ملحقاً عالمياً أمام الأوروجواي. عموتة الذي قال في فبراير الماضي إنه سيترك الأردن «بعد 3 أو 4 أشهر بسبب ظروف عائلية صعبة»، شدّد لوكالة الصحافة الفرنسية أن مباراتي باكستان تختلفان عن كأس آسيا «يجب الارتكاز إلى الثقة التي اكتسبناها. القيمة التي وصلنا إليها يجب أن تصنع الفارق شرط أن نصنع فرص النجاح». وعن مستقبله مع النشامى، قال: «أنا اليوم موجود ومسؤول عن الجهاز الفني، ولكن لدي ظروفاً شخصية لا أريد التحدث عنها.. ممكن أن تسمح لي بالاستمرار أو نقيض ذلك». من جانبه، قال المدافع سالم العجالين: «نحن على أتم الاستعداد لحصد ست نقاط.. طموحاتنا أصبحت كبيرة وندعو جماهيرنا للحضور في مباراة الإياب ومساندة المنتخب في الملعب لتكون ليلة رمضانية رائعة». ويعوّل الأردن على أمثال المهاجمين يزن النعيمات (الأهلي القطري) وموسى التعمري (مونبلييه الفرنسي). ويتفوق منتخب الأردن في المواجهات السابقة التي بدأت عام 1988؛ إذ فاز 8 مرات على المنتخب المصنف 195 عالمياً. وتقام المباراة في فترة الظهيرة وخلال ساعات الصوم، لعدم وجود الأضواء الكاشفة التي تلبي المعايير الدولية في ملعب جيناه سبورت في إسلام آباد الذي يتسع لنحو 49 ألف متفرج. وبعد احتفاظها بلقب كأس آسيا، تواجه قطر الكويت مرتين الخميس والثلاثاء في المجموعة لأولى، بغياب قائدها حسن الهيدوس الذي أعلن اعتزاله دولياً، وذلك بعد اكتساحها أفغانستان 8-1 وتخطيها الهند 3-0، في حين فازت الكويت على أفغانستان برباعية وخسرت أمام الهند 0-1. وفي المجموعة الثامنة، تبحث الإمارات أيضاً عن فوز ثالث عندما تستضيف اليمن في أبوظبي، في حين تحل وصيفتها البحرين على نيبال متذيلة الترتيب مرتين في المنامة. في المجموعة السادسة وعلى وقع تغييرات جدلية طالت قائمته، يمتلك العراق فرصة مواتية لتحقيق فوز ثالث عندما يستقبل الفلبين على استاد البصرة، وذلك بعد تخطيه إندونيسيا 5-1 وفيتنام 1-0. وبعد بلوغه ثمن نهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، يبحث منتخب فلسطين عن فوز أول بعد تعادله مع لبنان سلباً وخسارته أمام أستراليا بهدف، عندما يتواجه مرتين مع بنغلادش في الكويت ودكا في المجموعة التاسعة. في المقابل، يغيب عن لبنان الذي تعادل مرتين ويخوض مواجهتي أستراليا خارج قواعده في سيدني وكانبيرا توالياً بسبب عدم وجود أي ملعب في لبنان يتطابق مع معايير الاتحادين الآسيوي والدولي، المدافع قاسم زين لإيقافه، الشقيقان جورج وفيليكس ملكي، والظهير حسين زين وجهاد أيوب للإصابة، كما حسن سعد (سوني) غير المرتبط بأي نادٍ. وتبحث سوريا عن فوز عريض على ميانمار في المجموعة الثانية، بعد تغلبها على كوريا الشمالية وخسارة ساحقة أمام اليابان 0-5.


  أخبار ذات صلة