إطلاق مؤشر الشفافية يعزز نزاهة الرياضة الأوروبية

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل حدثًا نوعيًا تمثل في الإطلاق الرسمي لأول مؤشر مستقل لشفافية الرياضة، وذلك عبر فرع التحالف العالمي للنزاهة في الرياضة في أوروبا، وبشراكة مع عدد من المؤسسات، من بينها المركز الدولي للأمن الرياضي. ويأتي هذا المشروع، الذي تم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج «إيراسموس+»، كأداة مبتكرة لقياس مستوى الحوكمة والشفافية في مؤسسات الرياضة الأوروبية، مستندًا إلى 15 معيارًا موحدًا تغطي مختلف الجوانب التنظيمية والتشغيلية والمالية، وبالاعتماد الكامل على البيانات المتوفرة للعلن. وقد حظيت فعالية الإطلاق بحضور لافت من مسؤولين تنفيذيين وخبراء وأكاديميين من مختلف أنحاء القارة، الذين أكدوا خلال النقاشات أهمية المؤشر كخطوة إصلاحية في هيكل الحوكمة الرياضية، مؤكدين ضرورة تبني أدوات تقييم مستقلة وشفافة. النتائج الأولية للمؤشر كشفت عن تصدر عدد من المؤسسات الرياضية الكبرى، مثل نادي إي سي ميلان ويوفنتوس والدوري الألماني، بينما شملت قائمة الجهات المشمولة بالتقييم أندية وهيئات رياضية كبرى مثل ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونيخ، الاتحاد الفرنسي والإسباني لكرة القدم، والاتحاد الدولي لألعاب القوى. كما شهدت الجلسات مشاركة مؤسسات رياضية كانت ضمن الداعمين الأوائل لتبني المؤشر، حيث عرض ممثلوها تجاربهم، مشيرين إلى أن التقييم ساهم في تحسين معايير الحوكمة لديهم ورفع مستوى الشفافية المؤسسية. وأكد القائمون على المشروع أن الهدف ليس إدانة المؤسسات ذات الأداء المنخفض، بل تحفيزها على التطوير ومنح التقدير للمؤسسات التي تلتزم بالإفصاح والنزاهة. واعتبر محمد بن حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، أن هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية نحو إصلاح منظومة الرياضة، مؤكدًا أن الشفافية أصبحت اليوم أساسًا لا يمكن تجاوزه في طريق بناء مؤسسات رياضية نزيهة ومستدامة تحظى بثقة الجماهير والشركاء.