غدًا.. انطلاق نصف نهائي كأس قطر
يشهد الدور نصف النهائي للنسخة الثامنة من كأس قطر لكرة القدم 2023 والمقرر الخميس على استاد جاسم بن حمد، تنافسا شرسا أملا في بلوغ المباراة النهائية. وتنص تعليمات البطولة التي انطلقت في موسم 1994-1995 تحت مسمى كأس ولي العهد قبل أن تشهد مسماها الحالي كأس قطر منذ موسم 2013 - 2014، على أن يلتقي بطل النسخة الماضية من الدوري القطري لكرة القدم دوري نجوم QNB (السد) مع صاحب المركز الرابع (العربي) في نصف النهائي الأول، فيما يتواجه وصيف بطل الدوري (الدحيل)، مع صاحب المركز الثالث (الوكرة) في نصف النهائي الثاني، على أن يبلغ الفائزان النهائي المقرر يوم السادس من شهر إبريل المقبل. وسيطرت ثلاثة أندية فقط على ألقاب البطولة السبعة الماضية بمسماها الجديد، حيث ظفر الجيش بالكأس نسخة 2013-2014 ثم فاز الدحيل باللقب 2014-2015، قبل أن يعود الجيش ليحقق الكأس الثانية 2015-2016، ثم ظهر السد في المنافسة وظفر باللقب 2016-2017، قبل أن يعود الدحيل ليحقق اللقب الثاني والأخير 2017-2018 ثم هيمن السد على النسختين الأخيرتين 2019-2020 و2020-2021 علما بأن نسخة موسم 2021-2022 لم تقم. وسيكون السباق مباشرا بين بطل الدوري ووصيفه على مستوى سجل المتوجين، ففي الوقت الذي سيبحث فيه السد عن إضافة لقب رابع من خلال تحقيق الكأس للمرة الثالثة تواليا، فإن الدحيل يأمل معادلة رقم السد بالظفر بالكأس الثالثة، بيد أن مهمة القطبين لن تكون سهلة قياسا بالمعطيات الجديدة التي يفرضها العربي والوكرة اللذان يقدمان مستويات طيبة، ويبحثان عن تتويج أول في الظهور الأول لكليهما في البطولة بمسماها الجديد. وتبدو الفوارق الفنية بين الفرق خلال الفترة الحالية في أضيق الحدود، ما يؤكد أن المواجهتين ستعرفان التكافؤ الكبير، وبالتالي فإن النتائج ستحسم بجزئيات صغيرة، دون القدرة على التكهن بهوية الفائز. وسيكون ديربي السد والعربي نسخة مكررة لذاك الذي جمع الفريقين في الجولة الحادية عشرة من منافسات النسخة الحالية من الدوري وانتهى لصالح السد بهدفين دون رد، بيد أن المضمون ربما يكون مغايرا، على اعتبار أن العربي تدارك ذاك التعثر وظهر بصورة فنية راقية في ديربي آخر أمام الريان في الجولة الماضية الثالثة عشرة، وانتصر بثلاثية نظيفة أبقته طرفا فاعلا في المنافسة على اللقب أولا، محتفظا بمركزه الثاني على سلم الترتيب برصيد 25 نقطة، كما أن الفوز أعاد الكثير من الثقة للمدرب يونس علي وللاعبين، إذ تأتي مواجهة السد الجديدة بعد أيام فقط من نشوة ذاك الانتصار الذي عرف تألقا لافتا للمهاجم السوري عمر السومة صاحب أهداف فريقه الثلاثة "هاتريك" الى جانب كل من التونسي يوسف المساكني والبرازيلي رافينيا ألكنتارا. ولم يكن العربي سيئا إبان الخسارة الماضية أمام السد، لكنه دفع ثمن إهدار سيل من الفرص السهلة في الشوط الأول الذي دون فيه أفضلية واضحة، وبالتالي فإن رد الدين عبر كأس قطر سيبقى ممكنا، وإن كان مشروطا بإظهار كامل التركيز وعدم التفريط بالتفاصيل. ويمر السد بحالة فنية جيدة جدا منذ استئناف الدوري، محققا سلسلة من الانتصارات وصلت إلى أربعة تواليا، حيث تعود آخر خسارة إلى 14 سبتمبر الماضي قبل التوقف، إذ استعاد المدرب الإسباني خوانما ليو كل لاعبيه الدوليين في صفوف المنتخب الأول الذي شارك في كأس العالم FIFA قطر 2022 أو المنتخب الرديف الذي شارك في كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 25"، وبالتالي بات مؤهلا لشن رحلة العودة إلى الواجهة من جديد على مستوى الدوري من أجل الدفاع عن اللقبين اللذين حملهما في النسختين الأخيرتين وبدون خسارة أية مباراة، في سابقة لم