أكد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ستكون مميزة واستثنائية، حيث ستتم استضافتها على أرضية 8 ملاعب من أعلى طراز ووفق أحدث التقنيات على المستويات العالمية، ومتقاربة في المسافة فيما بينها، ما سيتيح إمكانية مشاهدة مباراتين إلى 3 مباريات في اليوم الواحد، متوقعا أن يزور قطر أكثر من 3 ملايين مشجع، ومتابعة أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية البطولة.
وتحدث إنفانتينو خلال جلسة حوارية بعنوان العد التنازلي لأعظم حدث على وجه الأرض ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرج، عن تصميم الكرة الرسمية لمونديال قطر الموسومة بـ"رحلة"، والتي حملها بين ذراعيه أثناء الجلسة، واصفا إياها بـ المميزة، حيث قال: "بالإضافة إلى كونها الكرة الرسمية للمونديال، فهي تحمل اسم منتدى قطر الاقتصادي أيضا، وهي مخصصة فقط لهذا المنتدى، فضلا عن أن رحلة هذه البطولة في قطر صاحبتها تقلبات وظروف مختلفة".
ونوه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بأن مبيعات تذاكر النهائيات مرتفعة، كاشفا عن أن هناك حوارات من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية للملاعب رغم صعوبة الأمر.
وحول مدى استعداد قطر لاستضافة المونديال، شدد إنفانتينو على أن البلد والمنطقة تنتظر هذه البطولة بفارغ الصبر، وقال: "عام قبل المونديال.. لم أر جاهزية كهذه، ونحن الآن نستعد يوما بيوم ولحظة بلحظة للترحيب بأكثر من مليونين من المشجعين لجعل هذه التجربة استثنائية ومميزة"، نافيا قلقه من الطاقة الاستيعابية للفنادق، لا سيما أنه بالإضافة إلى الفنادق، فإن هذه البطولة ستشهد تجارب إقامة ممتعة من خلال استقبال المشجعين في الخيام وسط الصحراء، وهي فرصة رائعة، وتابع: "بالإضافة إلى أن البطولة ستستضيفها دولة قطر، فإنها أيضا بطولة لدول مجلس التعاون وللشرق الأوسط".
وأثناء حديثه عن ما تم ترويجه بخصوص وضع العمال في منشآت كأس العالم، لفت جياني إنفانتينو إلى الزيارة التي قام بها إلى قطر بعد انتخابه في 2016، قائلا: "إن الأمور تغيرت بفضل التشريعات وحرص قطر على تجاوز كافة الملاحظات التي تم تسجيلها إذ تم إلغاء نظام الكفالة، ورفع الحد الأدنى للأجور، وغيرها من الحوافز والتحسينات.. وأنا أعيش هنا لمتابعة كل شيء.. والأمور على أحسن وجه".
وأضاف رئيس FIFA: "ما وصلنا إليه الآن في أوروبا تطلب مئات السنين، وهنا نعمل سويا من أجل أن نضمن أن يستمر ما تم تحقيقه حتى بعد كأس العالم"، معربا عن ترحيب اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي لكرة القدم وعموم القطريين بكافة الزوار ومشجعي البطولة، التي أكد أنها ستكون "استثنائية وغير مسبوقة نظرا لما تم توفيره لها من اعتمادات وتجهيزات متطورة".
وتوجه إنفانتينو بدعوة الزوار، الذين سيحضرون إلى قطر لمتابعة منتخباتهم، إلى احترام ثقافة البلد والمنطقة، قائلا في هذا الصدد: "قطر ترحب بالجميع.. إذ سيمكن لكل زائر أن يرى حجم التطور الذي تعيشه البلاد على كافة المستويات.. وأنا على يقين بأن الجميع سيحظى بمتابعة كأس عالم في غاية الروعة والتطور.. كما سيقف النقاد على حقيقة الوضع بمجرد إعطاء شارة انطلاق البطولة".
وخلال حديثه عن تغير كرة القدم في السنوات المقبلة، قال جياني إنفانتينو: "إن كرة القدم هي صناعة كبيرة، يضخ فيها أكثر من ملياري دولار، وهي ميزانية دول، ولديها عنصر يربط بين جميع شعوب العالم"، لافتا إلى أن FIFA حرص على تنظيم هذه البطولة لأول مرة على أرض عربية، حيث حظيت دولة قطر بهذا الشرف.
وذكر أن بشائر متابعة بطولة غير مسبوقة ظهرت خلال تنظيم قطر بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 في ديسمبر الماضي، حيث احتفى العرب ببطولتهم، وكانت مسابقة باهرة واستثنائية، مضيفا: "عندما يأتي الناس إلى هنا، فسيروا بأم أعينهم كيف أن ثقافة البلاد وتاريخها العريق يرتبطان بتاريخ كرة القدم".
كما أشار رئيس FIFA، من جهة أخرى، إلى أن نظام بث مباريات المونديال سيتغير بالاعتماد على نظام نيتفليكس وآبل وما شابه ذلك، حيث إنه تم تدشين منصة FIFA+، داعيا الجميع إلى اكتشاف هذه المنصة.
وأكد جياني إنفانتينو، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن تنظيم كأس العالم في قطر وبيع التذاكر سيعودان بالنفع على اقتصاد البلاد، مشيرا إلى أن أكثر من مليوني شخص سيأتون إلى قطر، وبعضهم سيكتشف البلاد للمرة الأولى.
وأوضح أن الدولة ضاعفت جهودها لتهيئة المساحات لاستقبال الجماهير، فبالإضافة إلى الكورنيش الذي سيكون فضاء للاحتفالات والكرنفالات من كافة أقطار العالم، ستكون هناك فضاءات أخرى للمشجعين، ستدعم قطاع السياحة في قطر والمنطقة كافة.
وأشار إلى النظرة لقطر وللمنطقة والعرب ستتغير بعد البطولة، مؤكدا أن كرة القدم ينبغي أن تبقى عالمية، وتتم استضافتها في كافة المناطق بلا تمييز.
كما نوه بأن FIFA يسعى، بالتعاون مع اتحادات ونقابات اللاعبين، إلى محاصرة الإساءة للاعبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن أكثر من 50 بالمئة من اللاعبين في بطولات مختلفة قد تعرضوا للإساءة، وهو ما يشعل التفرقة والعنصرية.
وشدد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في تصريحه لـ قنا، على أن FIFA شفاف في تدبيره، ووضع نظام حوكمة جديدا وقويا لدرجة أن وزارة العدل الأمريكية قررت أن تعيد إليه مبلغ 200 مليون دولار حجزتها من الفاسدين، بعد أن كان الاتحاد الدولي للعبة "ضحية لأشخاص فاسدين، والآن تتم متابعة كل دولار واستثماره في تطوير اللعبة".
وذكر أن هناك لاعبين رائعين، أمثال كريستيانو رونالدو وليو ميسي وإمبابي ونيمار، سيكونون جزءا من هذه البطولة التي ستقام خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين تزامنا مع بداية الموسم وقمته، لافتا إلى أن تنظيم البطولة في الصيف يكون في فترة يعاني فيها اللاعبون من التعب والإنهاك، لكن إقامة بطولة في الشتاء مثلما سيحصل لأول مرة في قطر، سيضمن أن تكون لدينا أفضل بطولة كأس عالم ليس فقط من وجهة نظر الجمهور، ولكن من حيث أداء اللاعبين وعطائهم على أرض الملعب".