وداع عاطفي لتوماس مولر

في ليلة لا تُنسى، توقّف الزمن في ملعب أليانز أرينا، حيث خاض النجم الألماني توماس مولر، آخر مبارياته على أرضه بقميص بايرن ميونيخ التي حسمها فريقه بثنائية نظيفة أمام بوروسيا مونشنجلاباخ، وسط أجواء غامرة بالمشاعر والامتنان. ففي العاشر من مايو 2025، ودّع مولر البالغ من العمر 35 عامًا جماهير الفريق بعد مسيرة استمرت 25 عامًا داخل جدران النادي البافاري، ليطوي صفحة أسطورية حفرت اسمه بعمق في تاريخ كرة القدم الألمانية. واصطف أكثر من 75 ألف مشجع في المدرجات، رافعين تيفو عملاقًا يحمل صورة مولر واسمه، تتوسطه عبارة: "منذ 25 عامًا، كل شيء من أجل ألواننا!"، في رسالة وفاء للاعب الذي لم يعرف غير قميص البايرن. امتلأت المدرجات بالأحمر والأبيض، في لوحة جماهيرية مهيبة عبّرت عن حجم الحب الذي يكنّه عشاق النادي لأيقونتهم. وكانت المباراة ضد بوروسيا مونشنجلادباخ بمثابة محطة ختامية لمسيرة مولر على ملعبه، أكثر من كونها لقاءً تنافسيًا. دخل مولر أرض الملعب وسط تصفيق مدوٍّ، وردّ التحية بابتسامة نابعة من القلب، تعكس مزيجًا من التأثر والفخر. وخلال مراسم ما قبل المباراة، تلقى مولر هدية رمزية من النادي صورة مؤطّرة تجمعه بجميع الكؤوس التي ساهم في حصدها، إلى جانب باقة من الورود بألوان النادي. وصرخ بحماسة: "دعونا نلعب!"، في لحظة جسّدت شغفه الدائم باللعبة حتى اللحظة الأخيرة.