تعرفها الكرة القطرية من قبل، لكنه ما زال بحاجة إلى مواصلة حصد النقاط في النسخة الحالية، حيث يحتل حاليا المركز الثالث برصيد 19 نقطة من 11 مباراة، وبفارق عشر نقاط عن الدحيل المتصدر الذي خاض 12 مباراة. واكتملت قوة السد في المباريات الأخيرة، عقب استعادة نجومه كامل مستوياتهم المعهودة ويأتي على رأسهم صانع ألعابه أكرم عفيف إلى جانب المهاجم الجزائري بغداد بونجاح الذي بدأ يهتدي لطريق الشباك بعد فترة من إهدار الفرص، هذا إلى جانب خبرة قلب الدفاع خوخي بوعلام ولاعب الوسط المخضرم حسن الهيدوس. ولا تقل مواجهة نصف النهائي الثاني من كأس قطر سخونة، رغم الأفضلية المعنوية التي يمتلكها الدحيل المنفرد حاليا بصدارة ترتيب الدوري برصيد 29 نقطة وبفارق أربع نقاط عن العربي، في حين أن الوكرة تراجع إلى المركز السادس برصيد 18 نقطة من 11 مباراة بعدما ظل في الواجهة طيلة الأسابيع الماضية، لكنه تنازل عن الطليعة عقب خسارتين متتاليتين منهما واحدة أمام الدحيل بهدف دون رد. ويملك الدحيل الكثير من الدوافع عقب سلسلة الانتصارات المتتالية التي وصلت إلى خمسة كأطول سلسلة في النسخة الحالية متجاوزا رقم العربي السابق الذي وقف عند أربعة، حيث بدأ الفريق بالفعل استعادة كامل الزاد البشري بعد فترة من الغيابات ثم الإصابات للاعبين مهمين، حتى أضحى المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو قادرا على التعامل مع أصعب المواجهات، والمضي بها نحو بر الأمان وهو تحقيق النقاط الثلاث، أملا في استعادة اللقب الذي غاب عن الفريق في الموسمين الماضيين لصالح المنافس المباشر السد. وسيكون الوكرة مطالبا بتجاوز آثار السقوط الكبير والمفاجئ أمام الغرافة بخماسية نظيفة في الجولة الماضية من الدوري، وهي النتيجة التي ربما لم يعرفها الفريق منذ فترة طويلة، خصوصا في الموسم الحالي الذي ظهر خلاله متوهجا وقدم مستويات راقية، قبل أن يشهد بعض التراجع غير المتوقع في مباراة الغرافة، ذلك أن الفريق كان مقنعا تماما رغم الخسارة قبلها أمام الدحيل بهدف دون رد، حيث كان الطرف الأفضل أغلب فترات المباراة، لكنه افتقد إلى النجاعة في ترجمة الفرص. وعلى صعيد المواجهات في البطولة منذ النسخة الأولى 2013-2014، فلم يسبق للسد أن التقى العربي، لكنّ الفريقين تواجها في كأس ولي العهد وتبادلا الفوز 3-2 للسد عام 1998 و1-صفر للعربي عام 2010، في حين لم يلتق الوكرة والدحيل في البطولة بالمرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوكرة والعربي يشاركان للمرة الأولى في المسمى الجديد للبطولة بعدما غابا عن المربع الذهبي للدوري. وعلى صعيد منافسات النسخة الحالية من الدوري، فقد تكررت المواجهتان قبل فترة وجيزة، إذ التقى العربي بالسد في الجولة الحادية عشرة وفاز السد بثنائية دون رد، فيما التقى الوكرة مع الدحيل في الجولة الثانية عشرة وانتصر الدحيل بهدف دون رد. وفي المواجهات العشر الأخيرة على مستوى الدوري تبدو كفة السد راجحة بشكل كبير، حيث لم يقو العربي على تحقيق أي انتصار على السد، حيث مني بتسع خسائر مقابل تعادل وحيد كان في إياب نسخة العام 2019-2020 وبهدف لهدف، حيث سجل السد خلال المباريات العشر 42 هدفا في مرمى العربي منها 16 هدفا للجزائري بغداد بونجاح، مقابل تسجيل العربي تسعة أهداف فقط. أما مواجهات الدحيل والوكرة، فقد شهدت تكافؤا كبيرا في المواجهات العشر الأخيرة في الدوري، حيث فاز الدحيل في خمس مباريات مقابل انتصار الوكرة في أربع مناسبات، وتعادل الفريقان مرة واحدة، وسجل الدحيل في مرمى الوكرة 23 هدفا منها أربعة أهداف لعلي عفيف، فيما سجل الوكرة 21 هدفا منها خمسة أهداف للجزائري محمد بن يطو.