ماذا قال كيروش مدرب قطر في عيد ميلاده؟
بمناسبة حلول الذكرى السبعين لميلاد المدير الفني لمنتخب قطر قطر الأول البرتغالي كارلوس كيروش، أجرى الموقع الإلكتروني للاتحاد القطري لكرة القدم حواراً خاصاً مع المدرب البرتغالي سلط الضوء خلاله على كثير من النقاط الشخصية والعملية في أول تصريحات للإعلام القطري بعد توليه مهمة قيادة العنابي، الكثير من التفاصيل عبر السطور التالية..
1- تحتفل اليوم بعيد ميلادك السبعين وفي نفس الوقت بمرور 40 عاماً من العمل كمدرب وهذا أيضًا عيد ميلاد آخر يتم الاحتفال به كيف ترى هذه الرمزية ؟.
تظل نفس القيمة الرمزية كما هو الحال دائمًا، وهذا هو الشغف بلعبة كرة القدم التي – على ما أعتقد – لا تزال هي الشعلة التي تحترق، وهي مصدر تحفيزي الذي يحثني على الاستيقاظ كل يوم بحثًا عن التحسين.
فأنا أتحسن دائمًا لأكون قادراً على الاستمرار في تقديم مساهمتي في تطوير اللاعبين وبناء الفرق للمنافسة. وفي النهاية، بالطبع، الاستمتاع بتلك النتيجة الفريدة التي تجلبها لنا كرة القدم: سواءً التعلم أو… الفوز! فكلاهما ومنذ اليوم الأول أشعر معهما بنفس الرغبة والمثابرة في العمل والرغبة في تقديم شيءٍ جديد دوماً .
2- التحدي الآن هو منتخب قطر..!
إن تدريب المنتخب القطري فخر ومسؤولية. وأود أن أعرب عن امتناني لثقتهم بي. وفي الوقت نفسه، يُعدٌ هذا التحدي أيضًا إشادة بالامتنان لكل ما قدمته لي كرة القدم خلال هذه السنوات الأربعين ،وهنا أشير إلى التجارب الإنسانية والاجتماعية والثقافية الفريدة التي عايشتها ومررتُ من خلالها. أستطيع أن أقول، بفضل كرة القدم، أنا الآن شخص عاش الحياة واختبر العالم بشكل كبير.
3 – كيف ترى مدى تطور علم تدريب كرة القدم من اللحظة التي نحن فيها وما هو المستقبل الذي ينتظرنا ؟!
شهدت بدايات التدريب مع لعبة كرة القدم بعضاً من «الهمجية»الغريبة والمضحكة،والتي عانت منها عملية التدريب بمرور الوقت وأطلق عليها ما يُسمي بـ(خطايا التقدم).
أدى تطور التدريب إلى عودة اللعبة إلى محتوى ومنهجية التدريب. بعد تعزيز المفاهيم والأساليب، والأساسيات الفنية والتكتيكية والبدنية والعقلية للاعب لتتوافق مع كرة القدم المعاصرة. وأعتقد أن التحدي الكبير اليوم هو “الدماغ” (الرأس) وكل ما يتعلق بتدريب اللاعب على صنع القرار، من مستوى الشباب إلى المنافسة العالية الاحترافية.
حيث تفتح الاكتشافات الجديدة للعلوم في “دراسة الدماغ” مسارات جديدة في عالم التدريب وبالتالي أثرها في اللعبة والمنافسة.وعلى سبيل المثال، جميع الإمكانات المبتكرة للتدريب الافتراضي.
4– أين تتطور كرة القدم عالية المستوى ؟
لست متأكدًا مما إذا كان لا يزال بإمكاننا التحدث عن نفس مباراة كرة القدم. أنظر إلى كرة القدم المعاصرة وأحيانًا، لا أعرف حقًا ما الذي نتحدث عنه!
نعم، لا تزال هذه اللعبة تحتوي على آثار أخلاقيات كرة القدم الأصلية، ورومانسيتها، لكنني اليوم أفضل أن أسميها لعبة «البيزنس فهو الفائز والمنتصر في النهاية، في الأصل من المفترض أن تُنشئ المسابقات أولاً ثم تُنسِبُ المكاسب المالية والمزايا إلى الأبطال. اليوم يتم إنشاء المكاسب المالية وحسابها، ثم ننشئ المسابقات.
هذا هو السبب في أن مسابقات المنتخبات الوطنية والأندية الدولية معرضة لخطر جسيم. في البداية، كنا ندرب الأبطال الساذجين والرومانسيين ثم بدأنا في مناداتهم بالمحترفين.
في وقت لاحق بدأنا في تدريب أصحاب الملايين. اليوم نقوم بتدريب الشركات الحقيقية والأعمال التجارية الحقيقية وأحيانًا ذات المصالح المعادية في نفس الفريق.في الوقت نفسه، تراجع المدرب في قيمته وأهميته وأحيانًا بسبب خطأه، وفي أغلب الأحيان يكون المدرب هو السبب .
لقد فقدنا مساحة مهمة ومنطقة تدخل لما يسمى بـ“وكلاء كرة القدم ووسائل الإعلام بشكل عام” الذين يفرضون أنفسهم في وضع مريح بشكل عكسي: وكلاء من الغريب أنهم لا يخسرون المباريات أبدًا، لكنهم لم يفوزوا بأي منها..! ومع ذلك، فإن الأمر متروك دائمًا للمدربين، نظراً لمسؤوليتهم ومطالبهم بضرورة وأهيمة رعاية نشأة اللعبة وحقيقتها الوحيدة المقبولة هي: النقاط الثلاث ، وهذا هو السبب في أن الأمر متروك لهم للعمل على التقدم والدفاع والترويج في نفس الوقت. لهذا المفهوم السامي للانتصار كفريق، وفي نفس الوقت ضمان الأخلاقيات الأساسية للعبة.
5 – ما هي الذكريات التي تريد تسليط الضوء عليها من حياتك المهنية ومن هو المرجع بالنسبة لك ؟
في ذكرياتي، لحسن الحظ، عشت لحظات فريدة مع أولئك الذين كانوا «عائلة كرة القدم» بالنسبة لي.. لذلك أرغب في تسليط الضوء على المديرين وطاقم التدريب الخاص بي وخاصة اللاعبين، الذين أدين لهم بالكثير مما أنا عليه اليوم والذين أشعر بالامتنان لهم إلى الأبد.
أعتقد أن هناك ثلاث لحظات تميز حياتي المهنية: كأس العالم 1966 وكل تأثيرها على فترة شبابي، ويرجع ذلك أساسًا إلى مثال ومساهمة الموزمبيقيين في المنتخب البرتغالي.
كأس العالم 1982، حيث أتيحت لي الفرصة للمساهمة بعملي المتواضع في “تيلي سانتانا” و”موراسي”، واتخذت خطواتي الأولى في استكشاف وتحليل خصوم ذلك الفريق البرازيلي الرائع ثم الفوز بكأس العالم تحت 20 سنة مع البرتغال.
فهذه اللحظات الثلاث هي التي رسمت ملفي الشخصي وحددت مهنتي. لكن قبل كل شيء، يظل أهم مرجع في حياتي هو والدي، الذي كان أيضًا لاعب كرة قدم ومدربًا.
ونظرًا لعدم تمكني من أن أكون لاعباً أفضل منه، ظللتُ أحاول أن أصبح مدربًا أفضل.. لكنني لم أحصل على هذا أو ذاك..! فأنا مدين له بكل شيء وله أهدي كل شيء.