رياضيون ونجوم كرة قدم يدعمون فلسطين
لم ينأ الرياضيون في العالم بأنفسهم عن الأحداث المروعة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي وصلت ذروتها خلال القصف الأخير لمستشفى الأهلي العربي "المعمداني". وتداعى العديد من مشاهير الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، للتنديد بالجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وسجل العديد من الرياضيين أهدافا إنسانية في مرمى الاحتلال من خلال دعم أهل غزة وشعبها، وناشدوا العالم للتدخل لوقف ما يجري هناك من قتل متعمد. ووضع بعض الرياضيين الحاليين والمعتزلين من أصحاب الأسماء الوازنة والإنجازات التاريخية، أنفسهم أمام مسؤولياتهم الإنسانية ورفضوا الكيل بمكيالين من خلال التعامل الإعلامي مع ما يجري حاليا للشعب الفلسطيني بشكل عام والشعب الغزي على وجه الخصوص، من باب إدراكهم أن الواجب يحتم عليهم كشف الحقيقة، ورفض الصمت العالمي المطبق على القصف الوحشي لغزة. وتركت النداءات التي أطلقها مؤثرون رياضيون، أكبر الأكثر في كشف الحقيقة وزيف بعض الروايات المفبركة التي يحاول البعض الترويج لها لدعم مرتكبي جرائم القتل الوحشية، حيث انبرى بعضهم لنشاط إلكتروني، كشف التناقض الإعلامي في التعاطي مع الموقف، ما أسهم في تشكيل رأي عام واقعي مؤثر حشد تأييدا عالميا كبيرا، شكل ضغطا هائلا على الاحتلال. ولقيت تدوينات بعينها لبعض الرياضيين، على المنصات الإلكترونية المختلفة صدى كبيرا، خصوصا وأن من بينها ما كان مباشرا يشرح الموقف على حقيقته كما فعل اللاعب الفرنسي السابق إيريك كانتونا، أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي، عندما قال عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام: "إن الدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين لا يعني أنك مؤيد لحماس.. وقول فلسطين حرة لا يعني أنك معاد للسامية أو تريد رحيل جميع اليهود". وأضاف كانتونا: "فلسطين حرة.. تعني تحرير الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسلبهم حقوقهم الإنسانية الأساسية منذ 75 عاما.. وفلسطين حرة، تعني وقف حبس 2.3 مليون فلسطيني في أكبر سجن مفتوح في العالم، نصفهم من الأطفال". وتابع: "فلسطين حرة.. تعني إنهاء الفصل العنصري الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية.. وفلسطين حرة، تعني منح الفلسطينيين السيطرة على البنية التحتية الأساسية في أرضهم". وسجل النجم الفرنسي كريم بنزيما اللاعب الحالي لنادي الاتحاد السعودي والنجم السابق لريال مدريد الإسباني والحائز معه على جائزة أفضل لاعب في العالم عام 2022، موقفا واضحا حيال التنكيل بأهل غزة، حيث نشر على حسابه الشخصي بمنصة X (توتير سابقا) لاقت رواجا كبيرا وقال فيها: "كل صلاتنا لسكان غزة، الذين أصبحوا مرة أخرى ضحايا القصف الظالم، الذي لا يترك طفلا أو امرأة". وعلى منوال بنزيما نسج الفرنسي الآخر جول كوندي لاعب برشلونة الإسباني الذي بعث برسالة إلى متابعيه عبر حسابه في إنستجرام كتب فيها: "خذ الوقت الكافي لقراءة الرسائل والاستماع إلى مقاطع الفيديو بأكملها قبل الرد وإصدار أحكام متسرعة، فهذا مهم جداً شكراً"، حيث جاءت رسالة كوندي مرفقة بكلمات للأمريكي Shaun King الذي يتابعه نحو 4 ملايين على إنستجرام خلال رسالة مطولة بعنوان: "ملاحظة مهمة حول سبب تغطيتي لفلسطين بالطريقة التي أقوم بها" قال فيها، "أنا رفيق الشعب الفلسطيني، ومناضل ضد الفصل العنصري والإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني". وقال نجم منتخب الألماني وناديي أرسنال الإنجليزي وريال مدريد الإسباني السابق مسعود أوزيل على حسابه عبر منصة X: "الصلاة من أجل الإنسانية، الصلاة من أجل السلام والأبرياء، وخاصة الأطفال، فهم يفقدون حياتهم في الحرب على كلا الجانبين.. إنه أمر مفجع للغاية ومحزن". ولم يقتصر الدعم على لاعبي كرة القدم، بل وجه رياضيون يمارسون رياضات أخرى رسائل مؤثرة، على غرار ما فعل النيوزيلندي سوني بيل وليامز أحد أبرز نجوم رياضة الرجبي، الذي طلب من متابعيه على منصة X "الصلاة من أجل غزة". وبدوره دعم أسطورة كرة السلة الأمريكية راي ألين، فلسطين عبر حسابه على إنستجرام حيث أعاد نشر مقطع فيديو يوضح (كما يقول) عدم صدق الإعلام الأمريكي حول حقيقة ما يحصل في قطاع غزة. أما بطل الملاكمة الأولمبي البريطاني أمير خان، فنشر رسالة عبر حسابه على منصة X قال فيها: طوال مسيرتي المهنية، كان هدفي أن أصبح بطلا وأن أستخدم شهرتي وتأثيري لإحداث تغيير إيجابي في العالم، لم أخف أبدا من التعبير عن رأيي والوقوف في وجه المجرمين". وأضاف: يراقب العالم ما يحدث في فلسطين، أرى الكثير من زملائي وأصدقائي صامتين لماذا؟.. لقد أصبح من الواضح أن الناس خائفون من إظهار دعمهم لفلسطين، حياة الفلسطينيين مهمة، سوف يتذكر العالم من تحدث ومن لم يفعل ولعب بعض الرياضيين العرب خصوصا من لاعبي كرة القدم أصحاب الشهرة الواسعة في الملاعب الأوروبية، دورا بارزا في دعم غزة وأهلها، وكشف الحقائق أمام العالم من خلال رسائل الدعم الموجهة إلى متابعيهم، التي ساهمت في حشد التأييد لرفض ما يحدث حاليا من قتل. ونشر الجزائري رياض محرز لاعب الأهلي السعودي الحالي ومانشستر سيتي السابق، صورة له من مباراة منتخب بلاده مع الرأس الأخضر وكان حاملا علم فلسطين رفقة اثنين من زملائه وعلق عليها "نحن نريد السلام"، فيما سبق للاعب الذي توج بطلا لأوروبا مع السيتي الموسم الماضي، وأن كتب في منشور على منصة إنستجرام "ألا إن نصرالله قريب". ونشر المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي مقطع فيديو على حسابه في إنستجرام قال فيه: "ليس من السهل دائما التحدث في مثل هذا الوقت، كان هناك الكثير من العنف والكثير من الألم والوحشية". وعن قصف مستشفى المعمدانى قال صلاح: إن المشاهد في المستشفى كانت مروعة، شعب غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والإمدادات الطبية"، ودعا زعماء العالم إلى "تجنب المزيد من قتل الأرواح البريئة". كما عبر نجوم المنتخب المغربي لكرة القدم: حكيم زياش، ونصير مزراوي وسفيان بوفال وزكريا أبو خلال وعبدالحميد الصابري، عن تضامنهم مع فلسطين وقطاع غزة، وذلك من خلال منشورات على حساباتهم بمنصات التواصل الاجتماعي، أبدوا فيها دعمهم لغزة ورفضهم للقصف الإسرائيلي. وواصل النجم المصري المعتزل محمد أبوتريكة دعم أهل غزة والشعب الفلسطيني بشكل عام، وقال المحلل في قنوات بي إن سبورتس على منصة ثريدز منددا بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى المعمداني في غزة "إبادة جديدة تم ارتكابها في غزة سيتجاهلها العالم المنافق". وفي حسابه على إنستجرام عبر الأردني موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي عن تضامنه مع فلسطين قائلا "رسالتي دعم لفلسطين وأهلها "وكان قد قال في منشور سابق: "أوقفوا الحرب على غزة". وأعلن بطل كمال الأجسام المصري رامي السبيعي الملقب بـ"بيغ رامي"، والمتوج بلقب مستر أولمبيا في عامي 2020 و2021، تضامنه مع غزة والقضية الفلسطينية بمنشور على حسابه الرسمي في إنستجرام تحت عنوان "غزة العزة وفلسطين الأبية". وكان المصري محمد النني لاعب أرسنال الإنجليزي قد غير صورة الـبروفايل الشخصي له على مواقع التواصل الاجتماعي بإزالة صورته ونشر صورة للمسجد الأقصى يرفرف فوقه علم فلسطين، في تعبير عن تضامنه ودعمه للقضية الفلسطينية ورفضه العدوان على قطاع غزة. وكتب المصري أحمد حسن لاعب نادي بينديك التركي، رسالة مطولة على منصة X باللغة الإنجليزية، جاء فيها: "انتقلت إلى أوروبا منذ 11 عاما، ولهذا السبب لدي متابعون وأصدقاء من غير العرب، لذا فإن هذا المنشور وقصصي التي أشاركها عن فلسطين، مخصصة لكم". وأضاف: "أعتقد أنه إذا كان لديك قطعة صغيرة جدا من القلب، فسوف تشعر بالحزن الشديد بعد رؤية كل ما يحدث في فلسطين هذه الأيام. لذلك، أتمنى عندما تكون في موقع اتخاذ القرار أو تجد نفسك في محادثة حول هذا الأمر، أن تعرف الحقيقة". ويبدو واضحا أن الرياضيين لم ينأوا بأنفسهم عما يجري في فلسطين حاليا وساهموا بشكل فاعل في تشكيل رأي معارض لعمليات القتل التي يعيشها أهل غزة، وبعثوا برسائل دعم في مضمونها سعيا لكشف حقائق يحاول البعض أن يطمسها.